"أبل" تطور تكنولوجيا تسمح بتحكم "أيفون" في تكييف ومقاعد السيارات

توفر "أبل" بعض خدمات التحكم في السيارات عبر "كار بلاي" وتسعى إلى التوسع في تقديم مزايا جديدة يمكنها قراءة وتعديل درجة الحرارة والتحكم في المقاعد وأنظمة الصوت
توفر "أبل" بعض خدمات التحكم في السيارات عبر "كار بلاي" وتسعى إلى التوسع في تقديم مزايا جديدة يمكنها قراءة وتعديل درجة الحرارة والتحكم في المقاعد وأنظمة الصوت المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلع شركة "أبل"، التي يستخدم الملايين من سائقي السيارات واجهتها "كار بلاي" للتحكم في الموسيقى والحصول على الاتجاهات وإجراء المكالمات الهاتفية، إلى توسيع سيطرتها داخل السيارات.

وتعمل الشركة على تكنولوجيا من شأنها الوصول إلى وظائف مثل نظام التحكم في درجة التكييف وعداد السرعة والراديو والمقاعد، وفقاً لأشخاص على دراية بهذه الجهود.

ولا تزال المبادرة المعروفة داخلياً باسم "أيرون هارت" في مراحلها الأولى، وستتطلب تعاوناً من شركات صناعة السيارات.

وتؤكد هذه الجهود فكرة أن السيارات يمكن أن تكون مصدر ربح كبيراً لعملاق التكنولوجيا حتى دون بيع السيارات نفسها.

الموسيقى.. القطاع الذي ترى فيه "أبل" مستقبل البث المباشر

"كار بلاي"

وبينما واجهت خطط صناعة سيارة "أبل" عقبات، بما في ذلك انشقاق كبار المسؤولين التنفيذيين العام الجاري، استمرت الشركة في تحقيق تقدم مع "كار بلاي" الذي يتيح للعملاء ربط أجهزة "أيفون" الخاصة بهم بالسيارة للتعامل مع ما يسمى بخاصيات المعلومات والترفيه، وبعد سبع سنوات من إطلاقه يستخدمه حالياً معظم شركات صناعة السيارات الكبرى.

ومن شأن "أيرون هارت" أن يدفع "كار بلاي" خطوة إلى الأمام، ويمكن للنظام القائم على "أيفون" الوصول إلى مجموعة من عناصر التحكم وأجهزة الاستشعار والإعدادات، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرّية المشروع.

تصدّع في اقتصاد متجر "أبل"

وتتضمن عناصر التحكم الجديدة:

  • قراءات درجة الحرارة والرطوبة الداخلية والخارجية.
  • مناطق درجات الحرارة والمراوح وأنظمة إزالة الجليد.
  • إعدادات ضبط مكبرات الصوت، وأنظمة معادلات الصوت، ومكبرات الصوت الفرعية، ومضخم الصوت، وأنظمة توازن الصوت بين السماعات الأمامية والخلفية أو توازن الصوت في السماعتين الأماميتين.
  • المقاعد ومساند الذراعين.
  • مجموعات عداد السرعة ومقياس سرعة الدوران ومؤشر الوقود.

"أيرون هارت"

ورفض متحدث باسم شركة "أبل" التعليق على خطط السيارات الخاصة بالشركة الواقعة في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا.

من خلال الوصول إلى عناصر التحكم والأدوات، يمكن لشركة "أبل" تحويل "كار بلاي" إلى واجهة يمكن أن تتحكم في السيارة بأكملها تقريباً، ويمكن أيضاً استخدام البيانات بواسطة "أبل" أو أطراف ثالثة لإنشاء أنواع جديدة من التطبيقات أو إضافة خاصيات إلى الوظائف الحالية.

واشتكى بعض مستخدمي "أبل" من الحاجة إلى التنقل بين "كار بلاي" والنظام المدمج في السيارة لإدارة عناصر التحكم في المفاتيح، لكن هذه المبادرة من شأنها أن تخفف من هذا الارتباك.

"أبل" تسارع لحظر برنامج تجسس إسرائيلي ينشط دون موافقة المستخدم

وسيكون هذا الجهد مشابهاً لنهج "أبل" في الصحة وتكنولوجيا المنزل، إذ تقدم الشركة تطبيقاً على "أيفون" يمكنه الوصول إلى البيانات وتجميعها من الأجهزة الصحية الخارجية باستخدام بروتوكول "هيلث كيت" الخاص بها، وفي الوقت نفسه يستخدم تطبيق "هوم" نظام "هوم كيت" من "أبل" للتحكم في الأجهزة الذكية، بما في ذلك منظمات الحرارة وكاميرات الأمان وأقفال الأبواب.

ويمثل "أيرون هارت" أقوى اقتحام من شركة "أبل" لمجال السيارات منذ إطلاق "كار بلاي" في عام 2014، لكنه قد لا يلقى نجاحاً بين شركات صناعة السيارات التي قد تتردد في تسليم السيطرة على الخاصيات الرئيسية لشركة "أبل".

وبينما يتوفر "كار بلاي" حالياً في أكثر من 600 طراز من السيارات، كانت مبادرات "أبل" الأخرى التي أُطلقت في السنوات الماضية أبطأ في جذب انتباه شركات صناعة السيارات.

مزايا متنوعة

في عام 2015 بدأت "أبل" تسمح لشركات صناعة السيارات ببناء خاصيات أطراف ثالثة في "كار بلاي"، يمكنها الوصول إلى راديو السيارة ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة التحكم في الجو.

وفي عام 2019 بدأت "أبل" في دعم تشغيل "كار بلاي" على شاشات السيارات الثانوية مثل مجموعات الأدوات الرقمية، وبعد مرور عام أعلنت عن ميزة "كار كي"، وهي ميزة لإلغاء قفل السيارة باستخدام "أيفون" أو "أبل ووتش"، وتوجيه السيارات الكهربائية، وهي قدرة في "أيفون" على الاستشعار عند توصيله بمركبة كهربائية، تجعله يوفر معلومات عن أماكن الشحن في تطبيق الخرائط.

لكن أغلب شركات صناعة السيارات امتنع عن إضافة هذه التحسينات، ولا توجد تطبيقات التحكم في الجو والراديو إلا في عدد قليل من السيارات، ولا تتوفر ميزة توجيه المركبات الكهربائية في أي مركبات يجري شحنها حالياً. وتوسيع عرض "كار بلاي" على الشاشات مدعوم فقط من قِبل عدد قليل من العلامات التجارية، مثل "بي إم دبليو" و"فولكس واجن"، أما خاصية "كار كي" فموجودة فقط في بعض سيارات "بي إم دبليو".

ولبعض الوقت، سمحت "أبل" أيضاً لمساعدها الصوتي "سيري" بالوصول إلى ميزات معينة في السيارة، ما يسمح لها بتغيير مصادر الصوت ومحطات الراديو، وتحريك المقاعد، وتشغيل إعدادات الجو.

لكن تلك الميزات، التي اعتمدت على دعم التطبيقات من شركات صناعة السيارات، أُزيلت في نظام "آي أو إس 15"، أحدث إصدار من نظام تشغيل "أيفون"، وفقاً لرسالة أُرسلت إلى المطورين في يوليو، ويمكن لشركة "أبل" في نهاية المطاف أن تؤجل أو حتى تُلغي ميزات "أيرون هارت" إذا ثبت أنها غير واعدة بما يكفي.

"أبل" مُتهَمة بانتهاك "سيري" لخصوصية المستخدمين

شركات السيارات تطورها برامجها الذاتية

وتجاهل تماماً بعض الشركات المصنعة، بما في ذلك "تسلا"، مبادرات السيارات التي تطلقها "أبل" و"غوغل"، واختاروا بناء أنظمة المعلومات والترفيه الخاصة بهم من الجيل التالي. وتتطلع شركة "فورد موتور" إلى برامج أكثر طموحاً أيضاً، ووظفت مؤخراً دوغ فيلد، كبير المهندسين السابق في "تسلا"، ورئيس مشروع السيارات الخاص بـ"أبل"، للعمل على التكنولوجيا الداخلية للسيارات.

ومع ذلك، تخاطر شركات صناعة السيارات بإثارة حنق عشاق "أيفون" من خلال التركيز على أنظمتها غير المتوافقة، وقد يضغط ذلك في النهاية على مزيد من شركات السيارات لتبني تكنولوجيا "أبل".

وقد يختارون أيضاً تطبيق الخاصيات بطرق مختلفة وفقاً للسيارة، مثل أن تتحكم "أبل" في بعض المركبات في أدوات التحكم في الجو، أمّا في البعض الآخر فقد تتوفر فقط إمكانية الوصول إلى مكبرات الصوت.

سيارة "أبل"

بالنسبة إلى "أبل"، يمكن أن يوفر المشروع رؤى مفيدة لجهود بناء سيارة ذاتية القيادة، ومع ذلك فإن الشركة لن تجمع بيانات المستخدم أو السيارة كجزء من المبادرة.

وبعد مغادرة فيلد، عيّنت الشركة كيفن لينش، رئيس برامج "أبل ووتش" و"هيلث"، رئيساً لمشروع السيارات، ومن المحتمل أن يستغرق ظهور سيارة فعلية على أرض الواقع سنوات -إذا حدث ذلك في الأساس- لكن لدى "أبل" عديد من نواب رؤساء "تسلا" السابقين والمدير التنفيذي السابق للسيارات الكهربائية في "بي إم دبليو"، أولريش كرانز، وجميعهم يعملون على المشروع.

وقد يؤدي اكتساب موطئ قدم أقوى في السيارات إلى إبقاء "أيفون" مترسخاً في حياة العملاء اليومية، وفي كل مرة يتعامل فيها الجهاز مع مزيد من المهام -مثل استخدام سيارة، أو دفع ثمن البقالة، أو إظهار هوية، أو فتح باب المنزل- فإنه يعطي المستهلكين سبباً آخر للبقاء كمستخدمين لهاتف "أيفون".

ثم من المرجح أن يقوموا بالترقية إلى الطرازات الأحدث والابتعاد عن الهواتف المنافسة، لكن حتى مع دخول "أبل" مجالات جديدة، لا يزال "أيفون" هو أكبر مصدر ربح للشركة، إذ شكل نحو نصف المبيعات، أو ما يقرب من 138 مليار دولار العام الماضي.