عقار تاريخي في سنغافورة بصدد التحول لمشروع يعادل 30 ضعف مساحة البيت الأبيض

بوابة مغلقة على قطعة أرض من الغابة المهملة التي كانت سابقاً قصر استانا وودنيوك في سنغافورة
بوابة مغلقة على قطعة أرض من الغابة المهملة التي كانت سابقاً قصر استانا وودنيوك في سنغافورة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يتم تحويل قطعة أرض شاغرة مترامية الأطراف في قلب سنغافورة، والتي ألهمت موقع تصوير الفيلم الناجح "كريزي ريتش آسيانز" (Crazy Rich Asians)، إلى مشروع سكني فاخر بمليارات الدولارات، وفقاً لأشخاص على دراية بالخطط.

وأجري ممثلو ولي عهد إقليم "جوهور"، تونكو إسماعيل سلطان إبراهيم - المالك المسجل للأرض - محادثات مع السلطات المحلية للحصول على إذن لتطوير مجموعة من المنازل الراقية في منطقة الغابة بجوار الحدائق النباتية، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم.

سيكون حجم المشروع، 30 ضعف حجم البيت الأبيض، وسيكون أحد أغلى المشاريع الخاصة في المدينة لعقود، وقد يكلف ما يصل إلى 4.5 مليار دولار سنغافوري (3.3 مليار دولار)، وفقاً لتقدير شركة "سافيلس" (Savills Plc).

اقرأ أيضا: كورونا يُحوّل عقارات دبي الفاخرة ملاذاً لأثرياء العالم

وفي حال شُيّدتْ المنازل الفاخرة، على بعد مسافة قصيرة من منطقة التسوق الشهيرة في طريق "أورشارد"، فمن المرجح أن تجذب اهتمام الأثرياء في المنطقة الذين اشتروا منازل ثانية في المدينة منذ فترة طويلة، وهو اتجاه شهد تسارعا خلال الجائحة.

فضلاً عن ذلك، سجل سوق العقارات السكنية في سنغافورة 32.9 مليار دولار سنغافوري من مبيعات المنازل خلال النصف الأول، وهو أكبر صعود له منذ أكثر من عقد، وضعف المستوى المسجل في مانهاتن خلال نفس الفترة.

يذكر أن المنطقة غير المطورة حالياً مُخصصة "للاستخدام الخاص للمساحات الخضراء"، ما يعني أن التطوير لأغراض أخرى، مثل الأغراض السكنية أو التجارية، لا يزال مُقيداً.

وقال الأشخاص المطلعون إن المناقشات حول التطور العقاري المحتمل مستمرة منذ العام الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بعد. وبمجرد توقيع الطرفين على اتفاقية، ستحتاج المنطقة إلى إعادة تصنيفها قبل بدء التطوير.

اقرأ أيضا: السنغافوريون يحبّون المنازل الفاخرة المحظور على الأجانب شرائها

ورفض ممثل بيتر ليم، الذي يساعد ولي العهد في مسألة الأرض، التعليق على الموضوع، في حين قالت هيئة إعادة التطوير الحضري في سنغافورة، التي تشرف على تخطيط الأراضي في البلاد، إنها "غير قادرة على مناقشة أو الكشف عن خطط مالكي العقارات الخاصة".

سلطان جوهور

كانت قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 210,875 متراً مربعاً (2.3 مليون قدم مربع) والمملوكة لسلطان "جوهور" أكبر من ذي قبل، إلا أنها تقلصت تدريجياً مع حصول حكومة سنغافورة على الأرض لتوسيع الحدائق النباتية. وفي عام 1990، اشترت الدولة قطعة كبيرة مقابل 25 مليون دولار سنغافوري وحصلت على قطعة أخرى مساحتها 98 ألف متر مربع في عام 2009 مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

وتقع أرض "جوهور رويالز" في حديقة تايرسال السابقة، كما توجد في الداخل أطلال "إستانا وودنيوك"، وهو القصر الذي دمرته النيران والتدهور، وقد بناه الأسلاف في أواخر القرن التاسع عشر، حيث قام كيفن كوان، مؤلف كتاب "كريزي ريتش آسيانز" وفيلم هوليوود الشهير عن الثراء الفاحش لأثرياء آسيا، بتعيين منزل الأجداد المترامي الأطراف لعائلة "يونغ" الخيالية داخل الحديقة.

ومن المحتمل أن تتراوح قيمة قطعة الأرض بين 2.66 مليار دولار سنغافوري و4.5 مليار دولار سنغافوري - بناءً على التقديرات الحالية لحجم الأرض ومعايير التخطيط - بما في ذلك رسوم التطوير، وفقاً لما قاله آلان تشيونغ، المدير التنفيذي للبحوث في شركة "سافيلس" في سنغافورة. وقال "تشيونغ" إنه باستثناء الرسوم التي يدفعها المالك للحكومة، فإن القيمة الصافية للأرض لا تقل عن 600 مليون دولار سنغافوري.

اقرأ أيضا: سنغافورة.. جزيرة بَنتها الثروات تعرف عليها

تعتبر ملكية الأرض امتيازاً في سنغافورة، حيث تمتلك الحكومة حوالي 90% من البلاد. ولا يوجد سوى حوالي 2,500 من بيوت الطابق الواحد الجيدة - المصطلح المحلي للقصر – التي تقع عادة في المناطق الرئيسية. وتبلغ قيمة بعض البيوت القريبة من قطعة أرض ولي عهد جوهور ما بين 20 إلى 30 مليون دولار سنغافوري.

كما ترتبط "جوهور" بسنغافورة عبر جسر يبلغ طوله ميلاً واحداً، وهي الولاية الواقعة في أقصى جنوب ماليزيا، ولها علاقات وثيقة اقتصادياً وتاريخياً مع الجزيرة.

وتتمتع ماليزيا بنظام ملكي دستوري، حيث يتناوب على حكم العرش الوطني حكام تسع ولايات كل خمس سنوات، ويحكم "جوهور" والد ولي العهد سلطان إبراهيم سلطان إسكندر البالغ من العمر 37 عاماً.