مع اقتراب موسم نتائج الأعمال.. إلى أي مدى ستستمر صحوة أسهم البنوك الأمريكية؟

متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كانت أسهم البنوك من أفضل القطاعات أداء على مدار العام الحالي، ومع بدء الإعلان عن نتائج أعمال الربع الثالث يوم الأربعاء؛ يتوقَّع المحلِّلون أن تواصل أسهم القطاعات أداءها القوي. و يبقى السؤال؛ إلى أيِّ مدى سيستمر الإقبال على تلك الأسهم؟

ارتفع مؤشر "كيه بي دبليو" (KBW) للبنوك بنسبة 40% تقريباً في عام 2021، أي أكثر من ضعف مكاسب مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقاً البالغة 17%، مع مواصلة المستثمرين شراء أسهم البنوك وسط تزايد التوقُّعات بأن يدفع الانتعاش الاقتصادي الأمريكي الاحتياطي الفيدرالي لتقليص برنامج شراء الأصول الهائل، والبدء في نهاية المطاف في رفع أسعار الفائدة.

اقرأ المزيد: استطلاع: "الفيدرالي الأمريكي" قد يُعلن خفض شراء السندات في نوفمبر المقبل

نظرة إيجابية

كتب مات أوكونور المحلِّل في "دويتشه بنك" في مذكرة للعملاء في 30 سبتمبر: "من الصعب أن تكون نظرتك سلبية للغاية تجاه أسهم البنوك، بسبب توقُّعات الاقتصاد الكلي المواتية بشكل عام لمعظم البنوك، فضلاً عن احتمال رفع معدلات الفائدة وتسارع معدلات نمو الإقراض".

وصل هذا التوقُّع إلى ذروته بعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 22 سبتمبر، عندما صرَّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنَّ البنك المركزي قد يبدأ في تطبيق الخفض التدريجي الذي طال انتظاره في وقت قريب، وكشف أحدث مخطط للنقاط أنَّ تسعة من أصل 18 مسؤولاً في مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتوقُّعون زيادة واحدة على الأقل في سعر الفائدة بحلول نهاية العام المقبل. ارتفعت أسعار أسهم جميع البنوك بمؤشر "كيه بي دبليو"، والبالغ عددهم 24 بنكاً بنسبة 4.6% على الأقل منذ ذلك الحين، كما صعدت أسعار ثلاثة أرباعهم بنسبة 10% أو أكثر.

مورغان ستانلي: أسهم القيمة تعود إلى الحياة

برغم الأداء القوي للبنوك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام؛ لم يغير العديد من المحللين رؤيتهم الإيجابية، معتقدين أنَّ البيئة مناسبة لاستمرار ارتفاع هذه الأسهم. في سبتمبر، قام محلِّلو "كييف برويت أند وودز" (Keefe Bruyette & Woods)، بمَن فيهم كريستوفر ماكغراتي، بترقية تصنيف القطاع المصرفي الأمريكي بأكمله إلى (زيادة المراكز)، متوقِّعين أن يدعم ارتفاع الإقراض، وأسعار الفائدة، وإعادة توزيع السيولة أرباح القطاع.

تفاؤل "وول ستريت" بشأن الأسهم يقفز لأعلى مستوياته منذ عشرين عاماً

دعم المحلِّل جيرارد كاسيدي، المحلِّل لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" هذا الرأي، متوقِّعاً استمرار صعود أسهم البنوك خلال العام المقبل إلا في حال حدوث ركود مزدوج. وقال: "يجب على المستثمرين الذين يؤمنون بمواصلة الاقتصاد التوسع، خاصة مع حلِّ مشاكل اضطرابات سلسلة التوريد، وإعادة بناء المخزونات، وأن يتطلَّعوا إلى أسهم البنوك".

جدل

لا يعني هذا أنَّ الجميع متفقون. في الواقع، يدور الجدل الحالي في وول ستريت حول ما إذا كانت أسعار البنوك اقتربت جداً من قيمتها العادلة.

قال جيمس فورينغهام، المحلِّل لدى "بي.إم.أو كابيتال ماركتس": "دفعت التداولات أسهم البنوك الأمريكية نحو مضاعفات مرتفعة". ويتوقَّع أن يتطلَّع المستثمرون إلى جني الأرباح، فقد ارتفعت أسعار أسهم "جيه بي مورغان تشايس آند كو" الذي سيفتتح احتفالية الأرباح صباح الأربعاء، و"بنك أوف أمريكا" أيضاً فوق المتوسطات التاريخية.

تعرَّضت أسهم مورغان ستانلي أيضاً إلى ضغوط مؤخراً بعد ارتفاعها بنسبة 54% تقريباً هذا العام حتى أواخر أغسطس، ولامست مستوى قياسياً. تعرَّض البنك لموجة من خفض تصنيف متتالية أواخر الشهر الماضي، وأرجع محلِّلون في "أوبنهايمر" (Oppenheimer)، و"بيرينبرغ" (Berenberg) تلك التخفيضات إلى مخاوف بسبب التقييم.

ليس هذا هو الحال في أوروبا، وبرغم أنَّ أسهم البنوك كانت الأفضل أداء هذا العام، إلا أنَّها ما تزال رخيصة تاريخياً. ومع تداولها بمضاعف ربحية عند تسع مرات، تعد ثالث أرخص قطاع على مؤشر "ستوكس 600"، وتتداول بخصم 40% تقريباً عن المؤشر العام.

وللتأكيد، لا يقلق الجميع من تصاعد مضاعفات أسهم البنوك الأمريكية. يتفق المحلِّل ديفيد جورج من "بيرد"، ومحللو "غولدمان ساكس" بقيادة ريتشارد رامسدن على أنَّه برغم تزايد التقييمات مقارنة بالمعايير التاريخية؛ فإنَّها ما تزال تبدو جذَّابة عند مقارنتها بالسوق الأوسع.

من المفترض أن يؤدي إعلان نتائج الأعمال الأسبوع المقبل إلى تسوية الجدل حول التقييمات، فقد يُحوِّل المستثمرون انتباههم بالفعل إلى مكان آخر. قال آدم كريسافولي، مؤسس شركة "فيتال نوليدج" (Vital Knowledge): "ستكون أرقام الربع الثالث نفسها مملة وهادئة نسبياً. سيعتمد الجزء الأكبر من تحرُّكات الأسهم في المدى القريب على سندات الخزانة، والقوى الكلية إلى جانب عائدات رأس المال، وبيانات التوظيف الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي".

نعرض هنا نظرة على وضع أسهم البنوك الأمريكية الستة الكبرى مع اقترابها من إعلان نتائج أعمال الربع الثالث الأسبوع المقبل:

جيه بي مورغان

ستفتتح "جيه بي مورغان تشيس آند كو" موسم نتائج الأعمال صباح الأربعاء، وصعدت أسهمه بنسبة 34% هذا العام، منها 11% منذ اجتماع لجنة السياسات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 22 سبتمبر. أدى ارتفاع السهم إلى تضييق الفجوة مع سعره المستهدف الذي حدَّده المحلِّلون لمدة 12 شهراً إلى أقل من 1%. ويتمتَّع السهم بـ 19 توصية بـ"الشراء" ، لكنَّ ترشيحات "البيع" الثلاثة التي حصل عليها هي الأكثر بين البنوك الستة الكبرى.

بنك أوف أمريكا

من المتوقَّع أن يكون "بنك أوف أمريكا" في طليعة إفصاحات نتائج الأعمال في صباح الخميس. ارتفعت الأسهم بنسبة 46% في عام 2021، متجاوزة السعر المستهدف الذي حدَّده المحلِّلون ليستقر العائد الضمني عند -1.2% خلال الـ 12 شهراً القادمة. خفَّض محلِّل "وولف ريسيرش" (Wolfe Research) مؤخراً تصنيف السهم من أداء "متفوق" إلى أداء "نظير"، مشيراً إلى مخاوف بشأن تقييمه.

ويلز فارغو

سيصدر تقرير نتائج أعمال "ويلز فارجو" يوم الخميس، وفي حين تتداول أسهمه أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء؛ فإنَّ عائده البالغ 59% في عام 2021 يجعل من سهم "ويلز" الأفضل في الأداء بين البنوك الكبرى هذا العام. أوصى حوالي نصف المحلِّلين الذين يقومون بتغطية السهم بـ"الاحتفاظ"، برغم أنَّ متوسط ​​السعر المستهدف لمدة 12 شهراً أعلى من سعر إغلاق يوم الجمعة بـ 5.9%.

مورغان ستانلي

ارتفعت أسهم "مورغان ستانلي" بنسبة 46% هذا العام، وهي أقل بقليل من أعلى مستوى سجلته في أغسطس قبيل إعلان يوم الخميس. خفَّضت "أوبنهايمر"، و"بيرينبرغ" تصنيفهما على الأسهم إلى "احتفاظ". ومع ذلك؛ فإنَّ توصيات "الشراء" البالغ عددها 21 هي الأعلى بين البنوك الستة الكبرى.

سيتي غروب

ستنهي "سيتي غروب" طوفان نتائج الأعمال المنتظر إعلانها يوم الخميس. ارتفع السهم بنسبة 17% فقط في عام 2021، ليكون الأسوأ بين المجموعة. ومع ذلك؛ أبقى المحلِّلون على مستهدفاتهم السعرية، و هم يرون أنَّ السهم قد يحقق 14% على مدى 12 شهراً القادمة. وحصل سهم البنك على المركز الثاني من ناحية عدد التوصيات المكافئة لـ"الشراء" بين مجموعة البنوك الكبرى، وهو واحد من اثنين فقط من البنوك الستة الكبرى التي لم يصدر عليها توصيات بـ"البيع".

غولدمان ساكس

ستعلن "غولدمان ساكس" عن نتائج أعمالها صباح يوم الجمعة. وارتفع السهم بنسبة 49% حتى الآن هذا العام، مما يجعله ثاني أفضل أداء بين أسهم المجموعة. ورفع المحلِّلون مستهدفاتهم السعرية بشكل متواصل وسط استمرار ارتفاع السهم، ويتوقَّعون مواصلة صعوده بنسبة 8.1% خلال العام المقبل، ليأتي في المرتبة الثانية بعد "سيتي".