الخطيب: نستهدف جذب 100 مليون زيارة للسعودية ونحتاج 200 مليار دولار استثمارات

أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي
أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي المصدر: وزارة السياحة السعودية
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن المملكة استقبلت 40 مليون زيارة العام الماضي، وفقاً لإحصاءات منظمة السياحة العالمية، وتخطط لاجتذاب 100 مليون زيارة بحلول عام 2030، ويحتاج القطاع إلى ضخ 70 مليار دولار استثمارات حتى عام 2023 وأكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030 لسد الفجوة في المعروض.

وتوقع الوزير في حوار لصحيفة "عرب نيوز" التي تصدر باللغة الإنجليزية، أن تتمكن المملكة من تحقيق هذا الهدف، قائلاً:" لمَ لا، لدينا دولة كبيرة وطبيعية متنوعة وثقافة راسخة وشعب ورائع، وبالتالي لدينا كل شيء للوصول إلى الهدف الذي أعلناه. لا أعرف أي سبب يمنعنا من ذلك".

استراتيجية وطنية

وتابع الوزير قائلاً: "الوزارة أطلقت الاستراتيجية الوطنية في سبتمبر من العام الماضي، وفتحنا أبوابنا وقلوبنا للسياح الدوليين ليستكشفوا المملكة العربية السعودية ويعيشوا تجربتها، ويُجربوا ثقافتنا وطبيعتنا وشواطئنا البكر والرائعة على البحر الأحمر أو الساحل الشرقي ومدننا الكبرى.نعتقد أنه يمكننا الحصول على حصة كبيرة من 1.6 مليار شخص سافروا العام الماضي 2019".

وبحسب الخطيب، فإن 40% من المسافرين في عام 2019 كانوا يسعون للاستمتاع بالشمس والبحر، والمملكة لديها العديد من أفضل الوجهات المُشمسة والبحرية في العالم. ولا يزال البحر الأحمر بكراً ونقياً ويزخر بالمحميات الطبيعية من الشعاب المرجانية والصخرية والجزر.

10 آلاف موقع تاريخي

وقال الوزير أحمد الخطيب:" نبني وجهات مذهلة في البحر الأحمر، على طول الطريق من مدينة نيوم إلى مشروع منتجع البحر الأحمر، بجانب مشروعي أمالا، ووسط مدينة جدة، وبالتالي سنُثري عروض السياحة للاستمتاع بالشمس والبحر وسنتنافس في هذا الجانب من أجل 600 مليون مسافر يبحثون عن الشمس والبحر".

"إذا كان 30% من 1.6 مليون سافروا العام الماضي لاستكشاف التاريخ والتراث، فإن المملكة تمتلك 10 آلاف موقع تاريخي مُكتشف، وخمسة مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو" بحسب وزير السياحة أحمد الخطيب، الذي توقع أن تكون الوجهات التي يتم بناؤها بالسعودية سواء في مجال سياحة الشمس أو البحر أو في التاريخ والتراث من بين الأفضل في العالم.

بعيداً عن الكحول

واستبعد الخطيب أن يؤثر منع المشروبات الكحولية على جاذبية السعودية للسياحة العالمية، حيث أظهرت دراسة أجرتها وزارة السياحة السعودية في أكثر من 25 دولة، أن ما بين 40 إلى 50% من المسافرين مستعدون للسفر إلى وجهات لا تقدم المشروبات الكحولية.

وقال وزير السياحة: "لدينا الكثير لنقدمه بخلاف الكحول، هناك الكثير لتحسينه سواء على صعيد الضيافة والثقافة والطعام والرفاهية وغيرها، وبالتالي سننافس على أشياء أخرى يسافر من أجلها السائحون.. أعتقد أن وجهاتنا في البحر الأحمر بشكل أساسي ستُصنف ضمن أفضل الوجهات على مستوى العالم بحلول عام 2030 وبالتأكيد سيجربها الناس حتى لو لم نقدم المشروبات الكحولية".

وكشف الوزير السعودي أنه سيكون مسموحاً للنساء بارتداء ملابس السباحة على الشواطئ والمنتجعات الخاصة، ولكن على الشواطئ العامة، يكون اللباس ملائم لقواعد الزي في المملكة مثل العديد من البلدان الأخرى.

وبالنسبة لما فعلته جائحة كورونا في قطاع السياحة حديث العهد بالسعودية، قال الوزير أحمد الخطيب إن قطاع السياحة بدأ للتو، فقد فتحت المملكة أبوابها في سبتمبر من العام الماضي، ثم فجأة تضرر العالم بشدة من فيروس كورونا، وللأسف كان القطاعان الأكثر تضررا هما الطيران والفنادق، واتجهت الوزارة للتركيز على السياحة الداخلية وأطلقت الحملة الصيفية لهذا العام وأشرفت عليها اللجنة الصحية للتأكد من الالتزام بمسافة التباعد الاجتماعي وبارتداء الكمامات.

وجذبت الوجهات العشر السعودية التي تم إطلاقها في الموسم أكثر من 8 ملايين شخص سافروا حولها وأنفقوا ما يزيد عن 3 مليارات دولار محلياً، وخفض المواطنون سفرهم للخارج بنحو 30%.

إنفاق السعوديين بالخارج

وقدر الوزير حجم إنفاق السعوديين بنحو 22 مليار دولار سنوياً على السفر وتجارة التجزئة في الخارج، وتطمح الوزارة للاحتفاظ بجزء كبير من هذا الإنفاق محلياً، حيث أطلقت قبل أسبوع، حملة الشتاء المحلية، وعبر عن أمله في أن تكون مجريات الأمور داعمة للسياحة السعودية في الربع الأول أو الربع الثاني من العام المقبل، قبل أن تبدأ في استضافة وتعزيز الأنشطة السياحية في المملكة العربية السعودية للسائحين الدوليين، وقال: "سنواصل هذه الروزنامة النشطة للغاية بمجرد أن ينتهي وباء كورونا".

تجربة مدهشة

وشدد الخطيب على أن وزارة السياحة تسعى لأن يخوض السياح الأجانب تجربة مدهشة، وأن يعودوا مجدداً لزيارة المملكة، بتقديم عروض كبيرة للاستمتاع بالشمس والبحر، حيث يسعى إليهما 40% من المسافرين الدوليين و30% للتاريخ والتراث، كما يتم التركيز على تقديم تجربة سفر سلس للزائرين وأن ينقلوا تجربة رائعة للآخرين.

ولم يُسم الوزير السعودي دولة بعينها تسعى السعودية لأن تكون نموذجا تحتذيه في قطاع السياحة، وقال: "سنحافظ على ثقافتنا وكرم ضيافتنا الفريد وهذا ما سيميز المملكة العربية السعودية عن جميع الدول الأخرى".

سد فجوة المعروض

وقدر الوزير احتياجات القطاع السياحي السعودي للاستثمارات بنحو 70 مليار دولار حتى عام 2023 وأكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030 لسد الفجوة في المعروض، سواء في البيع بالتجزئة أو في الضيافة أو في الترفيه، لذلك تتطلع لجذب الاستثمارات الأجنبية عن طريق جعل اللوائح أكثر ملاءمة للمستثمرين.

تأشيرة سهلة

وأشار الوزير إلى سهولة الحصول على تأشيرة السفر للسياحة بالسعودية، حيث يمكن الحصول على التأشيرة من 49 دولة، تشكل نحو 80% من المسافرين حول العالم، ويمكنهم الحصول على تأشيرة في أقل من خمس دقائق عبر الإنترنت، كما تتمتع المملكة بأنظمة ولوائح مصرفية متقدمة جداً تيسر تعاملات الزائرين.

ولفت وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إلى أن العام الماضي شهد استقبال مستثمرين على مدار العام أبدوا اهتمامهم بالفرص الهائلة المتاحة في البلاد سواء في مناطق الجبلية أو المدن أو مناطق سياحة الشمس والبحر، كما تم البدء في توقيع بعض الصفقات، وعبر عن تفاؤله بشأن جذب المستثمرين من خارج المملكة العربية السعودية للحضور والانضمام إلى "الرحلة المُجزية للغاية".