"باول" يوجّه بمراجعة الضوابط المنظّمة لاستثمارات مسؤولي "الفيدرالي"

وجّه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بإجراء فحص "جديد وشامل" لقواعد أخلاقيات البنك المركزي التي تنظّم الحيازات والأنشطة المالية المسموح بها لكبار مسؤولي الفيدرالي.

قالت متحدثة باسم مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيانٍ الخميس إن "هذه المراجعة ستساعد على تحديد سبل زيادة تشديد تلك القواعد والمعايير. سيُجرِي مجلس إدارة الفيدرالي التغييرات، حسب ما تقتضيه الأمور، وستُضاف أي تغييرات إلى مدونة قواعد السلوك الخاصة بالبنك الاحتياطي".

قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن "باول" أصدر التوجيه في أواخر الأسبوع الماضي.

جاءت هذه الخطوة في أعقاب الكشف عن عمليات الاستثمارات والتداول في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تخصّ اثنين من كبار المسؤولين بالبنك المركزي، وقال منتقدون إنها تُظهِر الحاجة إلى زيادة معايير المساءلة والرقابة بالفيدرالي.

أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إريك روزنغرين، ونظيره روبرت كابلان في دالاس، في 9 سبتمبر، أنهما سيبيعان ما بحوزتهما من الأسهم بحلول 30 سبتمبر، في خطوات تهدف إلى تهدئة المخاوف الأخلاقية بعد أن أثار نشاطهما في عمليات التداول تساؤلات خلال 2020.

قال روزنغرين وكابلان، إن عمليات التداول الخاصة بهما تلتزم القواعد الأخلاقية لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وإنهما كانا يتصرفان لتجنب ظهور أي تضارب للمصالح، لكن المنتقدين يقولون إن تلك التصرفات ما كان يجب أن تحدث أساساً.

اقرأ أيضاً: رئيس الاحتياطي الفيدرالي: تخفيف شراء الأصول قد يبدأ هذا العام.. ولا تسرع في رفع الفائدة

قالت إليزابيث وارين، السيناتور الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، في بيانٍ الخميس: "هذا الجدل حول تداول الأصول من قبل موظفين رفيعي المستوى في الاحتياطي الفيدرالي يسلّط الضوء على ضرورة حظر ملكية وتداول الأسهم الفردية من جانب كبار المسؤولين الذين من المفترض أن يخدموا المصلحة العامة".

وأضافت: "على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين حظر ملكية الأسهم الفردية وتداولها من قبل كبار المسؤولين، وفرض أخلاقيات قوية وقابلة للتنفيذ وقواعد لمنع تضارب المصالح المالية لأنفسهم وموظفيهم لاستعادة ثقة الرأي العامّ".

انتقادات للفيدرالي

أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في بيانه إلى أن قواعده بشأن الممارسات المالية الشخصية لمسؤولي الفيدرالي هي نفسها المطبقة على الوكالات الحكومية الأخرى، ولديه أيضا مجموعة من القواعد التكميلية "الأكثر صرامة من تلك التي تنطبق على الكونغرس".

يأتي الكشف عن أنشطة التداول الخاصة بروزنغرين وكابلان في الإفصاحات السنوية المقدمة من جميع رؤساء الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين الـ12، في وقت يتعرض فيه "الفيدرالي" بالفعل لانتقادات من بعض الجهات بسبب إجراءات سياسية قوية أو جريئة في أثناء الوباء، أدّت إلى ارتفاع أسعار الأصول، مما أفاد أو صبّ في مصلحة الأمريكيين الأكثر ثراءً على نحو غير متناسب.

يكشف الإفصاح الخاص بكابلان، الرئيس التنفيذي السابق لـ"غولدمان ساكس"، أنه من بين عديد من المعاملات التي تزيد قيمتها على مليون دولار في محفظته ، اشترى وباع ضمن صندوق مؤشرات "آي شيرز فلوتنغ ريت بوند" (iShares Floating Rate Bond ETF)، الذي يتتبع السندات التي يقلّ أجل استحقاقها عن خمس سنوات، وسوف يتأثر بسياسات وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

كشفت عملية الإفصاح أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إريك روزنغرين، يمتلك حصصاً في أربع صناديق منفصلة للاستثمار العقاري، ونفذ عديداً من عمليات الشراء والبيع في نفس القطاع، بالإضافة إلى أوراق مالية في قطاعات أخرى. وأثارت هذه الاستثمارات الدهشة أو الشبهات لأنه حذّر علناً من مخاطر الاستثمار في العقارات التجارية.