هوس الاكتتابات في الولايات المتحدة يقفز بقيمتها لـ435 مليار دولار في 2020

وول ستريت
وول ستريت بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في عامٍ شهد تفشي جائحة انقلاب الأسواق المالية والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، وقد جمعت الشركات الأمريكية 435 مليار دولار في سوق رأس المال عبر الاكتتابات، ليتجاوز أعلى مستوىً سابق عند 279 مليار دولار في عام 2014 ، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

وتظهر البيانات مكاسب غير متوقَّعة من عمليات الاكتتاب، وهو ما حوَّل بوصلة الشركات المصدرة بشكل كبير إلى أسواق رأس المال وسط ارتداد الأسهم من أعماق الوباء.

وجاء ربع قيمة اكتتابات هذا العام من الاكتتابات الأولية، التي جمعت رقماً قياسياً قدره 100 مليار دولار، وهو الأكبر على الإطلاق، باستثناء عام ظهور مجموعة "علي بابا القابضة المحدودة " عام 2014.

وحقَّقت الاكتتابات العامة الأكبر قيمة أفضل العوائد في عام 2020. إذ ارتفعت الأسهم التي تمَّ إطلاقها حديثاً، مثل "سنو فلاك Snowflake INC"، و "آير بي إن بي Airbnb INC"، و "يونيتي سوفت وير Unity Software"، بصورة قوية بعد الإدراج، فقد نظر المستثمرون إلى ما هو أبعد من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وأرباح الشركات.

وتظهر البيانات أنَّ الشركات التي جمعت أكثر من مليار دولار من عملية الطرح يتمُّ تداولها بقيمة أعلى بنسبة 81% من متوسط سعر الطرح، متفوِّقةً بذلك على الشركات الأصغر حجماً.

وقال بول ابراهيم زاده الرئيس المشارك لأسواق رأس المال لأمريكا الشمالية في سيتي جروب "إنَّ ما نراه هو صفقات تتجاوز القيمة الأساسية للأسهم. إذ يدرك المستثمرون أنَّ أي شيء ينمو في بيئة منخفضة النمو، يحصل على علاوة هائلة" وهو ما حدث مع الإقبال على الشركات التي تحقق نمواً في تلك الظروف، حتى لو كانت معدلات منخفضة.

التكنولوجيا الحيوية أولاً

جذبت القوائم الضخمة لشركات التكنولوجيا انتباه المستثمرين، إذ جذبت صناعة التكنولوجيا الحيوية أكبر قدر من السيولة بالمقارنة مع أي قطاع.

وأظهرت البيانات التي جمعتها بلومبيرغ أنَّ أكثر من 100 شركة مدرجة في هذا القطاع جمعت حوالي 23 مليار دولار هذا العام ، تليها 19 مليار دولار للتكنولوجيا.

وشهد 2020 طرح أكثر من 70 شركة أجنبية للاكتتاب العام في الولايات المتحدة هذا العام، وجمعت أكثر من 21 مليار دولار، وهو الأكبر منذ عام 2014. وجاءت غالبية هذه الطروحات لأول مرة من الصين على الرغم من إجراء الكونغرس لتكثيف التدقيق التنظيمي.

وقاد كلٌّ من "غولدمان ساكس"، و"مورغان ستانلي" معظم نشاط العام لقطاع الاكتتابات، إذ حصل كلٌّ منهما على حصة تزيد عن 10% من سوق الاكتتاب العام.

ووفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ؛ شهدت "وول ستريت" ارتفاعاً كبيراً في صفقات الاكتتابات لتمويل الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، لتشهد سخونة في حجمها خلال هذا العام، كونها الوسيلة الأفضل من الطرح العام الأولي المكلف والمستهلك للوقت، كما يقوم هذا النوع من الاكتتاب على طرح أسهم لشركات ليس لديها عمليات تشغيلية، مع وعد باستخدام الأموال المحصلة في الاكتتاب لشراء شركة خاصة في غضون عامين.

وأدارت مجموعة "كريدي سويس"، و"سيتي غروب" غالبية الصفقات من تلك الفئة، فقد تمَّ طرح أكثر من 240 شركة بهذا الصدد للاكتتاب العام في الولايات المتحدة، وجمعت 81 مليار دولار لعمليات استحواذ محتملة.

وعلى الرغم من أنّ بعض عمليات الاندماج الناجحة قد خرجت من تلك النوعية من الاكتتابات، مثل شركة نيكولا Nikola Inc، وشركة درافتكينغز Draftkings Inc إلَّا أنَّ عائدها كان ضعيفاً بشكل عام. وتتداول أسهم الشركات التي طرحت بتلك الطريقة بزيادة 15% عن أسعار الاكتتاب العام في المتوسط.

الاكتتابات الثانوية

في حين كان عام 2020 عاماً بارزاً للاكتتابات العامة الأولية، استفادت الشركات المدرجة أيضاً من الطلب على أسهم زيادة رأس المال لتصل قيمة الاكتتابات الثانوية إلى 260 مليار دولار، وهو الأعلى على الإطلاق، بحسب بيانات بلومبرغ، في حين استفادت أيضاً الشركات التي انتكست مع الوباء، مثل شركات الطيران، ومشغلي السفن السياحية ، مع حاجتها للأموال للبقاء واقفة على قدميها، وكان لدى المستثمرين المزيد من الحوافز لتمويل الصفقات.

واستقطب قطاع التكنولوجيا الحيوية أيضاً الجزء الأكبر من الطروحات الثانوية، فقد جمعت حوالي 63 مليار دولار ،منها شركة "مودرنا Moderna Inc" لتمويل أبحاث لقاح فيروس كورونا.

وبرز كلٌّ من "غولدمان ساكس"، و "جيه بي مورغان"، و "تشاس آند كو"، و"مورغان ستانلي"، و"بنك أوف أمريكا" كأفضل البنوك لهذا العام من جهة إدارة الاكتتابات الثانوية.

وأثبت عام 2020 أنَّه بالرغم من التحديات، كان الأكثر نشاطاً باستثمارات الاكتتابات الأولية والثانوية، وطروحات تمويل الاستحواذات، في حين كانت استراتيجية أخرى غير تقليدية نشطت خلال هذا العام؛ وهي العرض المباشر المسجل. محققةً مستوى قياسي، إذ إنها تسمح للشركات المصدرة بتخطي توظيف شركات التأمين، الذي يعدُّ مرهوناً لأصغر العروض ، وتمَّ اعتراض هيكل الصفقة في عام 2020 لشركات أكبر مثل "كرنفال"، و"كارفانا"، و"بيجين إل تي دي".

سندات قابلة للتحويل

كان هذا أيضاً عاماً كبيراً في إصدارات الدين المرتبطة بالأسهم، إذ تمَّ بيع أكثر من 100 مليار دولار من السندات القابلة للتحويل لأسهم في الولايات المتحدة، وفقاً لجدول تصنيف بلومبيرغ ، مما ضاعف حجم عام 2019 تقريباً. وساهمت شروط الصفقات المواتية، وأسعار الفائدة المنخفضة في زيادة الإقبال على الطروحات.