فوضى سلاسل التوريد وتصاعد التكاليف يتصدران تهديدات موسم الأرباح في أوروبا

تزايد التكاليف على الشركات نتاج لعقبات العرض، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ونقص العمال، وسيراقب المستثمرون عن كثب أي الشركات التي ستضطر لامتصاص ارتفاع الأسعار وأي الشركات قادرة على تمريرها إلى العملاء.
تزايد التكاليف على الشركات نتاج لعقبات العرض، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ونقص العمال، وسيراقب المستثمرون عن كثب أي الشركات التي ستضطر لامتصاص ارتفاع الأسعار وأي الشركات قادرة على تمريرها إلى العملاء. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تهدد ضغوط التكاليف وفوضى سلاسل التوريد وتراجع الدفعة التي حصلت عليها بعض الشركات من عمليات الإغلاق موسم أرباح الشركات الأوروبية في الربع الثالث، ما يهيئ المستثمرين لخيبة الأمل أكثر من الابتهاج.

وبينما طمأنت الأرقام القوية من عمالقة مثل "لويس فيتون" و"إس إيه بي" المستثمرين في الأسهم الأوروبية الأسبوع الماضي، فقد تكون هناك حاجة للمزيد من الأنباء الجيدة للمحافظة على الاتجاه الصعودي، لكن يفرض التضخم المتزايد والتعافي العالمي المتعثر تحدياً أمام المزيد من المكاسب السوقية.

"أيكيا": أزمات سلاسل التوريد العالمية ستستمر حتى منتصف 2022

قال روبرت غرايل، كبير الاستراتيجيين في البنك الألماني الخاص "ميرك فينك": "نتوقع مفاجآت إيجابية أقل في نتائج الأعمال، والمزيد من التوجيهات الإرشادية الحذرة من الشركات، وترقيات أرباح أقل من المحللين".

وفيما يلي استعراض لما سيشهده المستثمرون مع طرح الشركات لنتائج أعمالها:

كوابيس لوجستية

تسببت الفوضى المرتبطة بالوباء وفحوصات الجمارك بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ونقص سائقي الشاحنات في إلحاق دمار بسلاسل التوريد.

دقت شركات الملابس ناقوس الخطر قبل موسم العطلات المهم للغاية، وحذرت شركة التجزئة على الإنترنت "أسوس" من أن مشاكل سلسلة التوريد ستضر بالأرباح، بينما أكدت "هينيس آند موريتز" (Hennes & Mauritz AB) و"بوهو غروب" عن مواجهتهما تأخيرات في التسليم، وهوت أسهم "أسوس" و"بوهو" بعد الإعلانات.

سلاسل التوريد.. مشكلات لا تنقصها الأسباب

قال سلمان أحمد، الرئيس العالمي لتخصيص الأصول الكلية والاستراتيجية في شركة "فيديليتي إنترناشونال": "نتوقع أن تواجه الشركات قيوداً على العرض وارتفاعاً في أسعار المدخلات".

ينبغي متابعة أسهم: بائعة الملابس الرياضية بالتجزئة "بوما" (من المقرر صدور نتائج الأعمال في 27 أكتوبر) و"أديداس" (10 نوفمبر)، والبائعة بالتجزئة عبر الإنترنت "زالاندو" (3 نوفمبر)، وشركة الشحن "إيه بي مولر ميرسك" (2 نوفمبر)، والمجموعة الصناعية "سيمنز" (11 نوفمبر).

تصاعد التكاليف

تزايد التكاليف على الشركات نتاج لعقبات العرض، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ونقص العمال، وسيراقب المستثمرون عن كثب أي الشركات التي ستضطر لامتصاص ارتفاع الأسعار وأي الشركات قادرة على تمريرها إلى العملاء.

رئيس "بنك أوف أمريكا": موجة التضخم مستمرة وليست مؤقتة

قال خوسيه أنطونيو مونتيرو دي إسبينوزا، رئيس الأسهم الأوروبية في "سانتاندير أسيت مانجمنت": "يجب إيلاء اهتمام خاص لتأثير المشاكل اللوجستية على سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف الطاقة، والضغط التصاعدي لتكاليف العمالة.. وخلال الربع الثالث، اختبرنا إحدى الفترات التي شهدت أكبر زيادة في توقعات التضخم في أوروبا".

كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي: أزمة سلاسل التوريد وضغوط الأسعار ستستمر حتى 2022

وقد يستفيد منتجو الطاقة بطبيعة الحال- صعد مؤشر الطاقة "ستوكس 600" بنسبة 19% خلال الأشهر الثلاثة الماضية- وهو القطاع الأفضل أداءً في أوروبا، وارتفعت تقديرات نمو أرباح القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية مع زيادة أسعار النفط والغاز.

ينبغي متابعة أسهم: شركة دانون لصناعة منتجات الألبان (19 أكتوبر)، ومنتجة الأسمدة "يارا إنترناشونال" (20 أكتوبر)، وشركة المنتجات المنزلية "ريكيت بنكيزر غروب" (26 أكتوبر)، ومصنع الجعة "إيه بي إنبيف" (28 أكتوبر)، وصانعة الكيماويات "سولفاي" (Solvay SA) في (28 أكتوبر)، وشركات النفط العملاقة "رويال داتش شل" (28 أكتوبر)، و"توتال إنرجيز" (28 أكتوبر) و"بريتش بتروليوم" (2 نوفمبر).

أزمة نقص الرقائق

أجبرت عمليات الإغلاق العديد من الأشخاص على متابعة حياتهم عبر العالم الرقمي، ما رفع الطلب على الأجهزة الإلكترونية، ونتيجة لذلك، قفز الطلب على الرقائق التي تشغل هذه الأجهزة، وهو ما أضرَّ بشركات صناعة السيارات وعمالقة الهواتف الذكية مثل "أبل".

استناداً على علامات التحذير المبكرة من قطاع السيارات، لا يبدو أن أزمة الرقائق ستهدأ في أي وقت قريب، وخفضت موردة قطع الغيار "فوريسيا" (Faurecia SA)، وصانعة الشاحنات "تراتون" توقعاتهما الشهر الماضي، بينما قالت "فولكس واجن" إنها تواجه طلبيات متراكمة كبيرة بسبب نقص الرقائق.

ومع ذلك، يمكن لصانعي الرقائق أنفسهم الاستفادة؛ إذ كشف آخر تحديث من شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أن الطلب لا يزال قوياً، وكانت توقعات العملاقة الآسيوية للربع الرابع من العام أعلى من تقديرات بعض المحللين.

ينبغي متابعة أسهم: شركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (20 أكتوبر) لصناعة معدات أشباه الموصلات، وموردي رقائق السيارات "إس تي مايكروإلكترونيكس" (28 أكتوبر) و"إنفينيون تكنولوجيز" (10 نوفمبر)، وشركات صناعة السيارات "فولكس واجن" (28 أكتوبر)، و"ستيلانتيس" (28 أكتوبر).

انحسار دفعة الإغلاق

تعرضت الشركات التي حصلت على دفعة خلال عمليات الإغلاق لاختبار واقع مع تراجع القيود الآن، وهبطت أسهم صانعة برمجيات التحكم عن بعد "تيم فيور" (TeamViewer AG) بنسبة 25% في غضون يوم واحد، بعد خفضها للتوقعات نتيجة تراجع الطلب من العملاء من الشركات، وكانت شركة توصيل الطعام عبر الإنترنت "جست إيت تيك أواي دوت كوم" ضحية أخرى، وتراجعت أسهمها بعد أن سجلت تباطؤاً في نمو الطلبيات.

قالت كريستينا بينيتو، رئيس الأسهم في المحافظ التقديرية في "مابفري أسيت مانجمنت": "سيكون السوق أكثر صعوبة على القطاعات التي كان أداؤها إيجابياً للغاية العام الجاري".

ينبغي متابعة أسهم: شركة توصيل الطعام "ديليفرو" (20 أكتوبر)، وصانعة أجهزة الكمبيوتر "لوجيتيك انترناشونال" (26 أكتوبر)، وصانعة أدوات الوجبات "هيلو فريش" (2 نوفمبر)، وصانعة برمجيات الرسائل المحمولة "سينتش" (2 نوفمبر).

بشكل عام، تعد توقعات الأرباح للربع الثالث مرتفعة؛ إذ يتوقع المحللون نمواً بنسبة 60% للشركات في "ستوكس 600"، ومع ذلك، أصبحت الأوضاع الاقتصادية أقل محاباة، ويقلص المحللون وتيرة رفع تقديرات الأرباح.

قالت ميلا سافوفا، الخبيرة الاستراتيجية في "بنك أوف أمريكا"، في تعليقات مرسلة عبر البريد الإلكتروني: "نعتقد أن ارتداد ربحية سهم "ستوكس 600" قد انتهى إلى حد كبير، ولا نتوقع إلا صعوداً هامشياً إضافياً في أوائل العام المقبل".

أوروبا