شركات السيارات تسعى لتأمين إمدادات المعادن النادرة بعيداً عن هيمنة الصين

تسيطر الصين على ثلثي تعدين المعادن الأرضية النادرة و85% من عمليات المعالجة
تسيطر الصين على ثلثي تعدين المعادن الأرضية النادرة و85% من عمليات المعالجة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجري شركات صناعة السيارات الأوروبية مناقشات مع شركة "أرافورا ريسورسز ليميتد" الأسترالية لاستكشاف المعادن الأرضية النادرة، حول مصادر العناصر التي تساعد في تشغيل السيارات الكهربائية من خارج الصين التي تهيمن على الإمداد العالمي.

وتطوّر شركة التعدين مشروع "نولانس" الذي تبلغ تكلفته مليار دولار أسترالي (728 مليون دولار أمريكي) في الإقليم الشمالي بأستراليا الذي سيغطي ما يعادل 10% من الطلب العالمي على نوع المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في المغناطيس الدائم في المحركات الكهربائية.

والأهم من ذلك أن "أرافورا" تخطط لمعالجة الخامات بالقرب من موقعها، بما يضمن الإشراف المباشر على معالجة النفايات السامة في المشروع الذي اشترته عام 2001.

قال المدير المالي، بيتر شيرينغتون في مقابلة: "لدينا تعاون مع المصنعين الأوروبيين لتزويدهم بالمواد مباشرة"، مضيفاً أنه يتوقع إبرام صفقات قبل نهاية العام لأن المحادثات تتقدم نحو الأحجام والسعر.

وأدّت القواعد الجديدة بشأن الاستدامة وإمكانية التتبع إلى "فتح عقول شركات صناعة السيارات على الحاجة إلى ذلك"، حسب ما قاله شيرينغتون.

وارتفعت الأسهم بنسبة 17% في تداولات سيدني، وهي أكبر قفزة منذ يناير.

اقرأ أيضاً: الصين تضع عينها على معادن أفغانستان في رهان خطر على طالبان

سيطرة صينية

وتبرز المعادن الأرضية النادرة كمصدر آخر للقلق في عملية التحول نحو السيارات الكهربائية، فهي تتطلب كميات هائلة من المواد الخام المستخدمة في البطاريات مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت، التي تقود شركات السيارات الرائدة مثل "بي إم دبليو" و"فولكس واجن" و"تسلا" مباشرة إلى شركات التعدين.

ومن المتوقع أن توظف الصين، التي تسيطر على ثلثَي تعدين المعادن الأرضية النادرة و85% من عمليات المعالجة، وفقا لـ"بلومبرغ إن إي إف"، أغلب إنتاجها للاستخدام المحلي في المستقبل.

والتوترات المتزايدة التي جعلت سابقاً العناصر (الهامة أيضاً للتطبيقات الدفاعية) بيدقاً سياسياً، تعزّز الجهود للشراء من خارج الصين. والعام الماضي تعهدت وزارة الدفاع الأمريكية بتمويل المنتجة الأسترالية "ليناس كورب" لإنشاء مصنع معالجة في تكساس سيكلف مبدئياً 30 مليون دولار، وتدفع شركات أخرى بمشاريع مثل "هاستينغز تكنولوجي ميتال" و"بيك ريسورسيز".

البدائل أقل جودة

ورغم سعي شركات صناعة السيارات بما في ذلك "بي إم دبليو" و"جنرال موتورز" لتقليل كمية العناصر الأرضية النادرة -تستخدم السيارة في المتوسط 3 كيلوغرامات (6.6 رطل)- فإن اللجوء إلى البدائل يجعل المحركات أقلّ كفاءة.

واستخدمت "تسلا" في البداية محركات الحثّ التي لا تحتاج إلى مغناطيس لتشغيل سياراتها الكهربائية، ولكنها استخدمت المعادن الأرضية في طراز "3".

وقالت جوان جيا، نائبة رئيس "هانغتشو بيرمانينت ماغنت غروب" الصينية، التي طوّرت مغناطيساً يمكنه التبديل بين نوعين من المعادن الأرضية اعتماداً على السعر: "لتأمين مستقبل الإمدادات عليك أن تخلق إمداداتك الخاصة، والمواد ضرورية لكن كميتها صغيرة للغاية".

قانون جديد في ألمانيا

وقال شيرينغتون من "أرافورا" إن قانوناً جديداً في ألمانيا بشأن مسؤولية سلاسل التوريد عزّز الاهتمام أيضاً، واعتباراً من 2023 ستصبح الشركات خاضعة للمساءلة بشأن المعايير الاجتماعية عبر شبكة الموردين بأكملها وكذلك منتجات النفايات، وإلا فستواجه غرامات.

أيضاً تُبذَل جهود حاليّاً لتأمين الإمدادات في أوروبا، وهي حالياً الوجهة الأولى للسيارات الكهربائية وفي طريقها لتصبح أكبر مستهلك للعناصر النادرة.

وأسّس الاتحاد الأوروبي العام الماضي، التحالف الأوروبي للموادّ الخام للمساعدة على ضمان وجود إمدادات كافية من الموادّ الخام الحساسة التي تغذّي الخطة الأكثر طموحاً عالمياً لمكافحة التغير المناخي، وحدّد التحالف 14 مشروعاً للمعادن الأرضية النادرة في أوروبا باستثمار يبلغ 1.7 مليار يورو (2 مليار دولار).

قال بيرند شايفر، المدير التنفيذي للتحالف الأوروبي: "كان لدينا دائماً وعي بشأن الاعتمادية، ولكن التوافر كان جيداً وله ثمنه، لكن هذا يتحول حالياً إلى عقلية التكلفة الهائلة الناتجة عن عدم امتلاك الموادّ".