كورونا يُحدِث موجة صفقات بالقوارب الشراعية والغولف

بيزنس ويك
بيزنس ويك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفع مستوى الاهتمام بالأنشطة الترفيهية المقامة في الهواء الطلق أثناء كورونا، إذ قادت المخاوف الصحية نحو إعادة التفكير في العديد من الأنشطة الداخلية، وهذا التحوُّل جذب انتباه المصرفيين العاملين في مجال صفقات الاندماج والاستحواذ.

برغم أنَّنا ما زلنا في شهر سبتمبر، إلاّ أنَّ الشركات أعلنت عن عمليات استحواذ ذات صلة بالأنشطة الترفيهية في أمريكا الشمالية بقيمة 11 مليار دولار حتى الوقت الراهن من هذا العام. هذا هو أعلى حجم سنوي مسجَّل منذ عام 2006، عندما استحوذت شركات الأسهم الخاصة على شركتي خدمات السفر "ترافلبورت" (Travelport)، و "سيبر هولدينغز" (Sabre Holdings) في صفقات بمليارات الدولارات.

3 صفقات

شكَّل الغولف محور عمليات الاندماج والاستحواذ؛ فقد شهدت هذه الرياضة أكبر ثلاث عمليات استحواذ في الولايات المتحدة منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي كورونا وباءً عالمياً في مارس 2020. وهذه العمليات هي شراء شركة "كالاواي غولف" (Callaway Golf) لسلسلة "توب غولف إنترتينمنت غروب" (Topgolf Entertainment Group) مقابل 2.5 مليار دولار، واستحواذ شركة الأسهم الخاصة "سنترويد إنفستمنت بارتنرز" (Centroid Investment Partners) على شركة تصنيع الأندية "تايلور ميد غولف" (TaylorMade Golf) بتقييم معلن يقدَّر بنحو 2 مليار دولار، فضلاً عن استحواذ "بلاتينيوم إكويتي" (Platinum Equity) على شركة تصنيع سيارات الغولف "كلوب كار" (Club Car) التابعة لشركة "إنجرسول راند" (Ingersoll Rand) مقابل 1.7 مليار دولار.

لقد كانت شركة "كلوب كار" الجزء الشاذ في "إنجرسول راند"، والتي تصنع أيضاً ضواغط الهواء، وأدوات الطاقة، ومعدَّات رفع القوة الصناعية، وبالتالي؛ فإنَّ قرار الشركة بالبيع الآن جيد.

500 مليون جولة

في عام 2020، ارتفع إجمالي جولات لعب الغولف في الولايات المتحدة بنحو 14% عن العام السابق، ليصبح المجموع حوالي 500 مليون جولة، بحسب "غولف داتاتيك" (Golf Datatech) المدعومة من المؤسسة الوطنية للغولف (National Golf Foundation). واستمر الحماس تجاه الرياضة المقامة في الهواء الطلق حتى مع إعادة فتح أجزاء من الاقتصاد، فقد أعلنت المجموعة التجارية ارتفاع مبيعات التجزئة لمعدَّات الغولف في يونيو بنسبة 50% تقريباً عن مستويات عام 2019.

لم تكن الأعمال التجارية في هذا المجال جيدة منذ عام 2008، وهو العام الذي فاز فيه لاعب الغولف تايغر وودز ببطولة الولايات المتحدة المفتوحة في المباراة النهائية أثناء ذروة شعبيته، مما ساعد في زيادة مستوى الإقبال على الرياضة. كما انضمَّت شركة السلع الرياضية "فيستا أوتدور" (Vista Outdoor) إلى موجة صفقات الغولف هذا الشهر من خلال عقد اتفاقية بقيمة 474 مليون دولار لصالح شركة محاكاة الغولف "فورسايت سبورتس" (Foresight Sports).

تغيير العادات

إلى ذلك، يعدُّ ركوب القوارب الشراعية أحد الرياضات المفضَّلة الأخرى بالنسبة للمستحوذين. فقد ارتفعت مبيعات القوارب الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ 13 عاماً في عام 2020، وفقاً لاتحاد المصنِّعين البحريين الوطنيين (National Marine Manufacturers Association).

وللاستفادة من الاهتمام المتجدِّد بالممرات المائية؛ وافقت شركة "وينيباغو إندستري" (Winnebago Industries)، المتخصصة في صناعة المركبات الترفيهية، في يوليو على شراء شركة "بارليتا بونتوون بوتس" (Barletta Pontoon Boats) مقابل 320 مليون دولار. وتتوقَّع "بارليتا" أن تزيد أرباحها بأكثر من الضعف هذا العام، وأن تعزز المبيعات بنحو 80%، كما أنَّ صفقة "وينيباغو" قدَّرت قيمة "بارليتا" عند مستوى أرباح مستقبلية أعلى مما يطلبه المشتري نفسه، حتى بعد طفرة الطلب القوية على المركبات الترفيهية أثناء الوباء.

كانت القيود المستمرة للتصدى للوباء سبباً في زيادة صعوبة معرفة أي العادات ستبقى، وأيها ستتلاشى مع عودة العالم إلى وضعه الطبيعي. ومع ذلك؛ يراهن المستحوذون على الأنشطة الترفيهية على أنَّ الأمريكيين لن يرغبوا في التخلي عن الوقت الذي يقضونه في ممارسة رياضة الغولف أو على البحيرة، حتى عندما يشعروا بالراحة أثناء حضور الأحداث الرياضية، وزيارة دور السينما مرة أخرى.