منافسة صينية أمريكية على تجديد شركة الشحن الحكومية السودانية

حاويات تابعة لشركة "كوسكو" للشحن البحري المملوكة للحكومة الصينية
حاويات تابعة لشركة "كوسكو" للشحن البحري المملوكة للحكومة الصينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدرس شركة الشحن الحكومية السودانية عرضاً صينياً لتجديد أسطول تم تقليصه إلى قارب واحد فقط، حيث تستهدف الدولة الإفريقية زيادة الصادرات للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد.

يأتي الاقتراح المقدم من مجموعة "كوسكو" للشحن الصينية المملوكة للدولة في الوقت الذي تُجري فيه السلطات محادثات مع "بنك التصدير والاستيراد في الولايات المتحدة" ومستثمرين أجانب محتملين آخرين حول طرق إحياء خط الشحن السوداني، بحسب ما قاله رئيس مجلس الإدارة، عبد العظيم حسب الرسول، خلال مقابلة أجريت معه في الخرطوم، ولم يدل خلالها بمزيد من التفاصيل حول المفاوضات.

تُعد المحادثات مع الولايات المتحدة والصين علامة أخرى على صراع النفوذ في إفريقيا، حيث ضخت بكين استثمارات كبيرة كجزء من مبادرة الحزام والطريق وتجاوزت تدفقاتها إلى القارة نظيرتها الأمريكية.

من جانبها، لم تستجب "كوسكو" على الفور لطلب أُرسل عبر البريد الإلكتروني للتعليق يوم الإثنين الذي صادف أنه يوم عطلة رسمية.

برنامج الإصلاح

بالنسبة للسودان، ستكون خطط الإحياء جزءاً من إصلاح طموح للبنية التحتية وقطاع النقل في أعقاب ثورة 2019 التي أطاحت بالديكتاتور عمر البشير.

تتسابق الحكومة الانتقالية لإعادة بناء اقتصاد دمرته عقود من سوء الإدارة والعقوبات. رفعت الولايات المتحدة العام الماضي تصنيفها للسودان كدولة راعية للإرهاب، بعد أن أضافتها على هذه اللائحة قبل ما يقرب من ثلاثة عقود.

يعتمد السودان على خطوط أخرى لتوصيل إمدادات الوقود والقمح والأسمدة الحيوية لموانئ البحر الأحمر، ويقول عبد العظيم حسب الرسول: "يمكن لناقل الشحن الوطني أن يساعد البلاد في توفير الكثير من العملة الصعبة إذا أعطيناه حقوقاً حصرية لنقل جميع الصادرات والواردات".

ارتفاع الصادرات

بعد عدة سنوات من الانكماش، يسير الناتج المحلي الإجمالي السوداني في طريقه للنمو 0.4% في عام 2021، وفقاً لصندوق النقد الدولي.

وأظهرت بيانات البنك المركزي الأسبوع الماضي أن الصادرات قفزت 70% لتصل إلى 2.53 مليار دولار في النصف الأول من العام.

يقول حسب الرسول، إن ترميم خط الشحن السوداني، الذي تأسس قبل نحو ستة عقود وكان لفترة وجيزة مشروعاً مشتركاً مع جمهورية يوغوسلافيا السابقة، سيكون "عملية طويلة وصعبة".

والسفينة الوحيدة المتبقية بحوزة الشركة هي سفينة ركاب كانت خارج الخدمة لمدة عامين.

تطوير الموانئ

فقدت البلاد ثلاثة أرباع احتياطياتها النفطية مع انفصال جنوب السودان عام 2011، ولم يذكر رئيس مجلس الإدارة ما إذا كانت الشركة ستسعى لشحن نفط الجنوب غير الساحلي، الذي يصل إلى بورتسودان عبر خطوط الأنابيب قبل نقله إلى الأسواق العالمية.

تتمثل الخطة قصيرة الأجل لشركة "الخطوط البحرية السودانية" في تأجير السفن وشرائها في غضون خمس إلى 10 سنوات.

وحول ذلك قال عبد العظيم حسب الرسول إن شركة "لويدز ريجستر" (Lloyd’s Register) تجري أيضاً دراسة حول كيفية إعادة تشكيل الخط لأسطول كامل.

تشهد موانئ السودان أيضاً اهتماماً صينياً. إذ تتنافس شركة "تشاينا هاربور الهندسية" مع شركة "موانئ دبي العالمية"، وشركة قطرية، لتولي أدوار في إدارة وتطوير المرافق على الخط الساحلي ذي الموقع الاستراتيجي.

قامت السلطات السودانية بالفعل بتعيين شركة "لوفتهانزا للاستشارات" للمساعدة في إعادة هيكلة شركة "الخطوط الجوية السودانية"، إحدى أقدم شركات الطيران في إفريقيا.

كما أنهم يخططون لتخصيص 640 مليون دولار لإعادة بناء شبكة السكك الحديدية المحطمة في البلاد، وقد يشمل هذا المبلغ مساعدة صينية.