وزير الطاقة القطري: العالم يعاني نقصاً في إمدادات الغاز ونريد أسعاراً معقولة

قال مسؤولون عن قطاع الطاقة، إنَّ العالم بحاجة لاستثمارات مستدامة في جميع أنواع الطاقة، داعين إلى الواقعية والتعقل بشأن تحوُّل الطاقة، وكذلك التكاتف للتأكُّد من تحقيق "المهمة الهائلة" الخاصة بالتعامل مع تغيّر المناخ

ويرى المسؤولون المجتمعون في مؤتمر للطاقة في دبي اليوم الثلاثاء، أنَّ العالم يعاني من نقص في إمدادات الغاز حالياً، وأنَّ الأسعار ستتعرَّض لتقلُّبات خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أنَّ السوق هي التي تحدِّد الأسعار، بحسب وكالة "رويترز".

جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر ومعرض غازتك "Gastech"، المنعقد في دبي خلال الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر، إذ يركِّز بشكل رئيسي على الهيدروجين باعتباره الحل للوصول إلى طاقة نظيفة، وتحقيق الأهداف المرجوة، بما يتعلَّق بصفر انبعاثات كربونية.

اقرأ أيضاً: نقص الطاقة في أوروبا يثير الذعر بأسواق آسيا

انتهى عصر الغاز الطبيعي الرخيص مع ارتفاع الأسعار أكثر من 1000%

أهم التصريحات

أمين عام "أوبك":

• العالم يحتاج لاستثمارات مستمرة وكافية، ويمكن التنبؤ بها في جميع فئات الطاقة.
• صانعو السياسات "يوضعون موضع المساءلة" بشأن تغيّر المناخ، ويصف ذلك بأنَّه "خطير".

من جانبه قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، إنَّه يعتقد أنَّ أسعار الغاز المرتفعة حالياً تعكس نقصاً في الاستثمار، إلى جانب نقص الإمدادات، مضيفاً "هذا الوضع

لا يعدُّ أزمة، هناك طلب كبير من جميع عملائنا، وللأسف ليس بإمكاننا تلبية احتياجات الجميع، للأسف، من وجهة نظري؛ هذا يرجع إلى عدم استثمار السوق بشكل كافٍ في القطاع".

وبسؤاله عمَّا إذا كان يتوقَّع استمرار ارتفاع الأسعار، قال "نأمل ألا يحدث ذلك. لا نريد هذه الأسعار المرتفعة، ولا نعتقد أنَّها مفيدة للمستهلكين. لا نريد دولارين، ولا نريد 20 دولاراً.. نريد أن يكون لدينا سعر معقول ومستدام".

قال وزير الطاقة القطري أيضاً:

• النشوة بالاستدامة تقوِّض الاستثمارات في بعض الأحيان.
• الدوحة تؤكِّد الالتزام بالاستثمار في البنية التحتية المحلية للغاز "بشكل كبير".
• هناك حاجة إلى الواقعية، والتعقل بشأن تحوُّل الطاقة.
• لا يوجد قلق بشأن الاستثمار الزائد في قدرة طاقة جديدة، وهناك حاجة إلى استثمارات كثيرة.
• الغاز سيكون جزءاً من حلول تحوُّل الطاقة بالتأكيد.
• يجب على الجميع التكاتف للتأكُّد من تحقيق "المهمة الهائلة" للتعامل مع تغيّر المناخ.
• أعتقد أنَّ أسعار الغاز الحالية راجعة إلى قلة الاستثمار.
• هناك نقص إمداد في الغاز، ونريد أن نرى أسعاراً معقولة.
• العلاقة مع الإمارات جيدةـ ولا تفكير في إعادة الانضمام إلى "أوبك".
• سنعلن في الربع الأول من العام المقبل عن شركاء بالأسهم في توسعة حقل الشمال.

السوق تحدِّد السعر المناسب

قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، إنَّ أسعار الغاز المنخفضة ليست مستدامة، وإنَّ الزيادة في الآونة الأخيرة تعكس العوامل الأساسية للسوق، وقلَّة الاستثمار في القطاع.

أضاف خلال كلمته أمام مؤتمر "غازتك" في دبي: "أسعار الغاز ليست مستدامة (عند) دولارين أو ثلاثة دولارات. هناك حاجة لاستثمارات جديدة... سوف تمر الأسعار بفترات صعود وهبوط حتى تجد السوق السعر المناسب. السوق هي من سيحرِّك السعر".

أوضح أنَّه إذا استمرت الأسعار الحالية، فسيكون ذلك عبئاً على كثير من الدول، وأنَّه على المدى الطويل؛ فإنَّ السوق غير مستعدة لقبول مثل هذه الأسعار.

أسعار الغاز الطبيعي تهدد تعافي الاقتصاد العالمي وتنذر بمشكلات اجتماعية

وارتفعت أسعار الغاز 280% في أوروبا هذا العام، ولأكثر من 100% في الولايات المتحدة بسبب مجموعة من العوامل، منها: انخفاض مستويات التخزين، وأسعار الكربون، وانخفاض الإمدادات الروسية.

الاكتفاء الذاتي من الغاز

من جانبه قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة الإماراتي، إنَّ الغاز سيقوم بدور محوري في خطط النمو الاقتصادي في دولة الإمارات على مدى خمسين عاماً القادمة، مشيراً إلى أنَّ بلاده ماضية في طريقها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، عبر تطوير الأصول المنتجة، مثل: حقل "شاه"، وأصول جديدة مثل الغطاء الغازي في مكمن "أم الشيف"، ومشروع "الحيل"، و"غشا"، و"دلما‘".

أوضح الجابر الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" خلال كلمته في مؤتمر "غازتك"، أنَّ هذه المشاريع ستوفِّر مجتمعةً أكثر من 3 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً، مما يكفي لتلبية احتياجات عدَّة ملايين من المنازل من الكهرباء.

وحول توقُّعاته للآفاق المستقبلية لأسواق الغاز الطبيعي، قال الجابر: "فيما يسعى العالم للتعافي من جائحة كوفيد-19، تشهد أسواق الغاز الطبيعي المسال، وأسواق الغاز إجمالاً، نمواً ملحوظاً على مستوى العالم، مع تجاوز حجم الطلب للعرض".

أضاف: "على المدى الطويل، تبدو الآفاق المستقبلية واعدة، مدفوعة بشكل خاص بالنمو في أسواق آسيا، حالياً يوفِّر الغاز ما يقرب من ربع إمدادات الطاقة في العالم، وسيستمر في القيام بدور لا غنى عنه في منظومة الطاقة العالمية، إذ لا يوجد وقود آخر يمكنه توفير مصدر طاقة أساسي، وموثوق لتدفئة وتبريد المنازل، ودفع قطاع الصناعات الثقيلة، والمساهمة في نمو وتطوير الاقتصاد بمستوى منخفض من الانبعاثات".

ويركِّز مؤتمر "Gastech"، أيضاً على الغاز من خلال 5 محاور تحدِّد مستقبل الصناعة، وهي: الابتكار في مجال التكنولوجيا، والعرض والطلب، والموارد البشرية، وتطوير الشراكات، والضوابط المتعلِّقة بالبيئة الاجتماعية والحوكمة.