وزير خزانة ترمب يجمع 2.5 مليار دولار في صندوق للتكنولوجيا المالية

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يستمع في حين يتحدث وزير الخزانة، ستيفن منوشين، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في 25 مارس 2020. في العاصمة واشنطن، الولايات المتحدة
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يستمع في حين يتحدث وزير الخزانة، ستيفن منوشين، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في 25 مارس 2020. في العاصمة واشنطن، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ ستيفن منوشين فصلاً جديداً في حياته بصندوق للاستثمار المباشر قيمته مليارات الدولارات.

قبل أن يلتحق منوشين بعمله كوزير للخزانة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب؛ كان يعمل منتجاً للأفلام ومصرفياً. وبحسب مصادر مطَّلعة؛ استطاع منوشين أن يجمع نحو 2.5 مليار دولار في شركته "ليبرتي ستراتيجيك كابيتال" (Liberty Strategic Capital). وكان مصدر معظم الأموال التي جمعها من صناديق ثروة سيادية من الشرق الأوسط، ومنها: "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب سرية المعلومات.

في بيان صدر في شهر يوليو الماضي للإعلان عن استثمار صندوق "ليبرتي" 200 مليون دولار أمريكي في شركة للأمن السيبراني، وردَّ أنَّ الصندوق تأسس خلال العام الحالي للتركيز على الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، والخدمات المالية، والتكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى أنماط جديدة من المحتوى.

ترمب يستعد بدهاء لانتخابات 2024 بجمع الأموال في الخفاء

وقال متحدِّث عن "ليبرتي"، إنَّ الشركة لن تعلِّق على عملية جمع التمويل الجارية، لكن لديها "قاعدة متنوعة من المستثمرين، تضمُّ شركات تأمين من الولايات المتحدة، وشركات إدارة ثروات خاصة، وصناديق ثروة سيادية، ومؤسسات استثمار أخرى". ولم يستجب ممثِّل عن صندوق الاستثمارات العامة مباشرة لطلب التعقيب.

خريج "غولدمان ساكس"

يمثِّل صندوق الاستثمار المباشر عودة إلى نشاط الاستثمار بالنسبة إلى منوشين (58 عاماً) الذي كان واحداً من الأعضاء القلائل في إدارة ترمب ممَن أكملوا مدة أعوام الولاية الأربعة. قبل انضمامه إلى الحكومة، بدأ منوشين عبر صندوق للتحوّط، واستثمر في أفلام هوليود، ومنها "فيلم الليغو" (The Lego Movie)، و"الفرقة الانتحارية" (Suicide Squad). كما عمل لمدة 17 عاماً لدى مجموعة "غولدمان ساكس".

عبر شركته "ديون كابيتال مانجمنت" (Dune Capital Management)؛ قاد منوشين فريقاً من المستثمرين، واشترى بنك الرهن العقاري "إندي-ماك" (IndyMac) أثناء الأزمة المالية، مستفيداً من مليارات الدولارات التي قدَّمتها الحكومة لتحفيز الاقتصاد. أعيد تسمية البنك إلى "وان-ويست"، وبيع في أغسطس 2015 مقابل أكثر من ضعف سعر الشراء.

منوشين شخصية غير معروفة نسبياً خارج عالم المال والأعمال. غير أنَّه شهد زيادة في علاقاته وشهرته بعد أن أصبح وزيراً للخزانة في عام 2017. وقد استطاع أن ينأى بنفسه عن كثير من القضايا الخلافية التي حاصرت إدارة ترمب في كثير من الأحيان، وفي الوقت نفسه ساهم في إعداد خطة تخفيض للضرائب، وتحفيز مالي هائل أنقذت "وول ستريت" مما كان يمكن أن يتحوَّل إلى كرة للدمار الاقتصادي، خلال الأيام الأولى من انتشار جائحة كوفيد-19.

هل كان "ترمب" أسوأ رئيس أمريكي؟

وفي حين كان لدى منوشين خبرة فعلية في جمع الأموال، وسمعة كمستثمر فطن؛ فإنَّ الروابط القوية بين إدارة ترمب والشرق الأوسط جعلته يزداد قرباً من بعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. وقد سافر إلى المنطقة بصورة منتظمة، وزار عدَّة بلاد منها: المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة قبل أن يغادر منصبه في الحكومة في يناير. وفي عام 2018، كان منوشين واحداً من أوائل المسؤولين في حكومة غربية يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

الوزير 77

بعودته إلى العمل في قطاع المال، يسير منوشين على خطى وزراء الخزانة السابقين مثل تيم غايتنر، الذي غادر المنصب ليصبح رئيساً لشركة الاستثمار المباشر "واربيرغ بينكوس" (Warburg Pincus). كما أنَّ هانك بولسون، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة "غولدمان ساكس" الذي قاد وزارة الخزانة خلال فترة الأزمة المالية، أصبح الآن رئيساً تنفيذياً لشركة "تي بي جي رايز كلايمت" (TPG Rise Climate) للاستثمار المباشر.

كما يتطلَّع مستشار البيت الأبيض السابق جاريد كوشنر إلى جمع الأموال لصالح شركة الاستثمار التي يديرها "أفينيتي بارتنرز" (Affinity Partners).

ورد اسم منوشين في عدد كبير من الكيانات المرتبطة بشركة "ليبرتي"، كما تشير إفصاحات شركات الاستثمار، ومن بينها: "ليبرتي 77 كابيتال بارتنرز"، و"ليبرتي 77 فاند"، و"ليبرتي 77 إنترناشيونال". وكلها تبدو كما لو كانت إيماءة إلى عمل منوشين السابق؛ فقد كان وزير الخزانة رقم 77 للولايات المتحدة.