دراسة فرنسية: الطيارون وأطقم الطائرات يتعرضون لمستويات متزايدة من الإشعاع

الطيارون وأطقم الطائرات أكثر عرضة للأشعة الكونية التي يحجبها الغلاف الجوي للأرض
الطيارون وأطقم الطائرات أكثر عرضة للأشعة الكونية التي يحجبها الغلاف الجوي للأرض المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حذّر معهد فرنسي مختص بالسلامة النووية في تقرير جديد من أن شركات الطيران تُعرِّض موظفيها لكميات متزايدة من الإشعاع، في ظل تحليق الطائرات لمسافات أطول، مع تلقي الطيارين أعلى الجرعات السنوية.

وجدت الدراسة التي استمرت خمس سنوات من قبل "معهد الحماية الإشعاعية والسرية النووية" أنه في حين أن عدد أفراد الطاقم الذين يتعرضون سنوياً لكم أعلى من حد الأمان لا يزال ضئيلاً نسبياً، لكن النسبة قد تضاعفت بين عامي 2016 و2019.

وأوصت الوكالة الحكومية بتناوب الموظفين بشكل متكرر بعيداً عن الرحلات ذات الضرر الأكبر.

الأشعة الكونية

يشار إلى أن أطقم الخطوط الجوية أكثر عرضة للأشعة الكونية التي يحجبها الغلاف الجوي عن الأشخاص الموجودين عل سطح الأرض.

ونظراً لأن شركات الطيران تربط المدن البعيدة، وتستخدم الطرق القطبية لتوفير الوقت والوقود. لذا بدأت نقابات الطيارين وخبراء الصحة في إبداء مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن التعرض للإشعاع بشكل أكبر.

خلص التقرير إلى أنه يجب مراقبة المستويات التي تؤثر على الطيارين وطاقم الطائرة عن كثب، و"ينبغي اعتبارهم عمالاً معرَّضين للخطر".

ووفقاً لـ"معهد الحماية الإشعاعية" فإن التعرُّض لهذه الأشعة الكونية أقوى بحوالي 150 مرة على ارتفاع 10 كيلومترات (6.2 ميل) فوق سطح الأرض مقارنة بمستوى سطح البحر، وهي أعلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف عند القطبين مما هي عليه عند خط الاستواء.

وجد التقرير أيضاً أن موظفي الرحلات الجوية التجارية هم ثاني أكثر فئات العمال عرضة للتعرُّض للإشعاع بعد الأشخاص الذين يصنعون الوقود النووي.

زيادة ثابتة

إن دراسة "معهد الحماية الإشعاعية" عن شركات الطيران هي جزء من تقرير سنوي نشر يوم الأربعاء الماضي عن الإشعاع في مكان العمل.

درس المعهد تعرض ما معدله 22 ألف من أفراد الأطقم الذين يعملون لدى شركات طيران لم تتم تسميتها. وبين عامي 2015 و2019، ارتفع إجمالي الجرعات التي يتعرضون لها سنوياً بمقدار 38%، وزاد متوسط الجرعات الفردية "بشكل مطرد".

قبل عام 2015، كان معظم الموظفين المائة الذين يتلقون أعلى جرعات سنوية من طاقم الطائرة، ولكن بحلول عام 2019 كان هناك انقسام متساوٍ مع الطيارين، الذين يميلون إلى التخصص في نوع واحد من الطائرات والمسارات.

ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع الطيارين الذين تلقوا جرعة سنوية تزيد على 5 ملي سيفرت (mSv) كانوا يحلِّقون بطائرات ذات جسم عريض على مسارات طويلة المدى إلى أمريكا الشمالية وآسيا. كان مضيفو ومضيفات الطيران الأكثر تعرضاً للإشعاع يعملون أيضاً على هذه الأنواع من المسارات.

يمثل مقياس 5 ملي سيفرت ربع الحد الأقصى البالغ 20 ملي سيفرت في السنة الذي تسمح به فرنسا للعمال، وهو مستوى شديد بحسب ما يراه "معهد الحماية الإشعاعية والسرية النووية".

يمكن أن تتسبب المستويات العالية من الإشعاع في إتلاف الخلايا وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في وقت لاحق من الحياة.

وجدت الدراسة الفرنسية أن 96 من أفراد الأطقم تعرضوا لما بين 5 إلى 10 ملي سيفرت في عام 2019. بينما تعادل أشعة الفحص بالتصوير المقطعي لرأس إنسان حوالي 2 ملي سيفرت.

يدعو اتحاد الطيارين الفرنسيين إلى تكنولوجيا أفضل في الطائرات لاكتشاف التوهجات الشمسية، التي تؤدي إلى إشعاع أعلى، حتى يتمكنوا من الحد من الخطر من خلال الطيران على ارتفاعات منخفضة أو تغيير المسارات.