فريق النمو في "فيسبوك" سيكون نقطة جذب الجهات التنظيمية

واجهت منصة فيسبوك عملاق التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة بشأن الإعلانات السياسية وتأثيرها على الانتخابات الأمريكية
واجهت منصة فيسبوك عملاق التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة بشأن الإعلانات السياسية وتأثيرها على الانتخابات الأمريكية المصدر: بلومبرغ
Parmy Olson
Parmy Olson

Parmy Olson is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. She previously reported for the Wall Street Journal and Forbes and is the author of "We Are Anonymous."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كيف يمكنك إضافة حواجز إلى منتجٍ تم إنشاؤه للتفاعل المستمر؟ خلال الأسبوع الماضي، ركَّزت التقارير الصادمة في "وول ستريت جورنال"، والمبنية على وثائق كثيرة تم تسريبها من "فيسبوك"، على الأضرار المتعددة بدءاً من المعاملة غير العادلة للمستخدمين إلى الاتجار بالبشر، والتي تجاهلتها الشركة جزئياً قبل إخفائها عن الرأي العام. في ردها على التقارير يوم السبت، قالت "فيسبوك" إنها لم تنقل الصورة الكاملة.

إلا أن ضابط الأمن السابق في "فيسبوك" عرض رأيه بشأن التسريبات:

مجموعة قوية

بعبارة أخرى، لفت الموظفون الانتباه إلى ذلك الأمر بعدما واجهوا مقاومة من إدارة "فيسبوك" عند كانوا يذهبون إلى أي طرف في السلسلة الإدارية بتلك المخاوف، وخصوصاً الفريق المختص بالنمو. هذه هي المجموعة الصغيرة القوية التي اجتمعت سوياً منذ أكثر من عقد، ليس فقط للتركيز على إضافة المزيد من المستخدمين، ولكن لإبقائهم متفاعلين بانتظام.

رغم أن هذا كان حاسماً لنجاح "فيسبوك"، إلا أن عمل هذا الفريق بدا وكأنه حال دون تحولها إلى شركة ذات سمعة أكبر، وقد يطارد هذا الأمر "فيسبوك" وهي تستعد لمحاربة الإجراءات العدوانية المتزايدة من الجهات التنظيمية العالمية والحكومات.

في التطبيقات والمواقع الإلكترونية الأخرى، يُعتبر فريق النمو مجموعة فرعية تابعة لإدارة التسويق والعلاقات العامة، إلا أن فريق النمو بـ"فيسبوك" كان عملياً جزءاً من الإدارة التنفيذية، وفقاً لكتاب "فيسبوك: القصة الخفية" لمؤلفه ستيفن ليفي، المنشور في العام 2020.

كان الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ منفتحاً بشأن ربط أفكار الفريق مباشرة بخدمته، وقال زوكربيرغ في مقابلة مع سام ألتمان من "كومبينيتير": "إن كنت تريد أن ينمو منتج ما، فغالباً ما تتواجد أفضل الوسائل لتحقيق ذلك في المنتج نفسه".

سياسة الاستبقاء

أبقى زوكربيرغ أيضاً على المجموعة بالقرب منه، وهي التي تم اختيارها بعناية في أواخر العام 2007 من قبل تشاماث باليهابيتيا، التنفيذي السابق بـ "فيسبوك". أخبرني مسؤول تنفيذي سابق في العام 2019 أن المجموعة القليلة في الدائرة الداخلية لزوكربيرغ ضمت مسؤولين تنفيذيين رئيسيين في فريق النمو، وهما نعومي غليت، واحدة من أقدم الموظفين في الشركة، وخافيير أوليفان، الذي قاد التوسع الدولي لـ "فيسبوك" في العالم النامي.

أما قائد فريق النمو الثالث فهو أليكس شولتز الذي شغل منصب كبير مسؤولي التسويق على مدار العام الماضي. قال زوكربيرغ إنه لولا عمل شولتز لما وصل "فيسبوك" إلى أكثر من ملياري شخص حول العالم.

أعطى شولتز بنفسه نظرة ثاقبة حول السبب الذي قد يجعل التغيير الداخلي تحدياً كبيراً في"فيسبوك".

في عرض تقديمي غير معروف لمؤسسي الشركات الناشئة في العام 2015، أوضح أنه تم بناء شعار "فيسبوك" إلى حد كبير على الحفاظ على زيارة المستخدمين له بشكل يومي. قال شولتز في مؤتمر حول رأس المال المغامر: "إن الاستبقاء هو أهم شيء للنمو".

وعندما حاول أي مستخدم مغادرة الموقع، وفقاً لقوله، كانت الشركة تطلب من أصدقائها إرسال طلب صداقة للمستخدم المغادر حتى يتم إرسال إشعار إليهم، "ولكنهم يحصلون على المزيد من الأصدقاء عند عودتهم إليه. إنه مركز للغاية، وقد بقينا على هذا النحو لمدة ثماني سنوات، ونجحنا فعلاً".

"نجم الشمال"

قال شولتز إنه من أجل الاستمرار في إضافة أشخاص جدد إلى "فيسبوك"، يجب إشراك قاعدة المستخدمين الحالية بانتظام، مضيفاً أن المقياس الأول تعلّق بالأشخاص النشطين شهرياً خلال العقد الماضي، وهو إحصاء عدد الأشخاص الذين يستخدمون "فيسبوك" مرة واحدة على الأقل شهرياً.

أطلق شولتز على تلك السياسة اسم "نجم الشمال" لدى "فيسبوك"، وعندما سئل في نهاية عرضه عما إذا كان هذا الأمر قد تغير على الإطلاق، أجاب باستهجان: "التحول من الأشخاص النشطين شهرياً إلى الناشطين يومياً. نريد الأشخاص النشطين يومياً. نريد أن يعود الناس يومياً الآن. هذا كل شيء".

بينما تحرص سياسة "فيسبوك" الخاصة بـ"نجم الشمال" على عودة الأشخاص يوماً بعد يوم، فقد يبدو من المستحيل الضغط لتنفيذ ممارسات أفضل للمحتوى.

الأسبوع الماضي، عرضت الصحيفة مثالاً على ذلك عندما قاوم زوكربيرغ في عام 2018 إصلاحات خوارزمية كانت تصيب المستخدمين بغضب كبير.

سبب رفضه لتلك الإصلاحات، وفقاً للتقرير، تعلق بأنها كانت ستؤدي إلى تقليص تفاعل الأشخاص مع "فيسبوك".

تنظيف المنشورات الضارة

كان المستخدمون النشطون يومياً نقطة محورية لدرجة أن شولتز استشهد بالمقياس كإجراء لتنظيف المنشورات الضارة. وفي مقابلة مع "فاينانشيال تايمز" بشهر مارس من العام 2019، قال إن الارتفاع الأخير في أعداد المستخدمين النشطين في بعض الأسواق الغربية عقب تراجع طفيف، كان علامة على أن الشركة كانت تقضي على المحتوى المسموم.

قال شولتز: "أعتقد أن الأرقام تظهر أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ونحن نقوم بالأشياء الصحيحة. بمعنى آخر، لم يكن الموقع ضاراً لأن الأشخاص كانوا يعودون إليه بانتظام".

مع ذلك، يُظهر بحث خاص من قبل "فيسبوك" أن هذا ليس صحيحاً. من بين الدراسات الداخلية التي نشرتها الصحيفة هذا الأسبوع، أظهرت مذكرة أن "المعلومات الخاطئة والمسمومة والمحتوى العنيف" كانت من بين أكثر المنشورات التي تمت إعادة مشاركتها على "فيسبوك". علمت إدارة "فيسبوك" أن العديد من الأشخاص يعودون إلى الموقع بسبب المحتوى الضار، وليس رغماً عن الموقع، على حد قول التقرير.

التركيز على زيادة التفاعل

طوّر فريق نمو "فيسبوك" وضعاً أسطورياً في وسائل التواصل الاجتماعي لتغذية زيادة مطردة في المستخدمين على مدى أكثر من عقد. لكن على ما يبدو أنهم، وزوكربيرغ نفسه، أنشأوا التزاماً على مستوى الشركة للحفاظ على النشاط على الموقع بشكل شبه ثابت.

أي شيء قد يخاطر بتضييق الخناق على هذه السياسة، مثل توظيف آلاف المشرفين على المحتوى لتحسين مراقبة المحتوى الضار، قد يهدد "نجم الشمال" لدى "فيسبوك".

لا عجب إذاً في التسريبات الصادرة عن المطلعين على الشركة، بل ويبدو أن شبح اتخاذ الإجراءات التنظيمية ضد "فيسبوك" يخيم على هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى.