نقص الطاقة في أوروبا يثير الذعر بأسواق آسيا

صهريج لتخزين الغاز الطبيعي المسال في محطة غازوبورت في بولندا
صهريج لتخزين الغاز الطبيعي المسال في محطة غازوبورت في بولندا المصور: بارتيك سادوسكي - بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثارت أزمة نقص الطاقة في أوروبا ذعراً بين الدول الآسيوية المستوردة للوقود، ودفعت المستوردين من اليابان حتى الهند إلى تقديم أسعار باهظة مقابل إمدادات الطاقة.

وقال تجار الغاز الطبيعي المسال في آسيا إنهم يدفعون أسعاراً قياسية بالنسبة إلى هذه الفترة من العام بسبب مخاوفهم من امتداد الأسعار الباهظة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى الأسواق الأخرى. ورفع المشترون في الصين وفي باكستان أسعار الغاز والفحم والبروبان والمازوت (زيت الوقود) من أجل المنافسة مع المملكة المتحدة وإسبانيا.

من غير المحتمَل أن يتراجع التزاحم على شراء الوقود في وقت قريب، مع تحوُّل الطقس إلى البرودة في ظلّ نقص الطاقة على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يستمر الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة حتى نهاية فصل الشتاء المقبل عندما يبلغ الطلب ذروته في نصف الكرة الشمالي، مما يشعل معدلات التضخم ويهدّد الانتعاش الاقتصادي الهش.

اقرأ أيضاً: "غولدمان ساكس": مخاطر انقطاع الكهرباء تعصف بمصانع أوروبا في الشتاء المقبل

تبدو هذه الصورة أكثر وضوحاً في أسواق الغاز الطبيعي المسال مقارنة بالأسواق الأخرى، إذ تعاقدت شركة "توهوكو للطاقة الكهربائية" (Tohoku Electric Power Co) اليابانية وشركة "غيل إنديا" (Gail India Ltd) الهندية الأربعاء، على شحنات من الغاز الطبيعي المسال تسليم شهري نوفمبر وديسمبر القادمين بأسعار تُعتبر من أعلى الأسعار التي تشهدها هذه الفترة من العام، وفقاً لمتعاملين اطّلعوا على الصفقات.

تعود هذه المشتريات، جزئياً على الأقلّ، إلى القفزة التي شهدها الأسبوع الحالي في أسعار الغاز الأوروبية مدفوعة بالخوف من أن تمتد الزيادة إلى الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في الأسواق الآسيوية، التي بلغت فعلاً مستوى ارتفاعها الموسمي، حسب متعاملين طلبوا عدم ذكر أسمائهم.

اقرأ أيضا: كبار مستوردي الغاز الطبيعي يستعدون للأسوأ ويشترونه كما لم يفعلوا من قبل

توقف نشاط تجارة الغاز الطبيعي المسال في منطقة الباسيفيك على مدى الأسابيع القليلة الماضية بسبب حركة الأسعار المتقلبة، لكن مخاطر ارتفاع الأسعار في أوروبا أكثر من الوقت الحالي، قد تدفع مزيداً من المستوردين الآسيويين إلى العودة إلى سوق الصفقات الفورية.

خلافاً لذلك، كان المستهلكون النهائيون في آسيا يفضّلون زيادة إمداداتهم من الوقود عبر عقود رخيصة طويلة الأجل ترتبط بأسعار النفط، أو التوقف عن الشراء الفوري تماماً، رهاناً على أن الأسعار سوف تتراجع في النهاية، وهو ما لم يحدث هذه المرة.