إيران تدفع تجاه إعادة فتح ممثليات دبلوماسية مع السعودية مع استئناف الحوار

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بلومبرغ – من ففيونا مكدونالد وبن بارتينستين

طلبت إيران من المملكة العربية السعودية إعادة فتح القنصليات وإقامة العلاقات الدبلوماسية كتمهيد لإنهاء الحرب في اليمن، ولكن التوقيت يمثل نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات التي تُجرى بين الخصمين الإقليميين بوساطة عراقية، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

وفي الوقت الذي تسعى فيه القوى الدولية لمتابعة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، أجرى الطرفان بهدوء أربعة جولات من المحادثات بهدف تخفيف التوتر القائم منذ سنوات. وكان التركيز على اليمن، حيث يدعم البلدان طرفين متنافسين.

وجرت الجولة الأخيرة من المحادثات السعودية الإيرانية في 21 سبتمبر الماضي، ومن المتوقع عقد جولة جديدة قريباً.

وتضغط السعودية، التي تقاتل الحوثيين، المدعومون من إيران في اليمن منذ عام 2015، تضغط من أجل إنهاء الصراع الذي يُعرض منشآتها النفطية لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ. وكان الحوثيون استهدفوا عام 2019، منشآت أرامكو السعودية في محافظة بقيق السعودية، ما عطل في حينه نحو نصف القدرة الإنتاجية في تلك المنطقة، في أكبر بلد مُصدر للنفط في العالم وأدى ذلك الى اضطراب الأسواق العالمية.

وقال مصدر من الاثنين وشخصان آخران مطلعان على المحادثات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية التفاصيل، إن السعودية ترغب في إبرام اتفاق بشأن اليمن كخطوة أولى نحو إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية، والتي قطعت في عام 2016، ولكن إيران تقدم تطبيع العلاقات على الحل في اليمن كبداية.

واقترحت إيران إعادة فتح القنصليات في مدينتي مشهد وجدة كـ"دليل على حسن النية"، وفقاً لاثنين من المصادر. وقال آخر إن المحادثات أحرزت تقدماً، ولكنها تميل إلى التعثر عندما يصل الأمر الى التفاصيل.

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية ولا مركز التواصل الدولي السعودي -الذي يتعامل مع الاستفسارات الإعلامية الدولية- على الفور على طلبنا التعليق على الأمر. وكذا الأمر في العراق، الذي ساعد في الوساطة، إذ لم يرد على طلبنا التعليق على الأمر أيضاً.

وقوبلت المقترحات السعودية بوقف القتال باهتمام ضئيل من الحوثيين، ويقول دبلوماسيون إن الحوثيين لا يرون سبباً للتراجع بعد سيطرتهم على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وفي الوقت الذي تنسحب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، تسعى السعودية -حليف واشنطن الرئيس منذ عقود، تسعى لتحسين العلاقات الإقليمية؛ وتعزيز أمنها.

وفي المقابل، ورغم العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بعد انسحابه من الاتفاق النووي، تبدو إيران في وضع أفضل من حيث الأوراق السياسية، إذ تمتلك موقفاً قوياً في أي مفاوضات بسبب تودد القوى العالمية لها وقدرة وكلائها على إحداث الفوضى في اليمن، والعراق، ولبنان.

ورقة المساومة

كانت المحادثات النووية التي بدأت في فيينا بين القوى الدولية وإيران قد تعثرت منذ انتخاب رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران في يونيو الماضي. ولكن رئيسي أدلى بتصريحات أكثر إيجابية حول تواصل بلاده مع السعودية، حيث قال إنه حريص على إعادة فتح السفارات.

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في 8 أكتوبر الجاري إن تفاهمات عديدة توافقت عليها الأطراف خلال المحادثات الجارية، ولكنه لم يقدم أي تفاصيل. وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في وقت سابق من الشهر الجاري إن المحادثات لا تزال "في المرحلة الاستكشافية"، رغم أن بلاده كانت تأمل في أن يؤدي الحوار إلى "حل القضايا العالقة بين البلدين".

وحذر رئيس وزراء اليمن، معين عبد الملك، أمس من أن بلاده "لا يجب أن تكون ورقة مساومة"، معرباً عن قلق الحكومة من أن يأتي الاتفاق بين البلدين على حسابها. وقال عبد الملك إن وصول حكومة متشددة في طهران يوضح أنه لن يكون هناك تهاون في دعم الحوثيين في محاولتهم للسيطرة على البلاد.

الانتخابات العراقية

ومع ذلك، ثمة خطر يتمثل في تراجع المباحثات إذا أسفرت الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة عن استبدال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ويُنظر لرئيس الوزراء العراقي - الكاظمي، وهو رئيس المخابرات السابق الذي يتمتع بعلاقات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين من كلا البلدين، على أنه وسيط موثوق. وقال دبلوماسيون إن التقدم المحرز حتى الآن تم بفضل الانطباعات بشأن مصداقيته ورغبته في تعزيز دور بغداد كجسر بين الدول العربية التي يسيطر عليها السنة وإيران، التي حكم حلفاؤها الشيعة العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأنهى حكم صدام حسين.

وحصل المشرعون المدعومون من مقتدى الصدر على المراكز الأولى في الانتخابات، ولكن المشهد السياسي الممزق يعني أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو شهوراً من المحادثات قبل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في العراق.