بعد تحقيقه أرباحاً قياسية.. "غولدمان ساكس" يستطيع الحصول على إجازة حتى نهاية العام

المقر الرئيسي لمجموعة "غولدمان ساكس" في نيويورك، الولايات المتحدة
المقر الرئيسي لمجموعة "غولدمان ساكس" في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حطم بنك "غولدمان ساكس" الأرقام القياسية، يوم الجمعة الماضي، بأرباح وعائدات فاقت التوقعات في جميع الفئات في الربع الثالث.

ربما تكاد تسمع المحللين وهم يرمون باقات ورد للمدير المالي المنتهية ولايته، ستيفن شير، في مؤتمره الأخير عبر الهاتف لمناقشة نتائج الأعمال، مع ارتفاع أسهمه بأكثر من 3%.

اقرأ أيضاً: أسهم غولدمان ساكس تتلقى دفعة من أرباح تجاوزت التوقعات للبنك

تفوق "غولدمان" على جميع البنوك الأخرى التي أعلنت الأسبوع الجاري عن أرباح أعمالها الأساسية لتداول الأسهم والسندات والعملات والسلع، كما حققت أرقاماً قوية فيما يتعلق بأعمال الصيرفة الاستثمارية وأعمال المستهلكين وإدارة الثروات.

أعلن البنك عن إجمالي إيرادات للأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، أكبر من أي إجمالي تم الإعلان عنه سابقاً لعام بأكمله، لكنني أشك في أن المدير التنفيذي، ديفيد سولومون، سيخبر موظفيه بأخذ بقية العام إجازة.

اقرأ أيضاً: "غولدمان ساكس" يرفع رواتب موظفيه الجدد لـ110 آلاف دولار سنوياً

إحدى الطرق الرئيسية التي ينجح بها "غولدمان ساكس" في القيام بذلك، هي توسيع ميزانيته العمومية وتمويل المزيد من التداولات. نمت أصول البنك المرجحة بالمخاطر - مقياس الأصول المستخدمة لتحديد متطلبات رأس المال - بنسبة 10% خلال العام الجاري، وهي أعلى بنسبة 23% عن نهاية عام 2019.

أعمال التداول

جاء معظم هذا النمو من أعمال التداول، حيث كان "غولدمان" يقوم بأشياء مثل إقراض شركات التكنولوجيا المالية الشابة ثم تمويل الرهون العقارية التي تنشأ عنها، ثم كان "غولدمان" يعيد تجميع تلك القروض ويبيعها لمستثمرين آخرين في وقت لاحق، ومن المفترض أن ينمو هذا النوع من الأعمال بشكل أكبر مع "غرين سكاي" (GreenSky)، وهي أعمال الشراء الآن والدفع لاحقاً التي يشتريها البنك مقابل 2.2 مليار دولار.

هذا النوع من النشاط ساعد على نمو تمويلات الدخل الثابت والعملات والسلع "FICC" بنسبة 55% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وكان ذلك سبباً رئيسياً في أن بنك "غولدمان" هو البنك الأمريكي الكبير الوحيد في الربع الثالث الذي حافظ على إجمالي إيرادات ثابتة من تداولات الدخل الثابت مقارنة بالتوقعات بانخفاض نسبته 22% والخسارة في الإيرادات التي تكبدها أقرانه.

تداول الأسهم

ارتفع تمويل تداول الأسهم أكثر، وتضاعفت الإيرادات مقارنة بأرقام العام الماضي، وهو ما ساعد خط إيرادات تداول الأسهم على تجاوز التوقعات بنسبة 41%، ما قدم بسهولة أقوى انتصار على الأقران وجعل البنك متقدماً على "مورغان ستانلي" في ذلك الربع، ويعني تمويل الأسهم أساساً بإقراض صناديق التحوط، وربما كان سبب المكاسب هنا يتعلق بقدر أقل بمجرد أخذ الحصة السوقية من البنوك الأوروبية التي فقدت شهيتها، مثل "كريدي سويس"، بقدر أكبر بالتخلي عن العملاء الأضعف والأقل ربحية مقابل العملاء الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر ربحية.

إحدى الطرق التي لم يوسع بها بنك جولدمان ميزانيته العمومية هي جذب مليارات الدولارات من الودائع الإضافية من الأشخاص العاديين والتي سيتعين عليه الاحتفاظ بها في سندات الخزانة منخفضة العائد أو أصول البنك المركزي، لكنه لا يشبه هذا النوع من البنوك بعد كل شيء، إنما هو نوع البنك الذي يتفوق أيضاً على منافسيه من حيث نمو صافي دخل الفائدة، وهو المجال الذي كان يأمل المستثمرون أن يكون أداء جميع البنوك التقليدية فيه جيداً.

أدى إقراض المزيد من العملاء الأثرياء في مجال المستهلكين والثروة إلى رفع صافي دخل الفائدة هناك بنسبة 36% على أساس سنوي، وأدى كل هذا التمويل في ذراعه للتداول إلى رفع صافي دخل الفائدة في قسم الأسواق بنسبة 45% على أساس سنوي.

إبرام الصفقات

قال ديفيد سولومون في ملاحظة ذكية بشأن إبرام الصفقات: كان نشاط الاندماج والاستحواذ مدفوعاً بصناديق الملكية الخاصة، ومن المقرر أن يتباطأ ذلك، موضحاً أن "غولدمان" كان أكثر حذراً بشأن المخاطر المتعلقة بالصفقات الكبيرة، وبدا ذلك كما لو أنه أصبح حذراً من التورط في جزء كبير من الاستحواذات الممولة بالقروض في مرحلة ما.

لكن كانت هذه الملاحظة المتشائمة الوحيدة، وأي مخاوف بشأن الفقاعات أو تعثر السوق يمكن أن تنتظر ليوم آخر، وربما يتعين على البنك أن يأخذ بقية العام إجازة ويعود بعد أن يبدأ الفيدرالي تجربته التالية لسحب الدعم النقدي الهائل من الأسواق، والذي كان سبباً لكل هذا الازدهار المصرفي.