شركات الطاقة في بريطانيا تتوقف عن قبول عملاء جدد مع تصاعد أزمة الغاز

تعاني شركات الطاقة في بريطانيا من أزمة ارتفاع أسعار شراء الغاز الطبيعي
تعاني شركات الطاقة في بريطانيا من أزمة ارتفاع أسعار شراء الغاز الطبيعي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقَّفت مجموعة كبيرة من مورِّدي الغاز والطاقة في المملكة المتحدة عن قبول عملاء جدد، وذلك في تصعيد دراماتيكي لأزمة الطاقة في البلاد.

وفي هذا الصدد، عقدت الحكومة البريطانية اجتماعاً طارئاً مع مورِّدي الطاقة الصغار يوم الثلاثاء، وبحلول وقتٍ متأخر من بعد الظهر، نشرت شركات "إغلو"، و"غرين"، و"أمباور"، و"يوتيليتا"، و"نيو إنيرجي" إخطارات على مواقعها الإلكترونية تفيد بإغلاق أبوابها أمام الأعمال الجديدة.

وبعد ساعات، طالبت الجهة المنظِّمة خمس شركات صغيرة بدفع الرسوم المتأخرة للحكومة.

وفي علامة أخرى على التوتر؛ تمَّ إصدار تحذيرات لثلاث شركات؛ هي"دلتا"، و"أمباور"، و"أفرو" لأنَّها أخفقت في تقديم غطاء ائتماني كافٍ للعمل.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تتحرك لمواجهة أزمة الوقود باجتماعات طارئة مع منتجي الغاز

الخروج من السوق

فضلاً عن ذلك؛ خرجت عدَّة شركات منافسة من سوق العمل هذا العام مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والطاقة إلى مستويات قياسية، مما ترك الموردين الذين يبيعون الطاقة بأسعار منخفضة لإغراء عملاء جدد غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم.

كما يلوح في الأفق ذلك الخطر المتزايد من أن يصبح المزيد من تجار التجزئة في مجال الطاقة معسرين خلال الأشهر المقبلة، مما قد يترك مئات الآلاف من الأسر في المملكة المتحدة غير متأكِّدين من الجهة التي ستوفِّر التدفئة والإضاءة مع حلول فصل الشتاء.

من جانبه قال نيال تريمبل، المدير الإداري للشركة الاستشارية "إنيرجي كونتراكت": "من المحتمل أن نشهد مغادرة الكثير من الشركات الأصغر. وفي حال كنتم تخططون لشراء الغاز مقابل 50 بنساً، و150 بنساً، فهذه ضربة قاسية لقدراتكم المالية".

تأثير سلبي على المصانع

وفي الحقيقة؛ فإنَّ سلسلة من حالات إخفاق الشركات من شأنها أن تؤدي إلى تضخيم التعطُّل الاقتصادي بفعل أزمة الطاقة، إذ يؤثِّر الاضطراب بالفعل على صناعات تشمل تصنيع الأسمدة والأغذية وتوزيعها، مما يستدعي الحاجة إلى تدخُّل الدولة.

الجدير بالذكر أنَّ حكومة المملكة المتحدة توصَّلت إلى اتفاق في وقت سابق من يوم الثلاثاء لإعادة تشغيل مصانع الأسمدة التي كانت قد أغلقت أبوابها لأنَّ المواد الأولية للغاز الطبيعي كانت باهظة الثمن؛ إذ خلقت هذه الخطوة نقصاً في ثاني أكسيد الكربون، وهو منتج ثانوي لعملية التصنيع التي تعدُّ بالغة الأهمية لصناعة الأغذية.

الموردون المضغوطون

قال مات كليمو، الرئيس التنفيذي لشركة "إيغلو"، على موقع الشركة الإلكتروني: "على غرار بعض منافسينا، قررنا إيقاف نشاط المبيعات مؤقتاً في الوقت الحالي. وبالنظر إلى أسعار الجملة غير المسبوقة، فقد اتخذنا هذا القرار للسماح لفرقنا بالتركيز على العملاء الذين نزوِّدهم بخدماتنا بالفعل".

ومع ضغط أسعار الغاز والطاقة المرتفعة على جميع الموردين؛ يتمُّ اختبار الآلية المعتادة لتحويل عملاء الشركة المخفقة إلى شركة أخرى.

كما يعني الحد الأقصى الذي تفرضه الحكومة على فواتير الكهرباء أنَّه ليس من المربح للشركات الكبرى أن تهبَّ لإنقاذ الموقف.

فضلاً عن ذلك، حذَّر وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتنغ، من أنَّ الأيام القليلة المقبلة ستكون صعبة مع تفاقم الأزمة. وأشار إلى أنَّ الحكومة تدرس دعم نقل العملاء من تجار التجزئة المخفقين إلى شركات أخرى من خلال تقديم قروض للشركات.

ويوم الإثنين الماضي، وافقت شركة "بريتش غاز" - ذراع البيع بالتجزئة لشركة "سنتريكا بي إل سي" - على تقديم خدماتها لعملاء شركة "بيبولز إنيرجي" المخفقة، التي خدمت حوالي 350 ألف عميل محلي، و500 شركة.

والتقى كوارتنغ وجوناثان برييرلي، الرئيس التنفيذي لـ "أوفجيم" (Ofgem) المنظِّمة لأسواق الغاز والطاقة، مع مجموعة من مورِّدي الطاقة الصغار يوم الثلاثاء بعد عدَّة أيام من المحادثات الطارئة مع مجموعات أكبر.

غاز طبيعي