سوق الائتمان الهندية في أسوأ حالاتها منذ عشرين عاماً

 فرع Kotak Mahindra Bank في مومباي، الهند. تراجعت مبيعات السندات المقومة بالروبية والمصنفة ائتمانياً تحت درجة “AA” بنسبة 20% حتى الآن إلى 355.4 مليار روبية خلال العام الحالي (نحو 4.8 مليار دولار)، وهو أقل مستوى لها منذ عام 2013 وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"
فرع Kotak Mahindra Bank في مومباي، الهند. تراجعت مبيعات السندات المقومة بالروبية والمصنفة ائتمانياً تحت درجة “AA” بنسبة 20% حتى الآن إلى 355.4 مليار روبية خلال العام الحالي (نحو 4.8 مليار دولار)، وهو أقل مستوى لها منذ عام 2013 وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت مصرفية مخضرمة لدى بنك "كوتاك ماهيندرا" (Kotak Mahindra Bank)، إنَّ أزمة سوق السندات في الهند بلغت ذروة لم تشهد مثيلاً لها خلال عشرين عاماً من عملها في المجال المصرفي.

أوضحت سوجاتا غوهاثاكورتا، رئيس أسواق الدين لدى البنك الذي يتخذ مقرّه في مومباي، أنَّ طوفان السيولة النقدية التي ضخَّها "بنك الاحتياطي الهندي" في الأسواق وسط انتشار الجائحة اتجه إلى سندات أقصر أجلاً بتقييم ائتماني ممتاز، في حين انخفض الطلب بعنف على سندات أضعف تقييماً لآجال ثلاثة أعوام أو أكثر. وتلجأ الشركات إلى الاقتراض من البنوك، بما يعرقل محاولة الهند لفطام طالبي القروض البنكية، ودفعهم نحو سوق السندات.

وقالت غوهاثاكورتا، التي تبلغ من العمر 52 عاماً، في لقاء معها: "هذه هي أكثر الأوقات تحدياً، التي رأيتها من قبل في سوق السندات. وقد تراجعت أسواقنا عدداً من الخطوات إلى الخلف".

الأموال السهلة في الهند تغذِّي ارتفاع التضخم وسوق الأسهم

تلقي غوهاثاكورتا باللوم على أزمة الائتمان العالقة في البلاد، التي أشعل فتيلها إفلاس شركة "آي إل أند إف إس غروب" (IL&FS Group)، التي عملت في تمويل مشروعات البنية الأساسية في عام 2018، وتسبَّبت الأزمة في تدهور النشاط الذي نتج عن تجنُّب المستثمرين جميع السندات، ما عدا السندات قصيرة الأجل ذات التقييم الممتاز. كما أنَّ غوهاثاكورتا لا تتوقَّع انتعاش الطلب قريباً، مع ميل المؤسسات التي تشتري السندات في الأجل الطويل، مثل صناديق المعاشات، وكذلك جهات الإصدار، إلى تفضيل السندات السائلة التي تطرحها الولايات بدلاً من سندات الشركات.

قد يعرقل تراجع الطلب تحقيق أي تقدُّم نحو تعميق سوق سندات الشركات في الهند، التي تبلغ قيمتها 125 مليار دولار، وجعلها أكثر سيولة. وقد يعطل ذلك جمع أموال ضرورية لمشروعات البنية الأساسية طويلة الأجل من مؤسسات استثمارية أجنبية ومحلية.

الهند تستهدف استثمار 1.4 تريليون دولار في البنية التحتية لتعزيز النمو

وقالت غوهاثاكورتا: "ليست لدينا أي سوق لسندات البنية الأساسية طويلة الأجل مع إحجام صناديق المعاشات وجهات الإصدار. وقد فقدنا جزءاً كبيراً من حماسنا لها بسبب أزمة الائتمان في عام 2018-2019".

تراجعت مبيعات السندات المقوَّمة بالروبية، والمصنَّفة ائتمانياً تحت درجة “AA” بنسبة 20% حتى الآن إلى 355.4 مليار روبية خلال العام الحالي (نحو 4.8 مليار دولار)، وهو أقل مستوى لها منذ عام 2013، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وفي هذه الأثناء، ما يزال إصدار السندات المصنَّفة ائتمانياً بدرجة “AA” فأكثر، عند أعلى مستوياته تاريخياً في عام 2021 مستحوذاً على نحو 74% من إجمالي مبيعات السندات.

انتعاش مفاجئ للسندات يجتاح الهند مع تدفق مشتريات الصناديق العالمية

وبرغم تباطؤ السوق؛ تنصح غوهاثاكورتا، التي تخصصت في أسواق الدين منذ عام 1997، عملاءها أن يقترضوا الآن من سوق السندات؛ إذ إنَّ دورة أسعار الفائدة بلغت منطقة القاع. وهي تتوقَّع أن يرفع البنك المركزي الهندي سعر إعادة الشراء المعكوس خلال الربع الأخير من العام المالي الحالي، ويستمر في سحب فائض السيولة من الأسواق.

سيؤدي ذلك إلى ميل منحنى العائد إلى الاستواء، وتحرُّك أسعار الفائدة قصيرة الأجل أكثر من الأسعار طويلة الأجل. وتتوقَّع غوهاثاكورتا ارتفاع العائد على سندات الحكومة والشركات بمقدار 35 إلى 50 نقطة أساس بحلول نهاية شهر مارس.

آسيا والمحيط الهادئ - عائدات السندات الحكومية 10 سنوات