رسالة وول ستريت بشأن "إيفرغراند": الصين تسيطر على الوضع

زوار بالقرب من ثور نحاسي في الحي المالي في شنغهاي. الصين
زوار بالقرب من ثور نحاسي في الحي المالي في شنغهاي. الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يضع المحللون في وول ستريت ثقتهم في الحزب الشيوعي الصيني.

وبعد يوم اثنين مخيف شهد فيها تراجع الأصول الخطرة حول العالم نتيجة المخاوف من انهيار "تشاينا إيفرغراند غروب"، تدافعت مجموعة من أكبر البنوك العالمية ومديري الأموال لطمأنة المستثمرين بأن هذه ليست لحظة مشابهة لانهيار "ليمان".

والرسالة من شركات مثل "سيتي غروب"، و"فيديليتي انترناشيونال"، و"أليانس بيرنستاين هولدينغ"، كانت: "إيفرغراند" قد تتعثر بالتأكيد، لكن السلطات الصينية ستتخذ خطوات للحيلولة دون زعزعة أزمة عملاقة العقارات لاستقرار النظام المالي والاقتصاد.

وتوحي مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يوم الثلاثاء بهدوء قلق المستثمرين، على الأقل في الوقت الحالي. وفيما يلي عينة مما يقوله الاستراتيجيون ومديرو الأموال بشأن احتمالية حدوث عدوى:

أجاي راجادياكشا من "باركليز"

هل هذه لحظة مشابهة لانهيار "ليمان" في الصين؟ من وجهة نظرنا إنها "ليست قريبة حتى منها".

صحيحٌ أن "إيفرغراند" شركة عقارات كبيرة، ونعم قد يكون (على الأرجح سيكون) هناك تأثيرات على قطاع العقارات الصيني وبالتالي تداعيات اقتصادية، وبالتأكيد، يأتي الأمر في وقت بدأ فيه النمو الصيني بالفعل يخيب الآمال، لكن "لحظة ليمان" الحقيقية هي أزمة ذات نطاق مختلف تماماً.

يتطلب الأمر أن يرى المرء البنوك تحجم عن التعامل مع أجزاء كبيرة من النظام المالي بجانب زيادة حادة في التعثر الائتماني بخلاف القطاع العقاري، وعدم استعداد البنوك لمواجهة بعضها البعض في سوق التمويل بين البنوك. وبالإضافة إلى كل ما سبق، يتعين علينا أن نرى أخطاء سياسية هائلة من جانب السلطات الصينية، ومن وجهة نظرنا، الأحوال ليست ببساطة تشير إلى تعثر واسع قد يشكل لحظة "ليمان" في الصين.

جودي تشانغ من "سيتي غروب"

لا نرى أزمة "إيفرغراند" كلحظة "ليمان" في الصين بالنظر إلى أن صناع السياسة سيقدمون على الأرجح الدعم اللازم لمنع أزمة هيكلية وشراء الوقت لحل أزمة الديون بجانب المضي قدماً في تهدئة هامشية للبيئة الكلية للائتمان.

نعتقد أن المنظمين قد يشترون وقتاً لاستيعاب مشكلة القروض المتعثرة في "إيفرغراند" (على سبيل المثال، من خلال توجيه البنوك إلى عدم سحب الائتمان وتمديد الموعد النهائي لدفع الفائدة).

كينيث أكينتيوي من "أبردين ستاندرد انفيست آسيا"

السيناريو الأساسي الخاص بنا هو أنه ستكون هناك إعادة هيكلة منظمة نسبياً. وليس من مصلحة صانعي السياسات أو الاقتصاد أو السوق الدخول في تداعيات مزعزعة للاستقرار ولا يمكن السيطرة عليها، مما يؤثر على أجزاء أخرى من الاقتصاد.

وعلى المدى القريب، سيكون هناك عدم يقين وتقلبات، ولكن خارج "إيفرغراند"، سيكون صانعو السياسات قادرين على إدارة نوع من التعافي من ذلك.

بانو باويجا من "يو بي إس"

لا أعتقد أن هذه لحظة "ليمان"، وإنما أعتقد أنه عندما تحاول تقليل المخاطر الأخلاقية بعد أربع دورات ائتمانية رئيسية سيكون الأمر فوضوياً. والخطر الأكبر هنا ليس ما يحدث للموردين أو ما يحدث للنظام المالي على المدى القريب، لا أعتقد أن هذه مشكلة.

أعتقد أن الصين تمكنت من إدارة الأمر بشكل معقول، إذ إن مستويات التخلف عن السداد منخفضة للغاية في الاقتصاد ككل، كما أن كفاية رأس المال للبنوك، وخاصة البنوك الكبيرة، مرتفعة للغاية.

وأرى أن القضية الأكثر أهمية هي ما تأثير ذلك على ضامن الطفرة الائتمانية بأكملها -وهو أسعار العقارات- وبالتالي الثقة في قطاع العقارات نفسه.

كاثرين يونغ من "فيدلتي انترناشونال"

إذا نظرنا إلى السنوات الثلاث الماضية، فسنرى عملية إعادة هيكلة انخرطت فيها الحكومة أو المشرعين، وسواء كان الأمر يتعلق بمكتب هوارونغ أو "تشاينا فورشن لاند" (China Fortune Land)، فكلها حوادث ائتمانية فردية، وبالتالي فإن السلطات لديها ثقة في عملية إعادة الهيكلة المحتملة في "إيفرغراند".

والسيناريو المرجح هو أنهم سيتجنبون الإفلاس عندما يتعلق الأمر بـ"إيفرغراند" [و] يسعون لإعادة الهيكلة مع المستثمرين الاستراتيجيين أو المستثمرين المرحليين، وتعد الأولوية من المنظور المحلي ومنظور المعنويات هي إكمال المشروعات والتسويات النقدية لسلسلة التوريد.

فيشواناث تريوباتور من "مورغان ستانلي"

التوقعات بعدوى أوسع قد تكون مبالغا فيها، وبالتأكيد سيكون هناك تأثير على النمو. لكن أعتقد أن النقطة الرئيسية هنا كما أؤمن هي أننا لن نعيش لحظة مثل تلك التي عشناها في 2008، وكان هناك بالتأكيد تغيير بسيط في الإشارات من صناع السياسة في الصين، وانعكس الكثير من ذلك كما نعتقد في الأسعار بالفعل.

ماركو كولانوفيك من "جيه بي مورغان تشيس"

[موجة البيع في السوق] مدفوعة أساساً بتدفقات البيع الفنية (برمجيات تداول السلع والخيارات التحوطية) في بيئة هزيلة السيولة وتتسم بردود أفعال مبالغ فيها على المخاطر المتصورة من قبل المتداولين التقديريين.

ويبقى تحليلنا الأساسي كما هو. ونرى أن موجة البيع فرصة شراء التقييمات المنخفضة، ونرى أن المخاطر محددة بشكل جيدة ومنعكسة على الأسعار مع عودة مضاعفات الأرباح إلى المستويات المنخفضة بعد الوباء بالنسبة للعديد من الاستثمارات في أسهم إعادة الفتح/التعافي. نتوقع أن تستأنف الأسهم الدورية ريادتها مع انحسار سلالة دلتا.

سوجن تشين من "جيفريز"

على عكس وجهة نظر السوق، نرى أن المشرعين سيراقبون عن كثب "إيفرغراند"، وأنهم سيضعون قريباً خطة لإحراز تقدم ذو معنى لتقليص التأثير.

ونتوقع خطة لحل المشكلات، أو المساعدة في تحقيق تقدم ملموس بحلول نهاية العام (ومن الممكن أيضا في غضون شهر إلى شهرين) وستركز الصين على تعزيز النمو الاقتصادي للربع الأول من عام 2022 بدءا من الربع الرابع من 2021.

"لاري هو" من "ماكواري"

مصدر القلق الرئيسي هو خطر العدوى بين المطورين الآخرين ذوي نسب الاستدانة العالية، إذ إن البنوك والموردين ومشتري المساكن سيصبحون أكثر حذراً في ضوء ملحمة "إيفرغراند". ونتيجة لذلك، يمكن أن تحدث أزمة سيولة ذاتية التغذية للمطورين الآخرين ذوي الرافعة المالية العالية، ومع ذلك، فإن الحكومة لديها الإرادة والقدرة على التدخل في حالة حدوث ذعر في السوق.

يمكن أن تكسر الحكومة الحلقة السلبية عن طريق تخفيف أزمة السيولة، كما فعلت خلال أزمة الائتمان بين البنوك في عام 2013. علاوة على ذلك، نظراً لأن سياسة الأملاك متشددة بشكل غير مسبوق في هذه اللحظة، فإن صانعي السياسات لديهم مجال كبير للتخفيف إذا أرادوا، ويبدو أنهم على استعداد للانتظار لفترة أطول قليلا لتقليل المخاطر الأخلاقية في المستقبل. لكن يمكنهم التدخل في أي وقت من أجل الاستقرار المالي والاجتماعي.

"جون لين" من "أليانس بيرنستاين"

هناك احتمال ضئيل للغاية بأن يتحول التخلف عن السداد إلى أزمة هيكلية. أولا لأن المنظمين الصينيين هم من تسببوا في أحدث سقوط لـ"إيفرغراند"، واستعد المنظمون له، وسيكونون قادرين على إدارته.

ونظراً لوجود احتمال ضئيل بحدوث أزمة هيكلية، فإن العديد من المطورين العقاريين الصينيين -خصوصاً الشركات عالية الجودة ذات الميزانيات العمومية القوية والإدارة القادرة وسمعة المنتج الجيدة- سينجون من هذه الجولة من التصحيح.

وأثناء الذعر في الأسواق خلال الأسبوعين الماضيين، تجنبت تقييماتهم بالفعل التراجع للمنطقة السلبية، وفي رأينا، يقدم المطورون العقاريون المختارون ذوو الجودة فرص عائد جذابة للمستثمرين ذوي التفكير طويل الأجل.

"تومي وو" من "أكسفورد أيكونوميكس"

أدت المخاوف من ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد لشركة "إيفرغراند"، المطورة العقارية، إلى اضطراب الأسواق المالية خلال الأسبوع الماضي، وبينما نعتقد أن الحكومة لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تخطط لعملية إنقاذ، فإننا نتوقع أن تتدخل لإجراء إعادة هيكلة مُدارة لديون الشركة لمنع الجهود غير المنظمة لاسترداد الديون، وتقليل المخاطر النظامية، واحتواء الاضطراب الاقتصادي.