سؤال "شيفرون" لنفسها بشأن المناخ: ما الذي لن تفعله "إكسون"؟

المصدر: غيتي إيمجز
Liam Denning
Liam Denning

Liam Denning is a Bloomberg Opinion columnist covering energy, mining and commodities. He previously was editor of the Wall Street Journal's Heard on the Street column and wrote for the Financial Times' Lex column. He was also an investment banker.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بينما تدرس شركة "شيفرون" خياراتها لمستقبل منخفض الكربون، فإنها بالتأكيد تسأل نفسها: ما الذي لن تفعله "إكسون موبيل

لقد تابع مسؤولو النصف الآخر من شركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة، من كثب، فاعلية "تحول الطاقة" التي أطلقتها "شيفرون" هذا الأسبوع، أو بالأحرى دُعُوا إلى حضورها، إن لم يكن بالاسم. وفي بداية وقائع الفاعلية قال الرئيس التنفيذي مايك ويرث: "تبدأ شركة (شيفرون) من نقطة مختلفة عن غيرها في قطاعنا"، مثيراً بذلك سؤالاً تقريرياً بحتاً ردّاً على ما قاله: "مثل مَن؟". ثم أدرج سلسلة من المزايا التي لا علاقة لها بصافي الانبعاثات الصفرية، مثل الرافعة المالية المنخفضة (والمتناقصة)، وارتفاع أرباح قطاع النفط التي أصبحت أعلى مما كانت عليه قبل الوباء، دون غيرها. غير أن شركة "إكسون" لا تستطيع زعم الأمر ذاته. كأنه لتأكيد هذا الأمر، أتى ويرث على ذكر استئناف عمليات إعادة شراء الأسهم، وهو أمر اعتاد أن يكون السمة المميزة لمنافسه في تكساس.

اقرأ أيضاً: "شيفرون" تسارع لتحويل روث البقر إلى غاز طبيعي لخفض انبعاثات الكربون

كان تزايد الزخم ضد الوقود الأحفوري فرض التباين الأكبر في تاريخ إستراتيجيات الستة الكبار منذ تشكلهم قبل عقدين من الزمان. وعلى الجانب الآخر بذل النظراء الأوروبيون أقصى ما بوسعم من حيث وضع أهداف لصناعة خالية من الكربون، والاستثمار في الطاقة المتجددة والأعمال التجارية المرتبطة بها، حتى إن شركة "توتال" الفرنسية، غيّرت اسمها ليصبح "توتال إنرجي" (TotalEnergies). أما في الولايات المتحدة فاتخذت شركة "إكسون" سلسلة سريعة من الخطوات البسيطة للإشارة إلى أنها تطلعت، على الأقل، إلى درء حرب بالوكالة ذات طابع أخضر، لكن بلا جدوى، كما اتضح في ما بعد.

وفي اليوم ذاته الذي خسرت فيه "إكسون" تلك المعركة، عانت إدارة "شيفرون" من هزيمة خاصة بها، وإن كانت أقل تأثيراً، فقد أيّدت الغالبية العظمى من المستثمرين اقتراحاً يدعو الشركة إلى خفض ما يسمى بانبعاثات "النطاق الثالث" من منتجاتها. وبشكل أساسي، تلك المرتبطة باستخدامها، والتي تشكل الغالبية العظمى من انبعاثات النفط والغاز. لقد كانت إشارة واضحة إلى أنه حتى الميزانية العمومية النظيفة نسبياً، والعوائد المتزايدة، لا يمكنها عزل الشركة تماماً عن ضغوط الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات التي استوطنت القطاع حالياً.

وقد جاءت فاعلية هذا الأسبوع رداً على ذلك، ولكن أيضاً -على ما يبدو- كانت رداً على ذلك التصويت السابق في شركة "إكسون".

من الواضح أن ويرث لا يهتم بمحور ذي نمط أوروبي. لقد أشار بشكل صحيح إلى أن التأثير الهائل للمال الذي يستهدف الطاقة المتجددة، من شأنه كبح العوائد في صناعة يبدو أن الستة الكبار لن يتمتعوا فيها إلا بقليل من المهارات الضرورية ليقدموها على أي حال. في الواقع، بينما زادت شركة "شيفرون" ميزانيتها للنفقات الرأسمالية إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه للشركات منخفضة الكربون، فإنها تظلّ أرقاماً أحادية كنسبة من الإنفاق، ستذهب إلى الأمور التي تتناسب مع أعمالها الأساسية، مثل الغاز الطبيعي المتجدد والهيدروجين واحتجاز الكربون.

الملاحَظ في هذا الموقف أنه، بصرف النظر عن الميزانية الأكبر، لا يختلف في جوهره عن خطة المناخ التي قدّمها الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون" دارين وودز، في وقت سابق من هذا العام. فكلاهما يفضّل اتخاذ خطوات حذرة على طول سلسلة النفط والغاز، بدلاً من القفز إلى مسار جديد تماماً، إذ تبدو الشركات منخفضة الكربون أشبه بمشاريع تجريبية، على الأقلّ خلال الفترة المتبقية من العقد الحالي. لكن الاختلاف الكبير يتمثل في نقطة البداية، وهو بالضبط ما سعى ويرث إلى تأكيده، من خلال ذكر "الآخرين".

اقرأ أيضاً: بعد تحذير أمريكي .. أزمة الطاقة تتفاقم في أوروبا

ورغم أن دخول، أو -ربما بصورة أكثر دقة- اقتحام الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لقطاع النفط، يؤثر في جميع الشركات، إلا أنه أيضاً يشكّل مصدراً للانقسام في الوقت الحالي، يسهم في تمييز الشركات بعضها من بعض في صناعة طال تداولها في معظم الأحيان على أساس أسعار للسلع الأساسية. لكن يبدو أن تأثير ذلك الأمر قد تضاءل، على الأقل من حيث كيفية ارتباط شركات النفط الكبرى بالسوق الأوسع. ورغم إشعاله أسعار السلع صباح الأربعاء، تراجع الثقل النسبي لقطاع الطاقة في سوق الأسهم بمقدار النصف تقريباً منذ بداية عام 2020. ومرة أخرى يتنافس النفط مع المرافق كواحد من أصغر القطاعات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

ينبع هذا النفور المستمر من مزيج من إسراف القطاع سالف الذكر، والتعرض لخطر الاضطراب المتمثل في التدابير المتعلقة بالطاقة التي طُرحَت في اقتراح ميزانية إدارة بايدن، على سبيل المثال. في الوقت الحالي، يبدو أن السوق تركز أكثر على إسراف قطاع النفط، وعموماً لم تساعد المحاور الأشدّ صرامة من قبل الشركات الأوروبية الكبرى في تقييمها مقارنةً بنظيراتها في الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، تنطوي المبالغة في تفسير مضاعفات الأرقام المباشرة في سياق قضية معقدة وشاملة مثل تغير المناخ على مخاطرة، خصوصاً في أعقاب الوباء. على سبيل المثال، تتداول "توتال" بتقييم مماثل لنظيراتها في الولايات المتحدة.

على أي حال، فإن قيمة شركة "شيفرون" تعطيها مجالاً لالتقاط الأنفاس لتركيز المناقشة أكثر على نقاط قوتها المالية المباشرة، وتأكيد التناقض مع غريمتها الأقرب. وتطالب شركة الطاقة بأخذ موقف المسؤولية المالية، فيما تقدّم إيماءة صغيرة، بعد ذلك التصويت في مايو، ولكن أكثر وضوحاً بشأن إزالة الكربون. من الناحية العملية، انتزعت شركة "شيفرون" تاج انضباط شركة "إكسون" العتيق، فيما كانت خطواتها أسرع قليلاً في القضية التي أضعفت منافستها أيضاً. بعبارات تكتيكية بحتة، مثل الشركتين كرجلين يطاردهما دب. لا تحتاج "شيفرون" إلى أن تسبق الدب، فقط الرجل الآخر، "إكسون".