شركة ناشئة تقلّص أسبوع العمل إلى 3 أيام بهدف جذب المواهب

المصدر: شركة "سلايس"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بسبب نقص عدد المواهب التقنية؛ تقدِّم الشركات في الهند بعض حوافز العمل، مثل وقت العطلات الأطول، بالإضافة إلى إجازة أبوية للجنسين، وذلك في ظلِّ تنافسها لجذب الخريجين والمحترفين للعمل لديها. وقد قامت إحدى الشركات الناشئة في بنغالور باللجوء إلى حل أكثر إثارة، وهو: اقتصار أسبوع العمل على 3 أيام فقط.

توفِّر شركة التكنولوجيا المالية "سلايس" (Slice) للموظفين الجدد أسبوع عمل لمدة ثلاثة أيام، وبراتب يعادل 80٪ من سعر السوق السائد. وقال راجان باجاج، مؤسس الشركة، إنَّ هذا النهج يحقق المنفعة للجميع، ويمنح الموظفين حرية متابعة شغفهم أو اهتماماتهم الأخرى -أو الوظائف المختلفة- مع الاستمرار في تأمين رواتب ثابتة ومزايا جيدة من شركة "سلايس".

اقرأ أيضاً: 70 % من الشركات حول العالم ترغب في التوظيف لكنها لا تجد كوادر

قال باجاج، البالغ من العمر 28 عاماً، في مقابلة هاتفية: "هذا هو مستقبل العمل". وأضاف: "الناس لا يريدون أن يكونوا مقيدين بوظيفة."

أزمة مواهب

يضخُّ المستثمرون العالميون مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الناشئة في الهند، مما يضغط على روَّاد الأعمال لزيادة فرق العمل. تلا ذلك ظهور أزمة هائلة في المواهب، مع تنافس متعهدي تكنولوجيا المعلومات، وعمالقة وادي السيليكون، وتجار التجزئة حول العالم، ومراكز التكنولوجيا التابعة لبنوك "وول ستريت"، على اقتناص المواهب الهندسية والإنتاجية، جنباً إلى جنب مع المئات من الشركات الناشئة سريعة النمو.

تراهن "سلايس" على أنَّ نهجها سيتفوَّق في المنافسة. تضمُّ الشركة 450 موظفاً، وتريد توظيف 1000 مهندس، بالإضافة إلى مديري منتجات في السنوات الثلاث المقبلة.

قال باجاج: "هذا يجمع بين أفضل ما في العالمين". وأضاف: "يمكن للعمال الحصول على رواتب ومزايا كاملة من خلال العمل لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، مع قضاء باقي وقتهم في السعي وراء حلم تأسيس شركة ناشئة، أو البحث عن مؤسس مشارك، أو السعي وراء شغف آخر غير مرتبط بالعمل."

الإنتاجية وساعات العمل

كان التوجه نحو تقصير أسابيع العمل جارياً منذ قرن على الأقل حتى الآن. وفي عام 1926؛ تبنَّى هنري فورد أسبوع عمل مدَّته 5 أيام بدلاً من 6 أيام، وبعد أن أظهرت التجارب أنَّ الإنتاجية لن تتأثَّر بسبب ذلك. قامت الشركات والبلدان بتجربة أسابيع عمل من 4 أيام لسنوات عدة، لكن لم يتم تبنيها على نطاق واسع.

يشير أنصار أسابيع العمل الأقصر الآن، إلى أنَّ الدراسات تظهر زيادة في إنتاجية الموظفين ورفاهيتهم، مما يدفع دولاً مثل إيرلندا وأيسلندا إلى خوض تلك التجربة. وقد جربت شركة "أمازون" التكنولوجية العملاقة تطبيق أسبوع عمل مدته 4 أيام لموظفين مختارين في عام 2018، وحتى الصين تحاول تقليص ساعات العمل المفرطة.

تضاعف الأجور

مثلما هو الحال في وادي السيليكون، تسبَّبت الثقافة التي تركِّز على العمل في قطاع الشركات الناشئة الهندية في إحباط بعض المهندسين، في حين يستفيد بعضهم من الفرصة بأقصى قدر ممكن. وقال باجاج، إنَّ رواتب المهندسين تضاعفت 3 مرات في السنوات الثلاث الماضية، كما تشيع حروب الأجور، ومن المعروف أنَّ العمال يخدعون الشركات الناشئة بعد جولات متعددة من مفاوضات الأجور. ويمزح مؤسسو الشركات على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الإعلانات في تطبيقات المواعدة، وتوصيل الطعام لجذب العمال.

ازدهار معدلات التوظيف هذا هو ما جعل بهافيش أغاروال، مؤسس شركة "أولا" (Ola) العملاقة لخدمات النقل، وشركة السيارات الكهربائية الناشئة "أولا إلكتريك موبيليتي برايفت" (Ola Electric Mobility Pvt.) يغرد بشبه دعابة قائلاً: "أفكِّر في الاستعانة بمصادر خارجية أرخص للعمل، مثل منطقة خليج سان فرانسيسكو".

مبادرات أخرى

جنباً إلى جنب مع تدفق رأس المال؛ تنفق الشركات الناشئة أيضاً على مبادرات أخرى لجذب المهندسين والمصمِّمين. وأعلنت منصة التجارة الاجتماعية "ميشو" (Meesho) عن تقديم إجازة على مستوى الشركة لمدة 10 أيام في نوفمبر، حتى يتمكَّن العمال من استعادة نشاطهم وتجديد شبابهم. ووفَّرت شركة "بهارات بي"

(BharatPe) الناشئة للتكنولوجيا المالية مجموعة متنوعة من المزايا، مثل: دراجات "بي إم دابليو"، وأجهزة صغيرة، والـ"كريكيت" في دبي.

بدأت "سلايس" في تقديم خيار العمل لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، يوم الإثنين، وتراهن الشركة على أنَّ توقيت الإعلان مثالي، إذ يستعد ملايين المهندسين للعودة إلى العمل الشخصي، بعد ما يقرب من عامين من التقيد بالعمل من المنزل.

تتخصَّص الشركة الناشئة، التي تأسست في عام 2016، في تقديم بطاقات الائتمان للشباب في الهند. وتمَّ إطلاق بطاقتها الفعلية عام 2019 مع ترويج الشركة لاحتياج عمليات الاشتراك إلى أقل من دقيقة واحدة فقط، وميزة استرداد لجزء من النقود، وخيارات الدفع المتعددة. وأصدرت "سلايس" 110 آلاف بطاقة الشهر الماضي، مما يجعلها واحدة من أفضل مزوِّدي البطاقات في البلاد. ومن بين الداعمين لها شركة: "غانوسي كابيتال" (Gunosy Capital) اليابانية، وشركة " بلوم فينتشرز" (Blume Ventures) الهندية.

سيشكِّل الموظفون الجدد فرقاً صغيرة، ويعملون على الإصدارات الأحدث من العملات المشفَّرة، أو منتجات "اشترِ الآن وادفع لاحقاً". وقال باجاج، إنَّ الموظفين الحاليين مؤهلون للبرنامج "بشرط أن يكونوا مناسبين للحصول عليه".

واختتم قائلاً: "يسمح لنا نظام أسبوع العمل لمدة ثلاثة أيام بتوظيف فئة معينة من المواهب، لأنَّ هذه الميزة لا تقدِّمها شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل: (غوغل) و(أمازون)".