"فانغارد" يهزم "بلاكستون" بحرب صناديق المؤشرات المتداولة

 المستشارون الماليون ومديرو الثروات هم المستثمرون النموذجيون بالصناديق المتداولة
المستشارون الماليون ومديرو الثروات هم المستثمرون النموذجيون بالصناديق المتداولة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هناك بطل جديد في معركة اعتلاء قمة صناعة صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة الأمريكية، والتي تبلغ قيمتها 5.3 تريليون دولار. في حين تقلّصت حصة أحد منافسيه من السوق إلى مستوى قياسي منخفض.

البطل الجديد هو "فانغارد"، الذي تغلّب على "بلاك روك" في استقطاب التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة لأول مرة منذ 2013، بتحقيقه لرقم قياسي من حيث التدفقات بلغ 194 مليار دولار حتى الآن من 2020، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. في حين استقطب أكبر مدير للأصول في العالم "بلاك روك" 113 مليار دولار. بينما احتلّ "ستايت ستريت" المرتبة الثالثة بفارق كبير، حيث بلغت قيمة أصوله 32 مليار دولار، ويُتوقع أن تنخفض حصته للعام الخامس على التوالي، بعد خروج 29 مليار دولار من صندوقه SPDR S&P 500K، المعروف بـSPY، والذي يُعدُّ جوهرة تاج صناديقه.

شعبية الكبيرين

في عام كورونا، الذي شهد موجات صدمة متتالية عبر الأسواق المالية العالمية، تفوقت "فانغارد" و"بلاك روك" على منافسيها في جذب الأموال لصناديقها المتداولة في البورصة. حصل مديرا الأصول على دعم إضافي بسبب شعبيتهما بين المستشارين الماليين ووجودهما في محافظ نموذجية تحزم الصناديق ضمن استراتيجيات جاهزة. بينما لم تشهد "ستايت ستريت" المستوى نفسه من النجاح نظراً لارتفاع رسومها نسبياً في عدد من صناديقها الكبرى، على حد قول تود روزنبلوث من "سي إف آر إيه ريسيرش".

ورغم أن صندوق SPY من بين أكثر المنتجات ربحية، إلا أن خروج الأموال بقوة منه يعود إلى حدٍّ ما لمعدل نفقاته البالغ 0.095%، بينما تبلغ رسوم كل من صندوق Ishares Core، التابع لـ"بلاك روك"والبالغة قيمته 234 مليار دولار، وصندوق "فانغارد"، البالغة قيمته 174 مليرا دولار، 0.03% فقط.

ويشير روزنبلوث إلى أنه "مع انضمام المزيد من مستثمري التجزئة وإدارة الثروات إلى سوق صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة، فقدت "ستايت ستريت" جزءاً كبيراً من تلك التدفقات.. لقد تأخروا في خفض أسعار المنتجات التي تُستخدم كحجر الأساس لمحافظ المستثمرين".

لكن التدفقات وحدها لا تروي القصة الكاملة لصندوق "ستايت ستريت" هذا العام، بحسب مات بارتوليني، رئيس "إس بي دي آر أمريكاز ريسيرش". إذ يُعدُّ SPY أكثر الصناديق المتداولة نشاطاً، وتعزز هذا الوضع عام 2020.

ويضيف بارتوليني: "لقد شهدنا زيادة كبيرة في حجم التداول خلال العام، خاصة في فترات التقلبات، حيث انجذب المستثمرون إلى صناديق المؤشرات المتداولة عندما كانوا بأمس الحاجة إلى السيولة".

باقي اللاعبين

كان الطلب المتزايد على المنتجات ذات الرافعة المالية والمتخصصة من المعالم البارزة الأخرى لهذا العام. وأصبح صندوق "آرك أنوفيشين" (ARKK)، التابع لـ "كاثي وود"، أكبر صندوق مُدار بشكل نشط، مسجلاً تدفقات سنوية بلغت 18.8 مليار دولار حتى تاريخه. كما ارتفعت مراتب جهات إصدار أصغر مثل "بروشيرز" و"فيرست ترست"و"ديريكسيون".

وترى جيليان ديلسينور، مديرة شركة "لايكفرونت" الاستشارية أنه "من المؤكد أننا لا نزال نرى الابتكار قادماً من جهات إصدار أصغر، حيث لدينا هذه التجمعات العنقودية ضمن الصناعة والتي تكاد تلحق بأعقاب أكبر المصدرين".

تعززت التدفقات إلى "فانغارد" من خلال تحول بعض عملاء الصناديق المشتركة إلى أسهم صناديق المؤشرات المتداولة ذات الكلفة المنخفضة، وبلغ مجموع هذه التعاملات 37 مليار دولار حتى نهاية نوفمبر، وفقاً لمتحدث باسم "فانغارد".

وتدل التدفقات الثابتة إلى تلك الصناديق على روح الشراء والاحتفاظ لدى مستثمر "فانغارد" النموذجي، وهم المستشارون الماليون ومديرو الثروات، وفقاً لـ سكوت كرونرت من سيتي غروب. ويضيف: رغم أن "بلاك روك" تحظى بشعبية بين مجموعة المستثمرين هذه أيضاً، إلا أن صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بها - والتي تميل لأن تكون عالية السيولة - غالباً ما تُستخدم كأدوات تداول.

وتلفت متحدثة باسم شركة بلاك روك إلى أنه "عندما أراد المستثمرون الوصول بسهولة ويسر إلى فرص السوق في أي مكان في العالم، لجأوا إلى صندوقنا iShares". فقد أثبت هذا الصندوق مراراً تعدد استخداماته ومرونته هذا العام".

الفجوة ستتسع؟

بالنسبة للعديد من المحللين، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الفجوة بين أكبر صندوقيْ مؤشرات متداولة في الأسواق المالية (فانغارد وبلاكستون) وبقية المجموعة ستستمر في الاتساع عام 2021. وأفادت بلومبرغ نيوز في وقت سابق من هذا الشهر أن "ستايت ستريت" كانت تستكشف خيارات لأعمال إدارة الأصول الخاصة بها، بما في ذلك الاندماج مع منافس، لتكبر حجماً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ورفض ممثل "ستايت ستريت" التعليق على المقال.

ويَعتبر تود روزنبلوث روزنبلوث أن "السوق تكبر وستحصل "ستايت ستريت" على حصة منها. يمكن أن يكون ذلك جذاباً لمزود أصغر للصناديق المتداولة أو شركة من خارج القطاع تتطلع لدخول سوق صناديق المؤشرات المتداولة في الأسواق المالية".