منظمة الصحة العالمية تشدد معايير جودة الهواء مع تعزيز ارتباطها بالمناخ

يتصاعد البخار من مدخنة في محطة طاقة تعمل بالفحم في بيلشاتو، بولندا
يتصاعد البخار من مدخنة في محطة طاقة تعمل بالفحم في بيلشاتو، بولندا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وضعت منظمة الصحة العالمية إرشادات أكثر صرامة لجودة الهواء، خاصةً في ظلِّ تزايد الأدلة التي تربط تراجع صحة الإنسان بتلوث الهواء.

في أول تحديث لإرشاداتها منذ عام 2005؛ عدَّلت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة جميع معايير التلوُّث المقبول تقريباً. وأكَّدت أنَّ التلوُّث يتسبَّب في 7 ملايين حالة وفاة مبكرة. وإلى جانب تغير المناخ، فإنَّه يعدُّ أحد أكبر التهديدات البيئية.

التلوث الناجم من الوقود الأحفوري يقلل العمر الافتراضي للإنسان 5 أعوام

هانز كلوج، المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، قال للصحفيين يوم الأربعاء: "تتمثَّل الخطوة التالية في أن يستخدم صانعو السياسات هذه الإرشادات لوضع سياسات لتخفيف العبء الصحي الناتج عن تلوُّث الهواء. لدينا فرصة فريدة من نوعها، إذ توفِّر المبادئ التوجيهية حجة صحية قوية تسير إلى جانب الكفاح العالمي ضد تغيّر المناخ".

المسؤول الأول

يمكن للجسيمات الدقيقة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري لأغراض النقل، أو الطاقة، أو الاستخدامات الصناعية، أو الزراعية، أن تخترق عمق الرئتين، بل وتدخل مجرى الدم. هذه الجزيئات، المعروفة باسم (PM2.5)، و(PM10)، ويقاس حجمها بالميكرون، يمكن أن تسبِّب أمراض القلب والرئة، وتؤثِّر على الأعضاء الأخرى.

تنبعث من الأنشطة التي تنتج جسيمات دقيقة غازات دفيئة مسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت وكالة الأمم المتحدة، إنَّه يمكن معالجة المشكلتين في الوقت نفسه باستخدام أدوات مماثلة.

دراسة: التلوث يهدد 90% من الكائنات بالانقراض

وقالت ماريا نيرا، مديرة البيئة وتغيّر المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية: "إذا أردنا خفض مستويات تلوث الهواء على مستوى العالم؛ فإنَّ السؤال الرئيسي يرتبط بقطاع الطاقة، إذ يتعلَّق الأمر إلى حدٍّ كبير بتسريع هذا التحوُّل الصحي للطاقة. سيكون للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجدِّدة والنظيفة تأثير إيجابي للغاية على الحدِّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومعالجة أسباب تغيّر المناخ، والحد من تلوُّث الهواء".

حدَّثت منظمة الصحة العالمية المبادئ التوجيهية لستة ملوِّثات معروفة بأنَّها تضر بصحة الإنسان، كالجسيمات، والأوزون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون. يمكن تجنُّب حوالي 80% من الوفيات المتعلِّقة بجسيمات (PM2.5)، إذا تمَّ تخفيض مستويات تلوُّث الهواء إلى المستويات المقترحة في الدليل الإرشادي المحدَّث، وفقاً للوكالة.

دراسة: الاحتباس الحراري قد يقتل 83 مليون شخص في الـ80 عاماً القادمة

قال كلوج: "نحن نعلم حجم المشكلة، ونعرف كيفية حلها. تمنح هذه المبادئ التوجيهية المحدَّثة صانعي السياسات أدلة قوية، والأداة اللازمة لمعالجة هذا العبء الصحي على المدى الطويل".