مبيعات مستحضرات التجميل "النظيفة" شهدت طفرة خلال الوباء المصدر: بلومبرغ

برغم غموض تعريفها..انتعاش مبيعات منتجات "الجمال النظيف"

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتشرت الكثير من القصص حول الكيفية التي حفَّز بها الوباء الأمريكيين على أن يكونوا أكثر فطنة بشأن ما يضعونه داخل أجسادهم، لكن قد يكون للأزمة تأثير كبير حول ما يضعونه على أجسامهم من الخارج أيضاً.

يعني مفهوم ما يطلق عليه اسم "الجمال النظيف" استخدام مستحضرات التجميل، ومنتجات العناية بالبشرة التي يتمُّ تسويقها على أنَّها خالية من المكوِّنات الاصطناعية الضارة، وكان ذلك أحدث شعار في عالم مزدهر من المنتجات المباعة على أنَّها مستدامة، أو أكثر وعياً بقضايا البيئة، أو أعلى أماناً.

ارتفع الطلب خلال العام الماضي. ووفقاً لتقرير صدر عن مجموعة "إن بي دي" (NPD)، شهر يوليو الماضي، قال حوالي 68٪ من المستهلكين، إنَّهم يبحثون عن العلامات التجارية للعناية بالبشرة التي تركِّز على المكوِّنات "النظيفة".

مستهلكون أكثر وعياً

قال جوشوا زيشنر، طبيب الأمراض الجلدية الذي يقيم في نيويورك: "أصبح المستهلكون أكثر دراية من أيِّ وقت مضى بما يضعونه في أجسادهم وعلى بشرتهم، وهناك رغبة في اتخاذ قرارات صحية أكثر وعياً بيئياً".

اقرأ أيضاً: خلف القناع الطبي.. "كورونا" ينعش بيزنس التجميل

و في حين تحدِّد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اللوائح التنظيمية الخاصة بمستحضرات التجميل، للتأكد من أنَّها ليست مغشوشة، أو تضع علامات تجارية مغلوطة، لكنَّها ليست مسؤولة عن الموافقة على معظم هذه المنتجات قبل طرحها في المتاجر.

وبالرغم من أنَّ جملة "الجمال النظيف" غالباً ما تكون مرتبطة بالإشارة إلى أنَّ المكوِّنات مستخلصة من مشتقات طبيعية، إلا أنَّه لا يوجد تعريف موحَّد للجمال "النظيف". وفي كثير من الحالات، يركِّز موزِّعو المنتج على ما لا يتم تضمينه، بالإضافة إلى التركيبات والتعبئة الصديقة للبيئة، وفقاً لشركة "نيلسن آي كيو" (NielsenIQ).

ركوب الموجة

لم يمنع التعريف الغامض لمصطلح "الجمال النظيف" ركوب شركات العناية بالبشرة العملاقة لهذه الموجة الرائجة. وفي النصف الأول من العام الجاري، صعدت مبيعات المنتجات التي يُنظر إليها على أنَّها "نظيفة" في الأقسام والمتاجر المتخصصة بمجال التجميل بنحو 33٪، لتصل إلى 1.6 مليار دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لشركة "إن بي دي". وشهدت منتجات العناية بالبشرة، والمكياج نموَّاً في الحجم لأكثر من 20٪ لكلٍّ منهما.

اقرأ أيضاً: النساء الأكبر سناً منجم الذهب المستقبلي لصناعة التجميل

أما الشركات الكبرى في تجارة التجزئة مثل "سيفورا" (Sephora)، و"ألتا بيوتي"، (Ulta Beauty) فيصنِّفون كل شيء على أنَّه "نظيف"؛ إذا غفلوا عن ذكر المكوِّنات المعروفة أو المشتبه في أنَّها تضر بالبشر أو البيئة، ويشمل ذلك كل شيء، من منظفات الوجه حتى ظلال العيون، بحسب ما أكَّدته الشركات.

بالنسبة للتركيبات النباتية؛ وهي تلك التي لا تتضمَّن اختباراً على الحيوانات، فتكون مرشحة أيضاً لتضمينها، كما أنَّ العبوات الصديقة للبيئة تلعب دوراً كذلك، وفقاً لـ"مونيكا أرنودو"، رئيسة القسم التجاري في شركة "ألتا".

في شركة "سيفورا"، تمتد هذه المنتجات "النظيفة" من مُلمِّع الشفاه إلى كريم الأساس، وتُباع ضمن العلامات التجارية الخاصة بالشركة، أو المتصلة بأطراف خارجية. وقالت سيندي ديلي، نائب رئيس القسم التجاري لمنتجات العناية بالبشرة في "سيفورا": "المشهد يمكن أنَّه مملوء بالتحديات، نظراً للكمِّ الهائل من المصطلحات أو الادعاءات، مثل: طبيعية، خضراء، عضوية.. إلخ".

حقيقة "الطبيعي"

يتوجب على المستهلكين أيضاً معرفة أنَّ مصطلح "طبيعي" لا يعني تلقائياً أنَّه أفضل أو أكثر أماناً، بحسب ما قال "زيشنر"، طبيب الأمراض الجلدية. ويمكن أن تؤدي مكوِّنات مثل الزيوت الأساسية إلى تحفيز الإصابة بحساسية، خاصةً لمن يملكون بشرة حساسة. إلى جانب ذلك، تتطلَّب معظم منتجات التجميل إضافة مواد حافظة لتجنُّب التلوث الميكروبي، مما يجعل التركيبات الخالية من أيِّ مكونات صناعية صعبة المنال.

أضاف "زيشنر": "علاجات العناية بالبشرة الطبيعية بالكامل والوحيدة؛ هي تلك التي تعادل تقطيع ثمرة أفوكادو، ووضعها على وجهك مباشرة كقناع".

اقرأ أيضاً: المطاعم والتجميل..رهانات استثمارية جديدة للعائلة المالكة لـ"شانيل"

أما بالنسبة للمكوِّنات التي يتم استبعادها، فهناك العديد من منتجات التجميل التي تروِّج لخلوها من "الفثالات"، وهي مادة يمكن العثور عليها في طلاء الأظافر، ورذاذ الشعر، و العبوات البلاستيكية، بالإضافة إلى مكوِّن "البارابين"، الذي يستخدم كمادة حافظة.

واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر صرامة تجاه بعض هذه المواد الكيميائية، في حين ما تزال إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقيّم ما إذا كانت هذه المواد تضر بالبشر فعلاً أم لا. في الوقت نفسه؛ فإنَّ أكثر من نصف منتجات التجميل والعناية الشخصية المباعة في الولايات المتحدة خالية بالفعل من البارابين، وفقاً لشركة "نيلسين آي كيو".

مع ذلك؛ تقود المنتجات "الخالية من بعض المكوِّنات" النمو في السوق، بحسب ما أكَّدته الشركة البحثية.

تعبئة نظيفة

بالرغم من أنَّ جانب المكوِّنات في منتجات الجمال "النظيف" قد يكون مُحيراً، إلا أنَّ جزئية التغليف تعدُّ محددة بشكل أكبر. ووفقاً لما ذكرته تارا جيمس تايلور، نائب الرئيس الأول لتنمية العملاء في شركة "نيلسن آي كيو"؛ فإنَّ مستهلكي منتجات العناية الشخصية يركِّزون بشكل متزايد على الاستدامة عبر الإنتاج، والتخلص من العبوة بعد الاستخدام.

أضافت "تايلور": "الأمر لم يعد يتعلَّق بالمكوِّنات فقط، لكن بما هو أفضل للمجتمع". وأضافت: "نشهد تسارعاً في نمو مبيعات المنتجات الأفضل للمجتمع بأكمله، التي تتضمَّن تأثيراً بيئياً إيجابياً.".

ومن أجل التقدُّم للأمام؛ ترى مستشارة صناعة التجميل في شركة "إن بي دي"، لاريسا جنسن، أنَّ المرحلة التالية تتضمَّن إطلاق علامات تجارية "مختبرة سريرياً"، ويقصد بذلك منتجات الشركات التي تُبنى خطوط إنتاجها بناء على الفوائد، والمكوِّنات المختبرة في المعمل، مع وعد باستخدام "تركيبات نظيفة وآمنة".