11 سرّاً "غير سحرية" لا تعرفها عن "عالم ديزني"

كل الرسومات في هذا الموضوع من إعداد: تياغو ماهويلوس / بلومبرغ
كل الرسومات في هذا الموضوع من إعداد: تياغو ماهويلوس / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في ستينيات القرن الماضي، راود والت ديزني حلم تحويل قطعة أرض بحجم مدينة سان فرانسيسكو تضمّ مستنقعات وبساتين برتقال في وسط ولاية فلوريدا، إلى عالم مذهل، تنبعث منه الروح في أحلام الطفولة. وهكذا، افتتحت المملكة السحرية أبوابها في الأول من أكتوبر عام 1971، وها هي قد احتفلت في الأسبوع الماضي بمرور خمسين سنة على تأسيسها وترسيخ أقدامها كرائدة في صناعة الترفيه، بعدما نسجت على مدى عقود، قصصاً من عالم الخيال، تماماً كما كان يطمح مؤسسها. وعلى مرّ السنين، جذب عالم والت ديزني ملايين الزوار من حول العالم إلى المكان الذي تتحقق فيه أحلام الضيوف والموظفين أيضاً.

اقرأ أيضاً: مدن الملاهي حول العالم تستعدّ لما بعد كورونا

العاملون في حدائق الألعاب الأربع في ديزني، هم من أكبر عشاق هذا العالم. إذ يطلق عليهم تسمية "طاقم الممثلين"، ويعتبرون سفراء السعادة الذين يسهمون في ديمومة أسطورة البهجة التي تلتزم حدود الجدار الوهمي الفاصل بين قلعة ساندريلا والعالم الحقيقي. فبالنسبة إلى أولئك الموظفين، الجنية "تنكر بل" حقيقية، وتوجد فعلاً أشباح في البيت المسكون، والأهم، أنه لا يوجد إلا "ميكي ماوس" واحد.

اقرأ المزيد: "ديزني لاند" تخطط لتوسيع حدائقها في كاليفورنيا استعداداً لما بعد كوفيد-19

لقد منحوني الفرصة لأن أكون جزءاً من هذا العالم، بعد أن قررت حدائق الألعاب زيادة عدد الموظفين استعداداً للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها، ما مكّنني من اكتشاف كيف يُنثر غبار الجنيات على تجربة الضيوف. فمن حماية الممثلين من المعجبين مفرطي الحماسة في الشارع الرئيسي، إلى إعداد قوالب حلوى فاخرة للاحتفال بعيد ميلاد فرسان النهر في مملكة الحيوانات، حتى التدرب على الخطوات الراقصة لأغنية "كوني ضيفتنا" (Be Our Guest) التي تؤديها شخصيات متنكرة بأواني المائدة، إليكم ما تعلمته في خلال الأسبوع الذي قضيته في العمل في المنتجع الأكثر اكتظاظاً في العالم.

لا أحد يؤدي دور سندريلا، ولكن لديها الكثير من الصديقات

إذا كانت هناك من هرمية للعاملين في عالم ديزني، فإن الممثلين الذين يؤدون أدوار الشخصيات يتبوؤون رأس الهرم. مع ذلك، لا يتم توظيف أي واحدة "لتكون" أميرة، بل يُجري فريق ضخم من مديري توزيع الأدوار، تجارب أداء مفتوحة واسعة النطاق لإيجاد "صديقة لأريل" أو "صديقة لسندريلا"، وهو المصطلح الرسمي المستخدم لترسيخ فكرة أن الأميرات حقيقيات، ولسن مجرد فتيات يرتدين أزياء تنكرية. وتجول تلك الممثلات حول الحديقة، فيقمن بإطلالات مدروسة بشكل دقيق، حتى لا يرى الزوار أكثر من "أريل" واحدة في آن معاً.

ومؤخراً، بات تعيين العمال لشغل الوظائف الأخرى، مثل الترحيب بالزوار، أو العمل في المطاعم، أكثر شمولية، إذ خفف "دار الفأر" (House of Mouse) القيود المتعلقة بالزيّ الموحد، وسمح بالأوشام والوزن الزائد. إلا أن الشخصيات التي تمثل أبطالاً بشريّين، مثل "بيل" أو "علاء الدين"، يتم اختيارهم بشكل رئيسي على أساس الشبه بشخصيات الرسوم المتحركة. وقال أحد الذين سبق أن أدوا دور واحدة من هذه الشخصيات: "يوقفوننا في صفوف من عشرة أشخاص، وعليك أن تقف صامتاً ومبتسماً". ومثل كلّ الموظفين السابقين في "ديزني"، رفض هذا المصدر الكشف عن هويته على الرغم من تقاعده. (فديزني حريصة جداً على حماية صورتها).

أمّا الأشخاص الذين تصبح الأزياء التنكرية (المشتركة) غير مناسبة لمقاسهم، فيتم تنزيل رتبهم، من أميرة مثلاً إلى مساعدة أميرة، بشكل مؤقت على الأقل. والأمر عينه ينطبق في حال تعرض الممثل لإصابة يمكن أن تعيق تقديمه الدور بشكل مقنع، ككسر في اليد على سبيل المثال.

قال الممثل الذي أدى دور إحدى الشخصيات في السابق، إن معظم الأميرات "يكبرن في العمر ولا يعدن ملائمات لأداء أدوارهن حين يبلغن منتصف العشرينات". وأضاف: "باتت (ماري بوبينز) الشخصية الانتقالية التي تؤديها بيضاء الثلج، حين تبدأ الخصل الرمادية الظهور في شعرها". وفي معظم الأحيان، ينتقل الممثلون إلى أحد الأقسام الأخرى، حيث يعملون لمدة عقد أو عقدين، قبل أن يعودوا إلى التمثيل لأداء دور الجنية العرابة.

الزوار الراشدون يتحوّلون إلى أطفال.. أو يحاولون إنجابهم

قال أحد مؤدي الشخصيات السابقين "في أكثر من مناسبة، كنت أرى أهلاً بكلّ بساطة يتركون أولادهم مع (ماري بوبينز) ويذهبون في حال سبيلهم". ففي كثير من الأحيان، يطلق الراشدون العنان للطفل في داخلهم بدل أن ينتبهوا لأولادهم. وأضاف: "يقولون لهم ابقوا معها، سوف تهتم بكم، فهي مربية"، في إشارة إلى الممثلة التي تؤدي دور "ماري بوبينز". وبالتالي، تضطر الآنسة بوبينز إلى الابتسام، على الرغم من أنها سوف تفوت فترة استراحتها حتى تأخذ الأطفال إلى مركز الأولاد الضائعين من ذويهم.

في كثير من الأحيان، يجبر الأهل أبناءهم على التقاط صور مع شخصيات الأشرار من الرسوم المتحركة، حسب ما قاله ممثل سابق. إذ يروي أن امرأة صرخت على ابنتها الصغيرة الخائفة قائلة "أدفع 20 ألف دولار لأرسلك إلى مدرسة كاثوليكية حتى لا تخافي من الشيطان، هيا ابتسمي لماما"، في محاولة لإقناعها بالتقاط صورة مع الساحرة البيضاء من "نارنيا". (قامت الطفلة بشدّ سروال والدتها احتجاجاً).

إذا كان بعض الراشدين يتصرفون كالأطفال، فإن البعض الآخر يحاول "إنجابهم" في عالم ديزني. وبحسب أحد الموظفين، فإن "أي لعبة تكون مظلمة وبطيئة بما يكفي، هي بيئة نموذجية لمثل هذه التصرفات"، لافتاً إلى أن الألعاب مزودة بكاميرات مراقبة لدواعي السلامة، الأمر الذي يفاجئ الكثير من الزوار. لكنه يؤكد في المقابل أنه يجري التحقق بدقة من الصور التي يتم التقاطها، من أجل إزالة أي لحظاتٍ حميمية أو غير ملائمة.

دورة الحياة تستمر كلّ يوم

يقدّر آرون كريكرافت، مدير تجربة الضيوف في منتجع "كورونادو سبرينغز" المؤلف من 2416 غرفة في عالم والت ديزني أن 75% من الزوار يأتون إلى حدائق الألعاب للاحتفال بمناسبات خاصة، من الكشف عن جنس الجنين (هل سيكون ميكي أو ميني؟) إلى الاحتفال بذكرى حميمية. وفي أحد الأيام الذي قضيته مع المصورة الرسمية لخدمة "فوتو باس" تيرا هاينتز، كنا نقوم بجلسات تصوير خاصة لمدة ثلاثين دقيقة نلتقط خلالها صوراً لحفلات تخرج أو حفلات كوينسينيرا يتخللها تغيير الفساتين المنمقة مرات عدة. يضاف ذلك إلى عروض الزواج التي تحدث يومياً في عالم ديزني، على الرغم من أن البعض منها ربما لا تكون نهايته سعيدة. إلا أن مساعد هاينتز قال: "نصوّر ذلك على أي حال، فهو يظلّ ذكرى".

أمّا حفلات الزفاف فتشهد العروض الأكثر إبهاراً. ففي فندق "فور سيزنز" أورلاندو في عالم والت ديزني، طلبت عروس عاشقة لـ"بيل"، بطلة "الجميلة والوحش"، من طاقم تقديم الطعام أن يتعلموا الخطوات الراقصة لأغنية "كوني ضيفتنا"، حتى يرقصوا الكانكان وهم متنكرون بأزياء أواني المائدة فيما يقدمون الطعام.

حتى الموت، هو سبب للاحتفال هنا، بالأخص في المنزل المسكون. قال موظف سابق: "يمكنني القول إنه إذا كان المنزل المسكون مغلقاً مؤقتاً، فهذا يعني أن أحداً ما نثر رماد جدته، واضطررنا لشفط المكان برمته"، مشيراً إلى أن مثل هذا الأمر يتكرر كثيراً، إذ يحدث مرة في الشهر على الأقل. وأنتم كنتم تظنون أن أشباح الهولوغرام مرعبة!

لا تريد أن تكون "كنزاً عزيزاً"

نعسان، غضبان، ثمل... هذه ليست أسماء الأقزام السبعة فحسب، بل أيضاً السلوكيات السائدة لدى الزوار عند حوالي الساعة الثالثة من بعد الظهر. قالت كنزي بالم، القبطانة التي دربتني في لعبة "جانغل كروز" إن "الجوّ حار والرطوبة عالية، والجميع بحاجة إلى جرعة من السكر". ويعتبر هذا المكان المفضل للجلوس واسترجاع الطاقة، كما أنه المكان الأروع لإلقاء النكات، بما أن القباطنة يؤدون أدواراً كوميدية أيضاً عبر إلقاء نكات سخيفة ومضحكة.

فعمل القبطان يقوم نوعاً ما على الترويح عن الزائر الغضبان والنعسان ليستعيد نشاطه ويعود إلى المرح مثل "تيمون وبومبا". وقالت بالم "حين يقوم شخص ما باتصال هاتفي يتعلق بالعمل أو حين يتلهّى مراهق على تيك توك، عادةً ما أطلب منهم مازحة أن يشتروا لي البيتزا".

في الأماكن الأخرى من الحديقة، تتراوح الشكاوى بين عادية مثل "ابنتي أوقعت البوظة" إلى الجنونية، مثل "أين القبة التي يجب أن ترفع فوق الحديقة حين تمطر؟".

هناك طبعاً الذين يتصرفون كأخوات سندريلا الشريرات، فيحاول الموظفون تفاديهم وتفادي إلقاء عبء حلّ مشكلاتهم السخيفة على غيرهم. هذا النوع من الضيوف غالباً ما تطلق عليهم تسمية "كنز عزيز" في إشارة إلى رغبة الموظفين بدفنهم كما يدفن القرصان "جاك سبارو" غنائمه. أمّا الذين يصرخون على الموظفين، فتتم مرافقتهم إلى "غرفة السكينة" المفروشة التي تقع قرب الشارع الرئيسي، أو يتم اصطحابهم خلف الكواليس لانتظار السلطات البلدية. (على الرغم من أن أفلام ديزني تضمنت العديد من السجون الخيالية مثل برج رابونزل وبرج جرس أحدب نوتردام، إلا أن عالم ديزني لا يحتوي على سجن).

الجميع يُدعى "كريس من أورلاندو"

تعدّ البطاقة الاسمية التي تُظهر الاسم الأول للموظف ومسقط رأسه، الجزء الأهم من زيّ الموظفين من غير الممثلين.

قالت ميغان ماتسوموتو، إحدى المدربات في ديزني إنه "في كلّ مجموعة من الموظفين الجدد، هناك شخص واحد على الأقل يبكي من الفرح حين يسلّمه ميكي بطاقة الاسم الخاصة به"، مضيفة: "أنا شخصياً بكيت كثيراً حين استلمت بطاقتي".

يتعامل أفراد الطاقم مع هذه البطاقات البلاستيكية (التي دائماً ما يرتدونها مباشرة فوق قلوبهم) وكأنها أمر مقدس. مع ذلك، أحياناً حتى أكثر الموظفين تفانياً قد ينسون بطاقتهم في المنزل، وعندها تتم الإشارة إليهم باسم "كريس من أورلاندو" الذي يعتبر الاسم الأكثر حيادية.

النساء يعشقن "جاك سبارو"

على الرغم من أن الشخصيات مثل "سندريلا" و"بيضاء الثلج" يتمتعن بالشعبية الأوسع، ما قد يزعج أميرهن الوسيم، إلا أن الأميرات لسنَ أكثر من يتعرضن للتحرش. قال موظف سابق: "حين قدمنا جاك سبارو من قرصان الكاريبي للمرة الأولى، تعرض للمسات غير لائقة طوال الوقت". وأضاف: "كانت النساء يدسسن بطاقات مفاتيح غرفهن الفندقية في جيبه كل يوم، ويقلن له تعليقات مثل "أعرف أنك لست جوني ديب ولا يهمني ذلك"، أو "تعال إليّ لاحقاً وابق مرتدياً زيك". حتى أن "طرزان" الذي يسير شبه عار كان يواجه مشكلة مشابهة، وربما لهذا السبب نادراً ما يتجول في حدائق الألعاب هذه الأيام.

إلا أن ديزني تبذل الكثير من الجهد لحماية موظفيها من أي نوع من التحرش. إذ يوجد كثير من المساعدين الذين يعملون على السيطرة على الضيوف المشاكسين. وقد شملت مهامي المساهمة في المحافظة على التباعد الاجتماعي خلال عروض فرقة الباربرشوب الرباعية "دابر دانز"، كما أن مؤديي الشخصيات الصامتة يخضعون للتدريب من أجل الانسحاب من أي وضع مثير للتوتر من خلال تكتيف الذراعين فوق صدورهم بطريقة خاصة كإشارة لطلب المساعدة. (هذه الوضعية محظورة في أي حالة أخرى).

ذوق فرس النهر في الطعام أصعب من ذوق البشر

يعيش خمسة آلاف حيوان في عالم والت ديزني، من الفيل الأفريقي والأوكابي (حيوان أصله من الكونغو) إلى العنكب القافز بالغ الصغر. ويعمل 120 شخصاً على تدريب كلّ من هذه الحيوانات والتعاون في المجال البحثي مع أكثر من 600 منظمة غير ربحية تعنى بالمحافظة على الأجناس الحية.

خلال عملي كمساعد لعالمة الحيوانات، جيل ماجي، في قسم "مملكة الحيوانات"، توليت مسؤولية إطعام فرس نهر يدعى هنري. وكانت تتألف وجبته اليومية من 40 رطلاً من القش مع فواكه وخضروات ملونة. وتقول ماجي: "كلّ المكونات ترقى لتقدم في المطاعم وهي مزروعة محلياً هنا"، وتضيف: "يحب هنري الموز والفراولة فيما يكره الفجل والباذنجان"، أمّا فاكهته المفضلة فهي البطيخ الذي شبهته بـ"لوح شوكولاته سنيكرز بالنسبة إلى فرس النهر". لمناسبة عيد ميلاده، حصل فرس النهر هذا على قالب حلوى من سبع طبقات مصنوع من البطيخ المجمد والتفاح ومعجون الفاصولياء، وقد أكلها بقضمة واحدة.

لا تعبث مع أصحاب القمصان المضلعة

يُعرف موظفو خدمة الزبائن باسم "المضلعين" تيمناً بالقمصان المضلعة التي يرتدونها، وهم يحظون بشرف مرافقة المشاهير، وأيضاً تفريق الجمهور. وبحسب فيلاندر باتلر، وهو واحد من أصحاب القمصان المضلعة فإن الاستراتيجية الأفضل تقوم على إبلاغ المشاهير بالخبر المخيب للآمال بصوت مرتفع (مراراً وتكراراً)، فيقولون لهم: "ليس لدينا وقت لالتقاط الصور"، فيتجنب النجم أن يبدو بمظهر لئيم أمام جمهوره ويعود الزوار الآخرون للتركيز على "بوكاهونتس" بدل النجم.

اللافت أن بعض كبار المشاهير يجلبون معهم روح الـ"هاكونا ماتاتا" المرحة إلى عالم ديزني، حتى إن إحدى المغنيات تعدّ ضيفة دائمة رائعة، لدرجة أنها كونت صداقات مع بعض الأميرات ودعتهن لمشاهدة حفلاتها في فيغاس.

لـ"ديزني" كلمات قذرة

شكلت النظافة أولوية مطلقة في عالم ديزني منذ أن أعاد افتتاح أبوابه في يوليو الماضي، مع التركيز على التعقيم وإلزامية ارتداء الكمامة وتوفير كميات هائلة من معقم "بوريل" الموضوع في أماكن يسهل الوصول إليها. ولكن حتى خارج أوقات الوباء، على الحدائق أن تبدو نظيفة ونقية، بما أن أي نثرة من القمامة يمكن أن تشوّه سحر المكان.

يمضي طاقم التنظيف في المنتجع معظم وقته في جمع أغلفة السكاكر والبوظة والفشار من عن شرفات المطاعم والشوارع، بالأخص بعد مرور الاستعراضات. وفي المساء، تُستخدم خراطيم الضغط والسلالم من أجل معالجة مشاكل الصيانة الأكبر.

وقالت كريستين فوجير، المديرة المساعدة في قسم التنظيف، إن التسربات الخطرة تتطلب رمزاً خاصاً بها، لحسن الحظ لم اضطر إلى سماعه في خلال عملي. مع ذلك، مثل هذه الأمور ليست نادرة. اذ يستخدم الطاقم الرمز V للإشارة إلى التقيؤ، وH للإشارة إلى المخلفات البشرية (في بعض الأحيان، لا يستطيع الأطفال، وحتى بعض الراشدين أن يتحكموا بأنفسهم فيما ينتظرون في الصف). أمّا الرمز "ويني" فيستخدم حين تتحول مياه أحد مسابح المنتجع إلى اللون الأصفر.

لا يمكنك أن تحزر من (أو ماذا) يختبئ في داخل ميكي

تتطلب الشخصيات الكرتونية غير البشرية أن يكون الأشخاص الذين يتنكرون بها من طول محدد، مثلاً ألا يتجاوز طول مؤدي شخصية "بطوط" الـ 5 أقدام، أمّا مؤدي شخصية "بندق" فيجب أن يكون طوله نحو 6 أقدام، وعلى هؤلاء الأشخاص أن يتمتعوا بالقوة البدنية أيضاً.

فبحسب أحد مؤدي شخصية "سولي"، يبلغ وزن زيّ الوحش الأزرق الأشعث من فيلم "مونسترز إنك" نحو 80 رطلاً، فيما يبلغ وزن كلّ ذراع مصنوع من الألياف الزجاجية محمولة على مقاود داخلية حول المرفق نحو 15 رطلاً. أمّا زيّ "بندق" فمصمم بطريقة تجبر مؤدي الشخصية على حني رأسه إلى الأمام، وتكون الرؤية من خلال غمد في منطقة الفم.

ويروي أحد المؤدين السابقين لشخصية "بندق" قائلاً: "في إحدى المرات، أصبت بنوبة حساسية على المسرح، وقد تلطخت شاشتي كلياً بعد أن عطست، كنت شبه أعمى".

بين كلّ ثلاثين دقيقة عمل في طقس أورلاندو الحار، يتوجه مؤديو الشخصيات للاستراحة في غرف عالية الخصوصية خلف واجهات المباني في الشارع العام، حيث يمكن أن يخلعوا أزياءهم من دون أن يمسوا بقدسية الشخصية التي يقدمونها (حتى موظفي ديزني، سيصدمون إذا رأوا سنجب وسنجوب من دون رؤوسهم).

ويتم غسل كافة الأزياء جيداً بعد كل مناوبة. وفي حالة "بندق" يشمل الزيّ جوارب سوداء وسروالاً قصيراً أسود وقميصاً أبيض وواقيات خاصة للبطن والمؤخرة وحمالات كتف وسروالاً وقميصاً وحذاءً ضخماً، وبالطبع، الرأس.

قال مؤدي شخصيات سابق: "نحن مسؤولون عن تعقيم الرأس برذاذ خاص في نهاية النهار، ثمّ يتم توضيبها جميها معاً على الرف... يبدو الأمر غريباً". وأضاف: "في التسعينيات، كان على الجميع تشارك الملابس الداخلية أيضاً، ولكن تفشي الجرب وضع حداً لهذه الممارسة".

المحافظة على السحر بأي ثمن

في الختام، الجزء الأصعب والأهم من عمل موظفي ديزني هو المحافظة على سحر هذا العالم، مهما حصل. ويبدأ التدريب على ذلك منذ اليوم الأول. فكلّ الموظفين الجدد، من قسم النظافة إلى البيع بالتجزئة يتعلمون قول عبارات مثل "استمتعوا بيوم سحري"، وأن يجيبوا عن الأسئلة التافهة بشكل مذهل ورائع.

لكن الواجب الأهم هو أن يقتنع الموظف فعلاً بفكرة أنه لا يوجد إلا "ميكي ماوس" واحد، وأن كلّ الشخصيات فريدة من نوعها، ولهذا السبب يُمنع على الضيوف منعاً باتاً التنكر بأزياء الشخصيات.

قالت المدربة ماتسوموتو: "أفضل نصيحة حين يسألك شخص ما، من يرتدي زيّ ميكي أو كم من ميكي يوجد هنا هو أن تدعي الغباء". اسأله "زيّ ميكي؟ هل تعني سرواله القصير؟" الأمر أشبه بسحر "تنكر بل"، إذا آمن الجميع بأن الأمر حقيقي، ربما يصبح حقيقياً فعلاً.