"سكوير" تنضم لشبكة "براءات الاختراعات المفتوحة" لتجنب المعارك القانونية

تسعى شركة "سكوير" للمدفوعات عبر الهاتف المحمول لتجنب الدخول في معارك قانونية طويلة بشأن العملات المشفرة عبر الانضمام لاتفاقية تسمح باستخدام براءات الاختراع المفتوحة بدون أي حقوق للملكية
تسعى شركة "سكوير" للمدفوعات عبر الهاتف المحمول لتجنب الدخول في معارك قانونية طويلة بشأن العملات المشفرة عبر الانضمام لاتفاقية تسمح باستخدام براءات الاختراع المفتوحة بدون أي حقوق للملكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انضمَّت شركة "سكوير" للمدفوعات عبر الهاتف المحمول، إلى شركات تقنية أخرى في منصة الترخيص المتبادل من أجل الحد من دعاوى براءات الاختراع بشأن العملات المشفَّرة، وتعزيز نموها.

وقالت الشركة، إنَّها تنضم إلى "شبكة الاختراعات المفتوحة" التي يتعهد أعضاؤها بالوصول إلى براءات الاختراع الخاصة بتكنولوجيا المصادر المفتوحة بدون أيّ حقوق للملكية.

تحالف براءات الاختراع

وصرَّحت شركة "سكوير" أنَّها تحاول تجنُّب هذا النوع من التقاضي الجامح الذي عصف بصناعة الهواتف الذكية ذات مرة.

فقبل عام، شكَّلت الشركة "تحالف براءات الاختراع المفتوحة للعملات المشفَّرة"، فقد قدَّم أعضاؤه تعهداً مشابهاً بعدم مقاضاة بعضهم بشأن براءات الاختراع، وتوفير مكتبة براءات اختراع مشتركة للوصول إلى التكنولوجيا الأساسية.

وقال ماكس سيلز، المستشار في شركة "سكوير"، والمدير العام لتحالف العملات المشفَّرة: "نحن في خضم هذا الوقت السريع من النمو، وهناك العديد من الأشياء الرائعة التي تحدث بدون براءات اختراع. وبالتالي؛ نريد تجنُّب المعارك القانونية التي يطول أمدها".

"بتكوين"

وتحتفظ "سكوير" بعملة "بتكوين" في خزينة الشركة، فقد حرص الرئيس التنفيذي للشركة، جاك دورسي، الذي يدير أيضاً شركة "تويتر"، على ترويج "بتكوين" في المؤتمرات.

كما تعمل "سكوير" على إنشاء خط أعمال جديد لمساعدة المطوِّرين على بناء منتجات خدمات مالية تركِّز على "بتكوين"، وذلك وفقاً لتغريدات دورسي في يوليو، وهي تدرس أيضاً موضوع إنشاء جهاز محفظة "بتكوين".

الهدف من الانضمام إلى "شبكة الاختراعات المفتوحة"، هو إنشاء ميثاق عدم اعتداء لما يسميه سيلز "أعمال السباكة" التي تدعم العملات المشفَّرة الجديدة، وهي أدوات "لا يمكنكم القيام بأعمال تجارية بدونها".

وتغطي الاتفاقية تقنيات، مثل "نواة لينكس"، و"هادوب" التي يتمُّ استخدامها لتخزين ومعالجة مجموعات البيانات الكبيرة.

تعليقاً على الموضوع، قال كيث بيرغيلت، الرئيس التنفيذي لـ "شبكة الاختراعات المفتوحة": "عندما يتعيّن عليكم التعامل مع الوظائف الأساسية، يجب ألا تقاضوا بعضكم. إذ تقوم الفكرة على بناء تمايزكم حول الجوهر، ولن يعيق هذا أي شخص من بناء شركة، لكنَّه يحميه فقط من المقاضاة حول كل ما هو مفتوح بشكل أساسي".

"شبكة الاختراعات المفتوحة"

الجدير بالذكر أنَّه جرى إنشاء "شبكة الاختراعات المفتوحة"، التي تمتلك أيضاً أكثر من ألف براءة اختراع خاصة بها، كما يحصل أعضاؤها عليها بدون حقوق للملكية، من أجل حماية نظام التشغيل "لينكس" من التقاضي بشأن براءات الاختراع.

وتأسست في عام 2005 من قبل شركات، بما في ذلك "إنترناشونال بزنس ماشينز كورب"، و"ريد هات"، و"سوني كورب"، وتضمُّ أكثر من 3,500 عضو حول العالم، بما في ذلك "مايكروسوفت كورب"، و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، و"أوراكل كورب".

في العِقد الماضي، نمت الشبكة لتشمل مجالات مثل السيارات، والطاقة، والأجهزة الطبية. كما قال بيرغيلت، إنَّ شركات الخدمات المالية هم أعضاء أيضاً، "إلا أنَّنا كنا نفتقد لشركات العملات المشفَّرة حسنة النية".

تجنُّب دعاوى براءات الاختراع

تجدر الإشارة إلى أنَّ "سكوير" ليست وحدها التي تحاول الحد من دعاوى براءات الاختراع التي أفسدت الصناعات الأخرى، لا سيَّما في مجال التكنولوجيا. إذ يمكن أن تُكلف حروب التقاضي بشأن براءات الاختراع، مثل تلك التي تنطوي على الهواتف الذكية، والأجهزة الطبية من بين صناعات أخرى، مئات الملايين من الدولارات كرسوم قانونية.

وقد تشكَّلت مجموعات أخرى لمواجهة التحدي، على الرغم من أنَّها تركِّز على قضية منفصلة عندما يتعلَّق الأمر بنزاعات براءات الاختراع؛ وعلى سبيل المثال؛ تمَّ إنشاء "تحالف العملات المشفَّرة المفتوحة" لتحديد طلبات براءات الاختراع التي يجب الطعن فيها، مثل توفير المعلومات لفاحصي البراءات لاستخدامها كأساس لرفض الطلبات.

كما أنَّ "الترخيص على شبكة النقل" الذي يتمُّ فيه ترخيص الأعضاء تلقائياً لبراءات الاختراع التي تُباع لاحقاً إلى شركة تأكيد براءات الاختراع، قد خلق منطقة لبراءات الاختراع على "بلوكتشين"، وهي تقنية السجِل الرقمي التي تمكِّن العملة المشفَّرة من العمل.

"بلوكتشين"

فضلاً عن ذلك، حصلت شركات مثل: "بنك أوف أمريكا"، و"غولدمان ساكس غروب" على مئات براءات الاختراع في مجالات الـ"بلوكتشين"، وهي تقنية السجل الرقمي المستخدمة للتحقق من المعاملات، وتسجيلها في قلب العملات الافتراضية.

تاريخياً، كانت البنوك حذرة بشأن براءات الاختراع، إذ ذهبت إلى حدِّ تقديم عروض تقديمية إلى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة حول عملياتها لضمان عدم إصدار براءات اختراع في عملياتها اليومية.

وقال بيرغيلت: "لا أعتقد أنَّ أيَّ شخص يشعر بالقلق من أن يصبح "بنك أوف أمريكا" متقاضياً؛ إذ يدرك الناس أنَّه يستخدم براءات الاختراع بطريقة دفاعية، إلا أنَّ المسألة تشبه نوعاً من الغرب المتوحش، عندما يأتي الأمر للشركات المنشأة حديثاً".

تهديد الصناعة

ما من شكٍّ في أنَّ براءات الاختراع مهمة لخلق حوافز للبحث، إلا أنَّ "الجانب القبيح لبراءات الاختراع" يتضمَّن "أشخاصاً ينتظرون مع محفظة براءات الاختراع الخاصة بهم"، على أمل جني الأموال مع نمو الصناعة، وذلك على حدِّ تعبير توم فرانكلين، محامي براءات الاختراع لدى "كيلباتريك تاونسند"، والمتخصص في براءات اختراع الـ"بلوكتشين" والتكنولوجيا المالية.

كما أوضح فرانكلين: "سيكون هناك أشخاص لديهم براءات اختراع تُشكِّل تهديداً لهذه الصناعة. كما يريد الناس جعل هذه الصناعة عالماً خالياً من براءات الاختراع، إلا أنَّ براءات الاختراع جيدة بشكلٍ ما. فضلاً عن أنَّ جميع الأشخاص الذين يُنفقون الدولارات لجعلها أسرع وأرخص، وأكثر أماناً، وأقل عرضة للقرصنة، علماً أن كل هؤلاء الأشخاص يريدون الحصول على الأموال".

وقال سيلز وبيرغيلت، إنَّهما يأملان في أن تؤدي إجراءات "سكوير" في الانضمام إلى "شبكة الاختراعات المفتوحة" إلى انضمام لاعبين كبار آخرين في هذا المجال، بما في ذلك "بنك أوف أمريكا كورب"، و"سيتي غروب".

وأضاف سيلز: "لا أعلم بوجود مستهلكين قلقين حقاً بشأن نواة المصدر المفتوح. إذ لا تتعلَّق المسألة بالقول، إنَّه لا يمكنكم تحقيق الدخل من براءات اختراعكم، بل تؤكِّد على السؤال: "ما هي البنية التحتية الأساسية التي يتعيّن علينا جميعاً استخدامها؟، وكيف نتشارك التكاليف حتى تكون قابلة للتطوير؟".