تفاقم أوجاع سندات الخزانة الأمريكية في أشد السنوات اضطراباً منذ 2013

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة. تراجع مؤشر بلومبرغ لسندات الخزانة الأمريكية بنسبة 2.2% خلال العام الجاري، ليكون في طريقه نحو تسجيل أول خسارة سنوية منذ عام 2013
مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة. تراجع مؤشر بلومبرغ لسندات الخزانة الأمريكية بنسبة 2.2% خلال العام الجاري، ليكون في طريقه نحو تسجيل أول خسارة سنوية منذ عام 2013 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبذل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أقصى ما بوسعه لتفادي اضطراب الأسواق على إثر تخفيف مشتريات السندات كما حدث في عام 2013. ومن سخرية القدر بالنسبة لمستثمري سندات الخزانة أن عام 2021 ربما يكون أسوأ حالاً مما كان عليه الوضع منذ ثماني سنوات ماضية.

أسفرت أحدث موجة تراجع للسندات - ناجمة عن التغير الملحوظ في تلميحات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إزاء مسار سياسته النقدية - عن تراجع مؤشر بلومبرغ لسندات الخزانة الأمريكية بنسبة 2.2% خلال العام الجاري، ليكون في طريقه نحو تسجيل أول خسارة سنوية منذ عام 2013، عندما هبط حينها بنسبة 2.8%.

خطة "الفيدرالي" تضع سندات الخزانة الأمريكية في خطر

يستعد المستثمرون والخبراء الاستراتيجيون في مؤسسات مثل "سوستيه جنرال" و"يو بي إس غروب" لتقبل المزيد من الخسائر خلال الربع الحالي في ظل صعود المؤشرات الرئيسية لمعدل التضخم وبداية تراجع معدلات الإصابة بفيروس كورونا. ربما تتزايد موثوقية هذا الرأي فقط عند إصدار بيانات الوظائف الشهرية خلال الأسبوع القادم، والتي تشير التوقعات إلى أنها ستظهر نمو معدلات التوظيف خلال شهر سبتمبر الماضي.

قالت ليزلي فالكونيو، رئيسة قسم تخصيص الأصول ذات الدخل الثابت في "يو بي إس فاينانشال سيرفيس: "قد لا تصعد العوائد بحدة، ولكنها قد ترتفع". وتابعت: "نتوقع تعافي طلب المستهلكين من كبوته" خلال الأشهر الماضية القليلة، في الوقت الذي تباطأ فيه الزخم الاقتصادي جراء تجدد تفشي فيروس كورونا.

مصير العوائد

ستشهد عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفاعات تصل إلى نسبة 1.75% بحلول نهاية العام الجاري، لتكون قريبة من مستويات ذروتها خلال عام 2021، وذلك وفقاً لتوقعات فالكونيو. وبلغ مستوى العائد نحو 1.57% خلال الأسبوع الماضي - وهو المعدل الأعلى منذ شهر يونيو الماضي – ما أدى إلى حد المشترين من تعاملاتهم.

بدأت أسواق السندات العالمية في التراجع الشهر الماضي، بعد مرور عدة شهور من الأداء الثابت بعد أن صدرت إشارات من بنوك مركزية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تدلل على الاتجاه نحو خفض برامج التحفيز الخاصة بعصر وباء فيروس كورونا لتجنب الوقوع في التضخم.

مستثمرو السندات يترقبون اجتماع الفيدرالي وسط توقعات بارتفاع العائد

عزز المضاربون من رهاناتهم على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيشرع في زيادة أسعار الفائدة الأساسية بنهاية العام القادم على أن يكون قد رفعها ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2023 تقريباً. وأبقت أزمة نقص الكهرباء عبر أنحاء أوروبا والصين مستثمري السندات في حالة توتر.

يوجد قدر كبيرة من القوى التي يمكن أن تقلص حدوث مزيد من التراجع. نشب نزاع بين المشرعين الأمريكيين إزاء رفع سقف الديون الأمريكية المسموح به، لتتبقى لدى الحكومة أسابيع قليلة قبيل حدوث تخلف محتمل عن السداد، وذلك بحسب تقديرات وزارة الخزانة الأمريكية. وفي هذه الأثناء، يتراجع النمو في الصين وسط تباطؤ السوق العقارية ونقص الكهرباء.

"سيتي غروب" يوصي ببيع سندات الخزانة الأمريكية مع التحوّط والرهان ضد اليوان

لكن حتى الآن، لا يبدو أن المستثمرين الدوليين يهرعون إلى تنفيذ عمليات شراء ضخمة، وهو نمط تحرك حد من تراجع سندات الخزانة في الماضي.

يتوقع السوق أنه من غير المحتمل تكرار ما حدث قبل ثماني سنوات، وذلك عندما ساهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ذلك الوقت بن برنانكي في رفع العوائد بعد أن ألمح إلى أن البنك المركزي الأمريكي يمكن أن يبدأ تقليل برنامج مشتريات الأصول. خلال تلك الأحداث، قفزت عائدات السندات لأجل 10 سنوات بما فاق 100 نقطة أساس على مدى أربعة شهور.

مفترق طرق الوظائف

تتجه أنظار المضاربين حالياً إلى تقرير سوق العمل الخاص بشهر سبتمبر الماضي سعياً للعثور على محفز محتمل قادم بهدف تحقيق مستويات أعلى من العائد.

مع تهيئة مجلس الاحتياطي الفيدرالي شهر نوفمبر لإعلان مرتقب عن خطته للحد من مشترياته من الأصول، ربما يدعم تقرير الوظائف ليوم الجمعة وجهة النظر هذه من خلال إصدار إشارات حديثة تدلل على توسع قوة الأداء الاقتصادي. بلغ متوسط تقديرات المحللين الذين شملهم استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ 470 ألف وظيفة خلال شهر سبتمبر الماضي، وهو ما يصل إلى ضعف عدد الشهر السابق.

استطلاع: "الفيدرالي الأمريكي" قد يُعلن خفض شراء السندات في نوفمبر المقبل

يميل المستثمرون باتجاه حدوث تراجع طويل الأجل. كشف استطلاع للرأي لـ "جيه بي مورغان تشيس آند كو" عن تخفيض 25% من صافي عملائها استثماراتهم في سندات الخزانة، وذلك يوم الاثنين الماضي، وهو أكبر معدل يتحقق منذ مطلع شهر سبتمبر المنصرم.

من جهته، قال سوبادرا راجابا، رئيس قسم استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في "سوسيتيه جنرال"، الذي يتوقع نمو عائدات السندات لأجل 10 سنوات إلى 1.7% مع نهاية العام الحالي: "إذا توصلنا لرأي يحظى بالإجماع، فإننا نتوقع وجود إمكانية لصعود العائدات كمحصلة نهائية".

ما يجب متابعته:

عوائد سندات الخزينة

الروزنامة الاقتصادية

  • 4 أكتوبر: تقرير طلبات التصنيع. طلبات السلع المعمرة وطلبات السلع الرأسمالية.
  • 5 أكتوبر: تقرير الميزان التجاري ومؤشر خدمات أسعار المستهلك بالولايات المتحدة الصادر عن شركة "ماركيت" ومؤشر خدمات معهد إدارة الإمدادات.
  • 6 أكتوبر: تقرير طلبات الرهون العقارية الصادر عن رابط مصرفي الرهون العقارية. تقرير التوظيف لشركة "أتوماتيك داتا بروسيس" (ADP).
  • 7 أكتوبر: تقرير تسريح الموظفين لشركة "تشالنجر"، وطلبات إعانات البطالة للعاطلين عن العمل، ومؤشر لانغر لراحة المستهلك، ومؤشر ائتمان المستهلك.
  • 8 أكتوبر: تقرير الوظائف الجديدة غير الزراعية، وتقرير مخزونات شركات الجملة.

روزنامة الاحتياطي الفيدرالي

  • 4 أكتوبر: جيمس بولارد عضو مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس.
  • 5 أكتوبر: راندل كوارلز نائب رئيس الإشراف على بنك الاحتياطي الفيدرالي.
  • 7 أكتوبر: لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند.

روزنامة المزادات

  • 4 أكتوبر: سندات فئة استحقاق 13 و26 أسبوعاً.
  • 5 أكتوبر: سندات فئة استحقاق 52 أسبوعاً.
  • 7 أكتوبر: سندات فئة استحقاق 4 و8 أسابيع.