لست مضطراً بعد إلى كبح جماح "إنفاقك الانتقامي"

المصدر: غيتي إيمجز
Erin Lowry
Erin Lowry

Erin Lowry is the author of “Broke Millennial,” “Broke Millennial Takes On Investing” and the forthcoming “Broke Millennial Talks Money: Stories, Scripts and Advice to Navigate Awkward Financial Conversations.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُعرَّف فعل "الإنفاق الانتقامي" على أنه الإفراط في الإنفاق بعد فترة من التضييق. فهل يبدو ذلك مألوفاً؟

بعد الركود الكبير بين عامي 2007 و2009، نزع الأمريكيون إلى ادخار ما يتراوح بين 7% و8% من دخلهم في المتوسط. ثم جاء الوباء العالمي، وارتفعت معدلات مدخراتنا، إذ كانت لدينا فرص أقل للإنفاق. وفي مارس 2020، بلغ متوسط معدل الادخار الشخصي 13.1%، بينما ارتفع المعدل ذاته، في أبريل 2020، إلى 33.1%، وهو معدل مذهل للادخار. ثم تراجع متوسط معدلات المدخرات الشخصية ليظل أعلى من 10% حتى قبل بضعة أشهر فقط، لكنه انخفض إلى 9.8% في مايو 2021.

إقرأ أيضاً: دراسة: الأغنياء أصبحوا الأكثر تأثراً بموجة زيادة الأسعار

وكان الانخفاض في معدل الادخار والارتفاع في نظيره للإنفاق الاستهلاكي الذي شهدناه هذا الصيف قد تزامنا مع طرح اللقاحات، وإعادة فتح الاقتصادات، والقدرة على الاحتشاد مرة أخرى في مجموعات كبيرة. فقد كشف أحد الاستطلاعات عن ارتفاع متوسط إنفاق الأمريكيين بمقدار 765 دولاراً شهرياً في صيف عام 2021 مقارنة بعام 2020. كما ارتفع متوسط إنفاق جيلي الألفية و "زد" بواقع 1016 دولاراً إضافياً شهرياً، مع تركز الإنفاق في فئتين رئيسيتين، وهما تناول الطعام في الخارج والسفر.

كانت تلك أخباراً سارة لأرباح الشركات النهائية، ولكن فجأة أصبح مفهوم "الإنفاق الانتقامي" موضوعاً مثيراً للنقاشات. ولم تكن مجموعة النصائح المالية الشخصية للحفاظ على المدخرات وتجنب سلوك ما بعد الوباء ببعيدة عن النقاشات ذاتها.

غير أنني لست متأكدة من أن هذه هي النصيحة الصحيحة.

لقد عرّضنا هذا الوباء لصدمة جماعية. فالأرواح كانت ولا تزال تزهق، وأغلقت الشركات أبوابها بشكل دائم، وتعطلت الوظائف إلى أجل غير مسمى، وانقلبت ديناميات الأسر المعيشية. وكان اجتياز يوم من الإغلاق بمثابة نجاح في حد ذاته. وعليه، ينبغي أن يكون هناك صمام لتحرير الضغط بعد حالة الحرمان الطويلة.

إقرأ أيضاً: مبيعات التجزئة الأمريكية تقفز بشكل مفاجئ في أغسطس

في كثير من الأحيان، يركّز خطاب التمويل الشخصي على تكتيكات الإحجام عن الإنفاق. على سبيل المثال، لا تنفق على "الرغبات" إلى أن يصبح لديك حساب توفير طارئ ممول بالكامل وتسدد جميع ديونك. لكن مطالبة الناس بمواصلة حرمان أنفسهم قبل تذوق طعم الحياة الطبيعية والمرح، حتى لو كان ذلك لإعادة بناء شبكات الأمان المالية الخاصة بهم، لن ينجح. إن ذلك المطلب لا يأخذ في الحسبان المشاعر الإنسانية، وبصراحة، تعد المطالبة بمزيد من التضحيات بعد هذا الوقت العصيب نوعاً من القسوة.

دعم للاقتصاد

أيضاً، من شأن الإنفاق الانتقامي أن يدعم الاقتصادات المحلية ويعيد إحياء الصناعات التي تم إغلاقها منذ أكثر من عام، إذ يمكن أن يسهم الذهاب إلى العروض والحفلات المباشرة وتناول الطعام في المطاعم المحلية (خصوصاً غير التابعة للسلاسل الشهيرة) والإكراميات السخية والتسوق في المتاجر المملوكة محلياً في تحفيز مجتمعك. ورغم كوني، عادةً شخصاً حريصاً، إلى حدّ ما، حتى في الفترات التي سبقت الوباء، إلا أنني تحولت إلى العكس من خلال القيام بعمليات شراء دافعة واشتريت تذاكر لعروض متعددة على مسارح برودواي، وهي إحدى ضحايا الوباء التي افتقدناها كثيراً.

من جهة أخرى، لا يتعلق الإنفاق الانتقامي فقط بالنزعة الاستهلاكية التقليدية. فمن الممكن أن يساعدنا أيضاً على التواصل مجدداً بعد إجبارنا على التباعد لعدة أشهر. ومع مراعاة تدابير السلامة، أصبح من الأسهل الآن السفر لزيارة شخص عزيز لم تتمكن من رؤيته منذ أكثر من عام، أو الإفراط في الاستمتاع بالقدرة على السفر خارج مسقط رأسك. قد لا تدوم هذه الحريات إذا أعادت المتغيرات الجديدة مثل "دلتا" و"مو" القيود إلى حياتنا.

في هذا الإطار، تدور الفكرة الرئيسية حول تحقيق التوازن بين الإنفاق والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الحياة المالية التي عطلها الوباء، وهو أمر مهم لأولئك الذين يرغبون في الاحتفاظ ببعض الأموال الإضافية التي وفروها أثناء عمليات الإغلاق.

تتمثل إحدى طرق العثور على هذا الرصيد الإضافي في تحليل مشترياتك. هل الإنفاق الانتقامي متعة حقيقية ضائعة أم أنه محض ردة فعل غير محسوبة حفّزها الخوف من فوات الأشياء "FOMO" (يعد الخوف من فوات الأشياء حديث جيل الألفية)؟

بشكل شخصي، لقد انغمست في كلا الأمرين. فقد دفعتني مشاهدة الشركات المحلية وهي تغلق بشكل دائم في ظل الوباء إلى عقلية "فقط افعل الأشياء التي تريد القيام بها عندما تستطيع". لن تعود المطاعم التي كانت على قائمة أمنياتي في مدينة نيويورك، وقد حزنت على الفرصة الضائعة ووبّخت نفسي على تفكيري "يمكنك فعل ذلك في أي وقت".

من ناحية أخرى، دفعني الحرمان من حضور الحفلات المباشرة، منذ أكثر من عام، إلى القيام بعملية شراء غير معهودة: تذكرة لحضور مهرجان موسيقي. بالنظر إلى سوار المعصم المزود بتقنية التعرف من خلال الرقاقات الراديو لاسلكية "RFID" والذي وصل في النهاية عبر البريد، شعرت بالتجهم قبل التفكير، "حسناً، إنها تجربة". هل كنت سأفضل الاحتفاظ بـ159 دولاراً في حساب التوفير الخاص بي؟ ربما. هل كنت أفضل إنفاق هذا المبلغ على حدث أقدره أكثر؟ بالتأكيد.

لغز محيّر

هناك مستوى من التفكير النقدي الذي ينبغي أن نذكر به أنفسنا خلال إنفاقنا الانتقامي المندفع. إن الأمر بمثابة لغز محير، أعلم ذلك. لكن من المهم أن تتذكر أن تنفق بما يتماشى مع قيمك. تأكد من أنك تعطي الأولوية لما تقدره شخصياً، وليس ما يريده أصدقاؤك أو عائلتك أو ما لم تتمكن من الوصول إليه منذ ما يقرب من عامين. الأمر الذي قد يعني بعض النقاشات الحادة.

كحد أدنى، قم بتخصيص مبلغ من المال تشعر بالراحة حيال "إنفاقه انتقامياً"، والذي لا يؤثر بشكل كبير على أهدافك المالية الأخرى. امنح نفسك عشاءً لطيفاً بالخارج، أو اذهب إلى السينما واستمتع بالوجبات الخفيفة باهظة الثمن، أو احجز رحلة طيران لزيارة شخص ما.

في النهاية، ستكون لدينا جميعاً توجهات عاطفية مختلفة لما يعنيه الخروج من ضياع الوقت والإغلاق المطول. ولكن ما لسنا بحاجة إليه، هو تصيد الأخطاء وإصدار الأحكام بشأن ما إذا كان ذلك ينطوي على زيادة عرضية في الميزانية.