صناعة الإسمنت حازت أخيراً على التكنولوجيا اللازمة لخفض انبعاثاتها

مصنع إسمنت في دوتيرنهاوزن، ألمانيا
مصنع إسمنت في دوتيرنهاوزن، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل شركة مواد البناء الأسترالية "كاليكس" (Calix) على إنشاء شركة فرعية تابعة لها لتوسيع نطاق تقنياتها التي من شأنها خفض الانبعاثات الكربونية الصادرة عن مصانع الإسمنت.

ويساهم إنتاج واستخدام مواد البناء بنسبة تصل إلى 8% في التلوُّث العالمي بالكربون، لكنَّ الجهود المبذولة للحدِّ من البصمة الكربونية للصناعة تخلَّفت عن قطاعات أخرى، مثل: الكهرباء والنقل.

تتمثَّل أبرز التحديات التي تواجه الصناعة في أنَّ إزالة الوقود الأحفوري من العملية لايمكنه بحدِّ ذاته خفض الانبعاثات بشكل فعَّال، وذلك لأنَّ عملية إنتاج الإسمنت تتضمَّن تسخين الحجر الجيري في أفران، وهو الأمر الذي يُطلق ثاني أكسيد الكربون.

وبالرغم من ذلك؛ كانت هناك محاولات لخفض انبعاثات الإسمنت، وقد شملت هذه المحاولات حتى الآن، عزل ثاني أكسيد الكربون عن خليط الغازات المُنتجة، ثم احتجازه تحت الأرض.

صندوق بيل غيتس يستثمر في صانع الأسمنت الأوروبي الأخضر

متداول مخضرم بأسواق الكربون: الطمع قد يكون جيداً للبيئة

قد طوَّرت شركة "كاليكس" تقنية تُعرف باسم "ليلاك" (Leilac) لمعالجة مشكلة ثاني أكسيد الكربون، لكن بتكلفة أقل، فهذه التقنية تتخلى عن فكرة فصل مزيج الغازات، وهو الجزء الأكثر تكلفة في العملية، والذي حدَّ من انتشار تقنية احتجاز الكربون في الصناعة، ولحلِّ ذلك تستخدم الشركة ببساطة نوعاً جديداً من الأفران التي تقوم بتسخين الحجر الجيري بشكل منفصل عن الغازات الأخرى. ومن ثمَّ، يكون الحجر الجيري في أحد طرفي فرن التسخين، في حين يُطلق ثاني أكسيد الكربون النقي من الطرف الآخر.

أنشأت الشركة في عام 2013 مشروعاً تجريبياً لاختبار تقنية "ليلاك"، وقد أثبت فعاليته.

كذلك سيبدأ مصنع تجريبي آخر عملياته في أوروبا خلال عام 2023، وسيكون بإمكان هذا المصنع التقاط ما يصل إلى 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وتنطوي المرحلة التالية على شراكة مع شركات تصنيع الإسمنت والجير العاملة بالفعل، ولهذا السبب أنشأت "كاليكس" شركة فرعية لها تُعرف باسم "ليلاك غروب" (Leilac Group) التي ستحصل على ترخيص عالمي حصري.

كذلك، استثمرت وحدة تابعة لشركة "كاربون دايركت" (Carbon Direct)، وهي شركة مخصَّصة لإدارة الكربون، ما يصل إلى 15 مليون يورو (18 مليون دولار) في الشركة مقابل 7%، بحسب ما قالت "كاليكس" في بيان صدر مؤخَّراً.

وقد ارتفعت أسهم شركة "كاليكس" بنسبة 40% بعد تأكيد تفاصيل الصفقة مع "كاربون دايركت"، لتسجل بذلك مستوى قياسياً في تداولات بورصة سيدني.