بعد تخفيف قيود السفر.. شركات الطيران تضيف رحلات شتوية بين أوروبا وأمريكا

طائرة من شركة "بريتش إيرويز" تقلع من مطار "لندن سيتي"
طائرة من شركة "بريتش إيرويز" تقلع من مطار "لندن سيتي" المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحاول شركات الطيران الاستفادة من قيود السفر المخفَّفة بإضافة حذرة للسعة بين الولايات المتحدة وأوروبا دون الإفراط في التوسُّع أثناء الشهور الموسمية البطيئة.

من المتوقَّع أن يقفز عدد الرحلات الجوية من أوروبا الغربية إلى أمريكا الشمالية بنسبة 7.5% بين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر بعد رفع الحظر الأمريكي عن الزيارات من معظم الدول الأوروبية، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إن إي إف". وستصل حركة المرور إلى ذروتها في أواخر ديسمبر.

اقرأ أيضاً: مطلع نوفمبر .. الولايات المتحدة تفتح حدودها أمام جميع المسافرين الملقحين

تعديل جداول الرحلات

في حين وضعت الناقلات الجوية الأوروبية جداول زمنية مستقبلية طوال جائحة كورونا؛ إلا أنَّها فعلت ذلك لدعم أعمالها عند فشل الطلب، وفقاً لـ ’ديفيد دوهرتي’، المحلِّل لدى "بلومبرغ إن إي إف".

وشهد القطاع "عدداً أقل بكثير من الإلغاءات في الأسابيع الأخيرة، مما يُبين أنَّ ثقة شركات الطيران تتزايد في عوامل الحمولة،"على حدِّ قول دوهرتي.

تستأثر الدول الأكثر برودة مثل بريطانيا وألمانيا بحصة الأسد في أيِّ تعثُّر شتوي، في الوقت الذي تقوم فيه شركات الطيران بتقليل الجداول الصيفية بين الولايات المتحدة والدول الأكثر دفئاً.

كما سترتفع القدرة الاستيعابية من الولايات المتحدة إلى بريطانيا بنسبة 79% بين سبتمبر وديسمبر، بناءً على الجداول الزمنية الحالية، وفقاً لمتتبِّع الرحلات "أو إيه جي".

وستزيد السعة إلى ألمانيا بنسبة 21%، في حين تنخفض المقاعد المعروضة إلى إسبانيا وإيطاليا. تتوقَّع "أو إيه جي" قطع بعض الرحلات إلى بريطانيا وألمانيا مع قيام الناقلات الجوية بتعديل جداولها.

اقرأ أيضاً:ديون شركات الطيران تبلغ 340 مليار دولار مع خنق كورونا قطاع السفر

رفع قيود السفر

ارتفعت أسهم شركات الطيران بعد قرار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بخصوص السماح بدخول جميع الزائرين المُلقَّحين ضد كوفيد-19، رافعةً بذلك القيود المفروضة على معظم المسافرين الأوروبيين منذ مارس 2020.

اقرأ أيضاً: أسهم الطيران المُنهارة تستعد للتحليق احتفاءً بتخفيف قيود السفر

أثَّرت القيود بشدَّة على الناقلات الجوية الأوروبية الضخمة، لا سيَّما "دويتشه لوفتهانزا"، و"بريتش إيرويز"، إذ تعتمدان بشكل كبير على ممر شمال الأطلسي، الذي يعدُّ الجزء الأكثر تحقيقاً للربحية في سوق الطيران العالمي.

بالمقابل، ساعدت العمليات المحلية الكبيرة التابعة لنظرائهم الأمريكيين، "يونايتد إيرلاينز هولدينغز إنك"، و"دلتا إيرلاينز إنك"، في صمودها بشكل أفضل أثناء الوباء.

الطلب الألماني

قالت "لوفتهانزا" أمس الثلاثاء، إنَّ الطلب على بعض مسارات الرحلات إلى الولايات المتحدة وصل إلى مستويات ما قبل الأزمة، في الوقت الذي تجاوزت فيه مبيعات المقاعد المميَّزة على رحلات فلوريدا ونيويورك مستويات ذلك العام.

وأضافت مجموعة الطيران الألمانية، التي تمتلك الشركات الوطنية السابقة لكلٍّ من سويسرا، والنمسا، وبلجيكا، أنَّها مستعدِّة لزيادة السعة خلال فترة قصيرة.

كما أعلنت "بريتش إيرويز" عن قفزة في عمليات البحث عن الرحلات بعد القرار الأمريكي، لكنَّها لم تُعلِّق على المبيعات. وكان مسار رحلة الشركة من مطار هيثرو في لندن إلى مطار جون إف. كينيدي بنيويورك يحقِّق عائدات سنوية تفوق مليار دولار قبل تفشي الوباء.

التركيز على الوجهات الترفيهية

وقال هيو أيتكين، نائب رئيس الرحلات في "سكاي سكانير دوت نت"، إنَّ آفاق الحجوزات الأوروبية ما تزال غير كافية، ويُركِّز الطلب على الوجهات الترفيهية، وخصوصاً في شهر ديسمبر.

وأضاف: "وفقاً لتحليلنا؛ تشهد نيويورك الطلب الأكبر، تليها المدن من أمثال ميامي، والوجهات الترفيهية الأخرى مثل أورلاندو، ولوس أنجيلوس، وسان فرانسيسكو".

أما جون غرانت؛ كبير المحللين لدى "أو إيه جي"، فيُرجح أن يكون الشتاء تحدياً بالنسبة لشركات الطيران.

"وفي حين تقوم الناقلات الجوية عادة في ذلك الفصل بتغيير السعة، ورفعها بنسبة 10%، إلا أنَّ الطلب قد لا يتحرَّك كثيراً في وقت واحد، وهذا سيجعلها تعيش في حالة من التخمين"، بحسب ما قاله غرانت.

وقال: "عليك أن تثبت لمساهميك أنَّك تستعد لتوليد السيولة من ناحية، وفي الوقت نفسه، أنت لا ترغب في إضافة الكثير من السعة التي تفوتك في الرحلات المربحة".