سلالة جديدة من كورونا تضرب أسواق الأسهم والنفط وتمهد لذهب أكثر بريقاً

موظف شركة تجارة أوراق مالية في قاعة التداول ببورصة شيكاغو، ولاية إليوني الأمريكية
موظف شركة تجارة أوراق مالية في قاعة التداول ببورصة شيكاغو، ولاية إليوني الأمريكية المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يأبى عام 2020 أن يغادر دون ترك أثر جديد على الأسواق، فرغم حالة التفاؤل التي عمت مع ظهور لقاحات كوفيد-19 وحصول الكثير منها على الموافقة على استخدامه. جاء الثلث الأخير من الشهر الأخير من 2020 حاملاً معه سلالة جديدة من فيروس كورونا، ربما تكون أشد فتكاَ مع قدرتها السريعة على الانتشار.

وكانت بريطانيا بؤرة السلالة الجديدة أعلنت أمس الأحد فقدانها للسيطرة على التفشي بحسب تصريحات وزير الصحة لشبكة سكاي نيوز أمس، وهو ما جعل بعض الدول توقف رحلات الطيران مع بريطانيا، ليعيد ذلك إلى الأذهان سيناريو بدء تفشي السلالة الأولى من كورونا في وهان بالصين.

ورغم اعتماد اللقاحات المضادة للفيروس إلا أنها ما تزال تحتاج الكثير من الوقت حتى تصل لمرحلة تجنب الإغلاق الناتج عن تفشي الوباء، إذ أعلنت دول أوروبية وعربية إغلاقات جزئية جديدة مع تشديد القيود على احتفالات عيد الميلاد التي قد ينتج عنها تفشٍ أكبر.

وقرأت أسواق الأسهم تلك التأثيرات لتبدأ من آسيا التي استهلت تعاملات الأسبوع بتراجعات أقل حدة من نظيرتها الأوروبية القريبة من بؤرة السلالة الجديدة، إذ تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.18% وهانغ سينغ بنسبة 0.72% فيما ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.76% باعتبار أن الصين لديها الخبرة الكافية في التعامل مع أي حالات تفشي، وبدء استخدامها للقاح سينوفاك الذي أنتجته على نطاق واسع لمواطني الدولة.

وكانت التراجعات الحادة من نصيب المؤشرات الأوروبية، حيث تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 2.7% وفوتسي البريطاني بنسبة 1.87% وكاك الفرنسي بنسبة تقترب من 3%.

كانت بلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا أوقفت الرحلات مع بريطانيا لتجد المملكة المتحدة نفسها معزولة عن جيرانها ليضيف ذلك أعباء جديدة على اقتصادها الذي يعاني من تداعيات بريكست.

وعلى صعيد أسواق السلع، كان النفط صاحب الاستفادة من لقاح كورونا أكثر المتأثرين من السلالة الجديدة، ليتراجع في تعاملات اليوم الاثنين بنسبة تصل إلى 5% ليهبط خام برنت لعقود يناير دون مستوى 50 دولارا للبرميل مقابل مستوى يقارب 52 دولارا للبرميل في إغلاق الجمعة، وكذلك هبط الخام الأمريكي بنفس النسبة تقريباً ليصل إلى مستوى دون 47 دولارا للبرميل مقابل إغلاق فوق 49 دولارا بنهاية الأسبوع الماضي.

وتأتي تلك التراجعات لتنهي رحلة ارتفاع بلغت 37% منذ بداية نوفمبر الماضي وحتى نهاية الأسبوع الماضي.

وعانى سوق النفط من تراجعات حادة للطلب خلال عام 2020 ليصل في أبريل الماضي لمستويات سعرية تقترب من الصفر، حيث انخفض الطلب مع بداية شهر أبريل ما بين 15 إلى 20 مليون برميل يومياً ليصل إلى 85 مليون برميل يومياً مقابل 100 مليون برميل نفط كطلب يومي قبل ظهور الفيروس.

وتزامن تراجع الطلب في أبريل الماضي مع حرب نفطية بين روسيا والسعودية بفتح صمامات الإنتاج لمستوياتها القصوى، قبل أن تعاودا الاتفاق على خفض الإنتاج بمعدل 9.7 مليون برميل يومياً بدءاً من مايو ضمن إعادة تفعيل تحالف أوبك بلس.

وتضمنت خطة أوبك بلس تقليص هذا الخفض بنحو 2 مليون بدءاً من سبتمبر الماضي ليصبح 7.7 مليون برميل، على أن يكون 5.7 مليون برميل بدءاً من يناير المقبل قبل أن يتم التعديل في اجتماع التحالف بداية ديسمبر الجاري ليكون 7.2 مليون برميل فقط أي زيادة بنحو 500 ألف برميل فقط، على أن تتم مراجعة الأسواق بصورة شهرية للتعامل مع المتغيرات التي قد تطرأ على العرض والطلب، لتكون السلالة الجديدة الاختبار لكيفية التعامل الشهري لتحالف أوبك بلس مع اتفاق خفض الإنتاج.

وعلى جانب العملات، استعاد الدولار بعضا من قوته أمام العملات الرئيسية في تعاملات اليوم الاثنين ليصل مؤشر العملة الأمريكية أمام 6 عملات رئيسية إلى 90.6 نقطة بزيادة 0.71% عن إغلاق الجمعة الماضية، مع زيادة الطلب على الدولار وتراجع اليورو والإسترليني بسبب بؤرة السلالة الجديدة من كورونا بالقارة العجوز.

ورغم ارتفاع الدولار، الذي يسير عكس اتجاه المعادن الثمينة، إلا أن بريق الذهب بات أقوى، إذ لامس مستوى 1900 دولار للأونصة في بداية تعاملات اليوم الاثنين قبل أن يتراجع مؤقتاً لمستوى 1880 دولارا باعتباره الملاذ الآمن وقت فقدان اليقين بالاقتصادات وأسواق الأسهم.

ومع ترقب افتتاح الأسواق الأمريكية تأتي العقود المستقبلية للمؤشرات الأمريكية الرئيسية على تراجعات حادة تصدرها مؤشر داو جونز الصناعي بفقدان 500 نقطة من قيمته بعد أن وصل في بداية ديسمبر لمستويات فوق 30 ألف نقطة وهي الأعلى في تاريخه.