وحدة "إيفرغراند" للسيارات الكهربائية تتوقف عن دفع رواتب الموظفين ومستحقات الموردين

السيارة الكهربائية" هنغتشي9" من صناعة شركة "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيهيكل غروب"
السيارة الكهربائية" هنغتشي9" من صناعة شركة "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيهيكل غروب" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخلفت وحدة السيارات الكهربائية في مجموعة "تشاينا إيفرغراند" (China Evergrande) عن دفع رواتب بعض موظفيها ومستحقات عدد من موردي معدات المصانع، وفقاً لأشخاص مطلعين.

يمثل هذا التطور دليلاً على أن مشاكل ديون مطورة العقارات المنكوبة لها تأثير يتجاوز أعمالها الأساسية.

وتعني صعوبات التدفق النقدي أن شركة السيارات "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيهيكل غروب" (China Evergrande New Energy Vehicle Group Ltd) (أو إيفرغراند نيف اختصاراً) ستفشل على الأرجح في تحقيق هدفها لبدء عمليات تسليم المركبات بالجملة العام المقبل، مع الأخذ في الاعتبار إعادة الإنتاج التجريبي للمركبات الكهربائية في مصانعها في شنغهاي وقوانغتشو، كما قالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها لأنها غير مخولة بالتحدث علناً.

يتقاضى معظم الموظفين في "إيفرغراند نيف" رواتبهم في بداية كل شهر ومرة ​​أخرى في يوم 20، ولكن بالنسبة لبعض المديرين من المستوى المتوسط​​، لم يحصلوا على الدفعة الثانية لشهر سبتمبر، بحسب المصادر. في غضون ذلك، بدأ العديد من موردي المعدات في سحب موظفيهم في الموقع من مواقع شنغهاي وقوانغتشو في وقت مبكر من شهر يوليو، بعدما لم يتلقوا مستحقات الآلات في مصانع "إيفرغراند نيف".

رسالة وول ستريت بشأن "إيفرغراند": الصين تسيطر على الوضع

وكان مناط بموظفي الموردين تقديم التعديل في الوقت المناسب لمعدات الإنتاج وإصلاح أي مشاكل. أما الآن بعد سحبهم، أجبرت "إيفرغراند نيف" على الاعتماد على موظفيها، الذين ليسوا على دراية بالمعدات، مما أدى إلى تصنيع عدد قليل من السيارات التجريبية يومياً، بحسب المصادر.

لم يرد ممثلو "إيفرغراند نيف" على الفور على طلبات للتعليق.

منافسة تسلا التي لم تتم

وصلت الضغوط المالية على الشركة الأم لـ"إيفرغراند نيف" إلى مستويات أسطورية في الأسابيع الأخيرة، مما دفع البعض إلى وصف العدوى المحتملة على أنها لحظة بنك "ليمان براذرز" في الصين نظراً لأن المخاطر المرتبطة بـ"إيفرغراند" تهدد بتجميد أسواق الائتمان العالمية.

تبلغ ديون شركة التطوير العقاري العملاقة، التي تمتد أصولها أيضاً إلى البنوك وشركات الإعلام، 300 مليار دولار. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتخلف عن سداد السندات. ويترقب المستثمرون في جميع أنحاء العالم ما إذا كانت بكين ستتدخل بدلاً من السماح بانهيار فوضوي يؤدي إلى الإفلاس.

خلال نتائج أرباحها نصف السنوية الشهر الماضي، أشارت "إيفرغراند نيف" إلى أنها قد تضطر إلى تأخير إنتاج السيارات ما لم تتمكن من تأمين المزيد من رأس المال على المدى القصير. سجلت الشركة خسارة 4.8 مليار يوان (744 مليون دولار) في الأشهر الستة حتى 30 يونيو.

وكشفت الشركة الناشئة، التي تعهدت في مارس 2019 بالتغلب على إيلون ماسك (تسلا) وأن تصبح أكبر صانعة للسيارات الكهربائية في العالم في غضون خمس سنوات، عبر تسعة طرازات تحت علامتها التجارية "هنغتشي" (Hengchi) ولكنها لم تنتج سيارة واحدة بعد بكميات كبيرة. حققت الشركة نجاحاً كبيراً في معرض شنغهاي للسيارات هذا العام، مع عرض جميع النماذج الأولية التسعة ووعدٍ بتقديم 5 ملايين سيارة سنوياً بحلول عام 2035.

إنفوغراف.. مخاطر انهيار "إيفرغراند" أكبر شركة عقارات مدينة بالعالم

3 مسارات لتعثر العملاق الصيني "إيفرغراند"

ومع ذلك، فإن أربعة طرازات من "هنغتشي" رقم 1 و3 و5 و6 لا تزال في ما يُعرف بمرحلة التجربة الهندسية، وهي مرحلة أولية تقوم بمعايرة مواصفات السيارة وضوابط الجودة، بينما تحتوي على هيكل أبيض بالكامل، بحسب المصادر. عادة ما يستغرق الأمر ستة أشهر على الأقل بعد الانتهاء من مرحلة التجربة إلى الإنتاج الضخم.

ومثلما حصل للمستثمرين في الشركة الأم، سرعان ما أصيب مساهمو "إيفرغراند نيف" بخيبة أمل. انخفضت الأسهم المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 90% هذا العام، وهو تراجع كبير بالنظر إلى أن الشركة كانت تتمتع بقيمة سوقية أكبر من شركة فورد موتور وجنرال موتورز.

تم إنشاء شركة السيارات الكهربائية رسمياً عندما غيرت "إيفرغراند هيلث" اسمها إلى "إيفرغراند نيف" في يوليو من العام الماضي. وفي حين تعتبر الشركة نفسها صانعة سيارات، فإن معظم الأموال التي تجنيها لا تزال تأتي من الخدمات الصحية المجتمعية ومنشآت رعاية المسنين.

تعد وحدة السيارات الكهربائية جزءاً صغيراً من إمبراطورية "إيفرغراند" مترامية الأطراف، والتي تشمل الخدمات المالية والبنكية. ولكنها تعتمد بشكل أساسي على مبيعات الشقق السكنية.