بعد مكسب 6000% في "غيتر" .. شركة استثمار تركية تجد محبوباً جديداً

حققت شركة الاستثمار التركية "ري -باي" مكسباً يناهز 6000% من استثمارها في تطبيق التوصيل التركي "غيتر"
حققت شركة الاستثمار التركية "ري -باي" مكسباً يناهز 6000% من استثمارها في تطبيق التوصيل التركي "غيتر" المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستعدُّ شركة الاستثمار التي دعمت مبكراً شركة "غيتير" لخطوتها المقبلة بعد أن حقَّق استثمارها في تطبيق التوصيل التركي مكسباً يناهز 6000% في القيمة.

وترصد "ري-باي أسيت مانجمنت إنك" فرصاً كبيرة في قطاع "اشترِ الآن، وادفع لاحقا" التركي، وهو نموذج أعمال يتمتَّع بلحظة ازدهار عالمية.

وقامت "ري-باي" بأحدث استثمار في قطاع التكنولوجيا المالية في شركة "كولندي" (Colendi)، وهي منصة خدمات مالية لديها 2.4 مليون مستخدم، عند تقييم بلغ 120 مليون دولار، أي أقل قليلاً من التقييم الذي اقتنصته "غيتير"، عندما دعمتها مديرة الأصول في 2018.

وقال إيمري كامليبال، رئيس مجلس إدارة "ري باي"، في إسطنبول: " ’كولندي’ تستوفي جميع المقوِّمات كي تصبح شركة ’اليونيكورن’ المقبلة في تركيا".

وتقود "غيتير"، إلى جانب منصة التجارة الإلكترونية "ترينديول" مجموعة من شركات التكنولوجيا الناشئة التي تهز هيكل نظام الشركات في تركيا، وأصبحت "هيبسي بورادا دوت كوم"، منصة تسوُّق كبيرة أخرى عبر الإنترنت، و أول شركة تركية تدرج اسمهما في "ناسداك".

استقطاب الاستثمارات

ومع امتداد عملياتها حالياً إلى بريطانيا وما وراء ذلك؛ تبلغ قيمة "غيتير" نحو 7.56 مليار دولار بعد جولة تمويل في يونيو، واستثمرت فيها "ري-باي" لأوَّل مرة عند تقييم 128 مليون دولار.

وتعدُّ شركة "ترينديول"، المدعومة من مجموعة "علي بابا غروب هولدينغ ليمتد"، أوَّل شركة تركية تُقدَّر قيمتها بأكثر من 10 مليارات دولار بعد جولة تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار في أغسطس.

وفي حين كانت تركيا تترنَّح من أزمة إلى أخرى، ضخَّ المستثمرون حوالي 3.2 مليار دولار في الشركات الناشئة في الدولة العام الجاري، أي أكثر مما جذبه القطاع خلال العقد الماضي بأكمله، وفي العام الماضي، جمعت الشركات الناشئة التركية 177 مليون دولار فقط، وفقاً لبيانات شركة "ستارت أب ماركت".

"امتداد دولي"

قال كامليبال: "لا تتقيد شركات التكنولوجيا بقيود الدول.. لذلك ستستمر الشركات القائمة على التكنولوجيا ذات النشاط الدولي في الازدهار مع الاستثمارات الجديدة".

وتدير شركة "ري-باي"، ومقرّها إسطنبول، التي تأسست عام 2015، أصولاً بقيمة 3.8 مليار ليرة (445 مليون دولار)، وتستثمر في الشركات التي تركِّز على التكنولوجيا والابتكار من مرحلة بدء الانطلاق إلى صفقات ما قبل الاكتتاب العام.

ولا تفصح "ري-باي"، التي تشرف على العقارات، واستثمارات رأس المال المغامر، عن متوسط عوائدها، وفي وقت سابق من العام الجاري استحوذت على حصة بنسبة 40% في مزوِّد خدمات الإنترنت "ترك نت".

قامت الشركة بتخارج جزئي من "غيتير"، ووزَّعت أرباحاً بقيمة 275 مليون ليرة على مستثمريها، ولم يحدِّد كامليبال حجم ممتلكاتها الحالية، ولديها استثمارات في حوالي اثنتي عشرة شركة من خلال صناديق الملكية الخاصة.

تحتل "ري-باي" المرتبة 17 من ناحية الأصول من بين 48 شركة لإدارة المحافظ في تركيا، وتستهدف اختراق أفضل 10 شركات في السنوات الخمس المقبلة.

اشترِ الآن.. وادفع لاحقاً

في حين غذّى الوباء طفرة في التجارة الإلكترونية، ازدادت شعبية "اشترِ الآن، وادفع لاحقا" أيضاً كوسيلة لتأجيل المدفوعات على المشتريات، وتقدِّر "سي بي إنسايتس"، في تقرير لها صدر في مارس، أن تزيد المعاملات السنوية في هذا القطاع في جميع أنحاء العالم من 10 إلى 15 ضعفاً بحلول عام 2025 إلى أكثر من تريليون دولار.

لكنَّ النموذج يخضع أيضاً للتدقيق من قبل المنظِّمين في بريطانيا، إذ قالت هيئة السلوك المالي في وقت سابق من العام الجاري، إنَّها ستبدأ في تنظيم القطاع، وواجه هذا النهج انتقادات بأنَّه يمكن أن يشجِّع الناس على إنفاق أكثر مما يستطيعون تحمله.

وحالياً، يتزايد الزخم الاستثماري لهذا القطاع أيضاً في تركيا، ذلك البلد الذي يفتخر بثروة من تطبيقات الهاتف المحلية، إذ بلغت نسبة اختراق الهواتف المحمولة 100% تقريباً، ويبلغ عدد سكان تركيا ما يقرب من 84 مليون نسمة، ولديها أصغر متوسط عمر في أوروبا، و يزيد قليلاً على 30 عاماً.

طفرة الخدمات الرقمية

وقال كامليبال: "بالنظر إلى التركيبة السكانية للبلد، وتغيير عادات المستهلكين، نرى أنَّ الازدهار التكنولوجي سيستمر في التوسُّع.. ولن تختفي الخدمات المصرفية التقليدية، لكنَّنا سنشهد طفرة هائلة في الخدمات المصرفية الرقمية".

واستثمرت "ري-باي" مؤخَّراً 12 مليون دولار في "كولندي"، التي توفِّر الوصول إلى القروض، كجزء من جولتها الاستثمارية البالغة 30 مليون دولار، ومن بين المستثمرين الأوائل في "كولندي": "أسلانوبا كابيتال"، و"بوغازيجي فينتشرز"، و"نكست فنتشرز".

وتعجُّ تركيا حالياً بالفرص مع جذبها المزيد من الأسماء العالمية.

وجمعت شركة "غيتير" تمويلات من شركات قوية، بما في ذلك "سيلفر ليك"، وشركة "مبادلة" للاستثمار، في حين أصبحت "ترينديول" أوَّل حالة استثمار لشركة "سوفت بنك غروب" في تركيا.

وقال كامليبال: "لقد وصلت منظومة عمل ريادة الأعمال في تركيا إلى مستوى معين بدعم من القطاع العام الذي وفَّر مزايا ضريبية لكلٍّ من رواد الأعمال والمستثمرين.. ومستقبلاً؛ سنرى المزيد من اللاعبين العالميين يستثمرون في تركيا".