أزمة نقص الطاقة العالمية تشعل أسعار المعادن في بورصة لندن

ارتفاعات كبيرة في أسعار المعادن مدفوعة بأزمة الطاقة العالمية
ارتفاعات كبيرة في أسعار المعادن مدفوعة بأزمة الطاقة العالمية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار المعادن الأساسية بقيادة الزنك، الذي صعد إلى أعلى مستوى له منذ عام 2007، وذلك بعد أن أصبحت المصاهر الأوروبية أحدث المتضررين من أزمة الطاقة العالمية، التي أدت إلى توقف الإمدادات، وزادت من الضغط المفروض على الشركات المصنعة.

صعد الزنك بنسبة 6.9% في بورصة لندن للمعادن، وأغلق المؤشر الذي يرصد 6 معادن صناعية سريعاً عند أعلى مستوى له على الإطلاق.

أما الألمنيوم، الذي يعد أحد أكثر السلع الرئيسية استهلاكاً للطاقة، فبلغ أعلى مستوياته منذ عام 2008.

من النحاس والأسمدة إلى السكر.. أزمة الطاقة تخنق مصانع أوروبا

وعاد النحاس إلى الانتعاش، مقترباً من سعر 10 آلاف دولار للطن، وتشير فروق الأسعار إلى معاناة السوق من إمدادات أكثر شُحاً بكثير، حيث يتم تداول عقود النحاس الفورية بأكبر زيادة تشهدها العقود المستقبلية خلال عقد من الزمان تقريباً مع تقلص المخزونات العالمية.

التضخم يُرعب العالم.. هكذا يرى 23 بنكاً مركزياً مستقبل أسعار الفائدة

ضغوط تضخمية

تنتشر تخفيضات إمدادات المعادن من الصين إلى أوروبا، حيث يتسبب نقص الطاقة في ارتفاع تكاليف الكهرباء والغاز الطبيعي، الأمر الذي يهدد بوجود مزيد من الضغوط التضخمية الناتجة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وظهر أحدث محفز سوقي كبير، أمس الأربعاء، عندما قالت شركة "نيرستار"، وهي واحدة من كبار منتجي الزنك، إنها ستخفض الإنتاج في 3 مصاهر أوروبية بنسبة تصل إلى 50%، بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء، والتكاليف المتصلة بانبعاثات الكربون.

الألمنيوم يرتفع لأعلى مستوى منذ 13 عاماً بضغط من أزمة الطاقة العالمية

تراجع الطلب

حتى الآن، أثرت أزمة الطاقة بشكل كبيرٍ على العرض، لكن المخاوف بشأن الطلب تتزايد بسرعة أيضاً، حيث تواجه الشركات المصنعة ارتفاعاً متزامناً في أسعار المواد الخام عبر كل القطاعات.

وارتفع مؤشر "سي أر بي - بي إل إس" الأمريكي للمواد الخام الصناعية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، أمس الأربعاء، ليعكس بذلك ارتفاع أسعار المواد الخام مثل الجلود والشحوم والخردة المعدنية، التي لا يتم تداولها في بورصات العقود المستقبلية.

تتضح الضغوط بصفة خاصة في الصين، حيث ارتفعت أسعار تسليم المصنع في البلاد بأسرع وتيرة لها منذ 26 عاماً تقريباً خلال سبتمبر الماضي.

وهذا النوع من الارتفاعات يمكن أن يمتد بسهولة إلى الاقتصادات الأخرى، نظراً للدور الذي تلعبه الصين كأكبر دولة مُصدرة في العالم.

الارتفاع الجنوني في أسعار الألمنيوم يحمل بين طيّاته أزمة طاقة طاحنة

صعود الزنك

قالت جيا تشينغ، التي تقوم بتداولات مع شركة "شانغهاي دونغو جيوينغ إنفستمنت مانجمنت": "حان دور الزنك" للارتفاع، حيث تسببت أزمة الطاقة في توقف أو تخفيض عمليات الإنتاج واسعة النطاق بالمصاهر.

وأضافت تشينغ، أن قيود الكهرباء تتمدد أيضاً إلى المقاطعات الرئيسية المنتجة للزنك في الصين.

وقللت بعض المصاهر الصينية بالفعل من معدلاتها التشغيلية، في الوقت الذي تعاني فيه من نقص الكهرباء، المدعوم بوصول أسعار الفحم إلى مستويات قياسية.

ارتفع الزنك بنسبة 6.9%، ليصل إلى 3637.50 دولار للطن، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2007، وفي بورصة لندن للمعادن قبل التداول، وصل السعر إلى 3539.50 دولار اعتباراً من الساعة 08:54 صباحاً بالتوقيت المحلي. أما في شنغهاي، فارتفعت الأسعار بنحو 7.1%، وهو الحد اليومي لها، لتصل بذلك إلى 25700 يوان للطن.

قالت شركة "شانغهاي ميتلز ماركت" البحثية، في مذكرة نشرت يوم الخميس الماضي، إن الأسعار قد تظل مرتفعة مع استمرار تأثير أزمة الطاقة على سوق المعادن.

وقبل التخفيضات الأخيرة، ظهرت توقعات تتنبأ بتقلص الفائض في سوق الزنك العالمي بالفعل خلال العام المقبل، وفقاً للمجموعة البحثية العالمية التي تركز على دراسة سوقي الرصاص والزنك.

نقص خطير

قال دانيال بريسمان، المحلل في "كوميرز بانك"، في مذكرة أرسلت عبر البريد الإلكتروني: "إذا حدث خفض في الإنتاج لأي فترة مطولة، فمن المحتمل أن يكون لذلك تأثير هائل على سوق الزنك، ما سيشكل وقتها بالتأكيد نقصاً خطيراً في المعروض". وأضاف: "استجابة السعر تبدو منطقية بالتأكيد في ظل هذه الخلفية".

ارتفع النحاس كذلك، حيث صعدت الأسعار بنحو 5% في شنغهاي، وسط ظهور علامات على وجود تشديدات كبيرة في الإمدادات. وتم تداول فرق السعر النقدي في عقود النحاس لأجل 3 أشهر في لندن على أكبر تراجع يشهده منذ عام 2012، مع هبوط مخزونات البورصة العالمية بسرعة.

وشهدت 5 من أصل 6 عقود للمعادن الأساسية في بورصة لندن للمعادن تأجيلات في التسليم، مما يشير إلى ضغوط واسعة النطاق على التسليم الفوري للإمدادات.

وفي أسواق المعادن الحديدية، تعافت العقود المستقبلية لخام الحديد بعد تراجعها خلال اليومين الماضيين. ولا تزال هذه العقود تتجه نحو تكبد خسارة أسبوعية في الصين تبلغ نحو 2% تقريباً، حيث يمكن أن تؤثر القيود الجديدة التي ستفرض على إنتاج الصلب في أوائل العام المقبل بالسلب على الاستهلاك.

معادن أساسية