بريطانيا تتحرك لمواجهة أزمة الوقود باجتماعات طارئة مع منتجي الغاز

أزمة الطاقة تؤرق الأسواق الأوروبية
أزمة الطاقة تؤرق الأسواق الأوروبية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دعا وزير الاقتصاد البريطاني كواسي كوارتنغ إلى عقد جولة أخرى من الاجتماعات الطارئة مع قادة صناعة الغاز الطبيعي، في محاولة لتجنُّب أزمة إمدادات، إذ يواجه المورِّدون ضغوطاً متزايدة من ارتفاع تكاليف الطاقة.

أجرى "كوارتنغ" محادثات طارئة اليوم السبت مع شركات الطاقة والمنظِّمين بعد قفزة في أسعار الغاز هددت بتوقُّف عمليات التوريد، وتعطيل الصناعات من الأسمدة إلى اللحوم، وقال إنَّه سيلتقي مع المكتب الحكومي لأسواق الغاز والكهرباء Ofgem غداً، وسيعقد اجتماعاً آخر مع المديرين التنفيذيين في الصناعة يوم الإثنين للتخطيط نحو المضي قدماً للخروج من تلك الإشكالية.

"تواجه بعض شركات الطاقة ضغوطاً في عملية التوريد، ولكن لدى مكتب أسواق الغاز والكهرباء تدابير لتلبية احتياجاتهم المستهلكين حتى اذا تعثرت الشركات عن التوريد"

ساعدت أزمة الطاقة في أوروبا في دفع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية في المملكة المتحدة، في حين دفع التراجع في إمدادات الغاز الطبيعي والقفز في الأسعار، خمسة من مورِّدي طاقة بريطانيين على الأقل إلى الإغلاق. و أكَّد المسؤولون التنفيذيون للوزير أنَّه لا يوجد تهديد لإمدادات الغاز مع دخول البلاد في أشهر الشتاء الباردة.

يعدُّ الغاز الطبيعي ضرورياً لتوليد الطاقة للمنازل والصناعة، وللتدفئة في الشتاء، مع توصيل أكثر من 22 مليون أسرة بالشبكة في عام 2020. وسترتفع الفواتير لـ 11 مليون أسرة اعتباراً من 1 أكتوبر، وستؤدي تكلفة الاستهلاك المتزايدة إلى زيادة الضغط على التضخم، الذي قفز بشكل غير متوقَّع فوق هدف بنك إنجلترا البالغ 2% في الأشهر القليلة الماضية.

الثلج الجاف

بعيداً عن إلحاق الضرر بالمستهلكين؛ فإنَّ الأسعار المرتفعة والعرض الضئيل يحملان تأثيراً سلبياً على الاقتصاد، لأنَّه قد يؤدي إلى توقُّف اثنين من مصانع الأسمدة في المملكة المتحدة عن الإنتاج، ويهدد بنقص غاز ثاني أكسيد الكربون - وهو منتج ثانوي لإنتاج الأسمدة - إذ تعتمد عليه الصناعات الغذائية.

اقرأ أيضاً: من النحاس والأسمدة إلى السكر.. أزمة الطاقة تخنق مصانع أوروبا

يستخدم غاز ثاني أكسيد الكربون لصعق الحيوانات خلال عمليات الذبح، وكذلك يستخدم في تغليف المواد الغذائية لزيادة مدَّة الصلاحية، وفي "الثلج الجاف" الذي يحافظ على عمليات التجميد.

حذَّرت جمعية معالجات اللحوم البريطانية من أنَّ إمدادات غازات الكربون قد تنفد في غضون أسبوعين، مما يجبر المسالخ على الإغلاق تماماً، كما يواجه منتجو الخنازير بالفعل احتمالاً وشيكاً بإعدام الحيوانات.

كانت هناك أزمة طاقة غير مسبوقة في أوروبا تختمر منذ سنوات، مع تزايد اعتماد القارة بشكل متزايد على مصادر الطاقة غير المنتظمة مثل الرياح والطاقة الشمسية، في حين انخفضت الاستثمارات في الوقود الأحفوري. كما أدى الارتفاع الحاد في الطلب العالمي على الغاز مع عودة الاقتصادات من حالة الإغلاق إلى جانب انخفاض احتياطيات الغاز بعد الشتاء البارد العام الماضي إلى الضغط على الأسعار.

وتنعكس تلك الأزمة على القطاع الزراعي الذي قد يتضرَّر من نقص الأسمدة، فقد أعلنت شركة "سي إف إندستري" في وقت سابق من هذا الأسبوع أنَّها أوقفت مصنعين في المملكة المتحدة بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة. كما قالت شركة الأسمدة النرويجية "يارا" يوم الجمعة، إنَّها ستقلِّص بحلول الأسبوع المقبل حوالي 40% من طاقتها الإنتاجية من الأمونيا، إذ أثرت أسعار الغاز القياسية المرتفعة على الإنتاج.

وقفزت أسعار الأسمدة خلال العام الأخير، فقد ساعدت زيادة إنتاج المحاصيل على زيادة مشتريات المزارعين للمغذيات الزراعية.

وتلقَّى المزارعون في الولايات المتحدة دعماً بشكل أكبر بعد أن ضرب إعصار "إيدا" قلب صناعة الأسمدة الأمريكية، وهدَّدت العاصفة نيكولاس بمزيد من الضرر في خليج المكسيك. وتهدد ارتفاعات تكاليف المغذيات (الأسمدة) بتفاقم تضخم أسعار الغذاء العالمي في وقت يتزايد فيه الجوع، لا سيَّما في الدول الفقيرة.