"إيفرغراند" تهبط بمبيعات المنازل الصينية 17% في سبتمبر

عقارات الصين
عقارات الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استمرت حالة الركود المسيطرة على سوق العقارات السكنية الصينية خلال الشهر الماضي، في ظل اتساع نطاق أزمة ديون شركة "تشاينا إيفرغراند غروب" لتطال شركات تطوير عقاري أخرى، حيث نأى المشترون بأنفسهم عن السوق.

هبطت قيمة مبيعات المنازل بنحو 16.9% خلال شهر سبتمبر بالمقارنة بالعام الماضي، بعد أن تراجعت بنحو 19.7% خلال شهر أغسطس الماضي، وفقا لحسابات بلومبرغ التي تقوم على البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين التي جرى الكشف عنها اليوم الاثنين.

بينت هذه الحسابات حدوث انخفاض في حجم الاستثمار في القطاع العقاري لأول مرة منذ بداية تفشي وباء فيروس كورونا، ما أسفر عن عمليات إغلاق لقطاعات اقتصادية في مطلع العام الماضي، متراجعاً بنسبة 3.5% مقارنة بالعام الماضي.

سوق العقارات

كشفت إحصاءات أخرى أن تراجع سوق العقارات يأتي من بين العديد من المشكلات التي يتعرض لها الاقتصاد في الصين، حيث سجل نمواً بطيئاً خلال الربع الماضي. ساهمت جهود الحكومة على صعيد الحد من نفوذ شركات التطوير العقاري في تفاقم أزمة السيولة في شركة "إيفرغراند" التي بدأت تنتقل في الوقت الحالي إلى شركات أخرى، وهو ما جعل المشترين يترددون في سداد مبلغ مقدم الحجز لشراء منازل لم يبدأ تشييدها بعد.

اقرأ أيضاً: الصين تضخ 17 مليار دولار في النظام المالي لتهدئة مخاوف "إيفرغراند"

قالت هيلين تشياو، كبيرة خبراء الاقتصاد المتخصصة في الصين الكبرى لدى "بنك أوف أمريكا كورب"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "لا يوجد مشترٍ للعقارات الجديدة في الصين بسبب المخاوف، لذا يمكن لنا أن نشاهد عمليات هبوط إضافية للاقتصاد.".

من المرجح أن يوسع هبوط المبيعات من هذه الحلقة المفرغة عبر مزيد من التدهور في عجز السيولة النقدية لدى شركات التطوير العقاري، ما يضطرهم إلى تقديم عروض بخصومات أكبر. من المحتمل أيضاً أن يسفر ذلك عن خفض في أسعار العقارات السكنية في بلد يدخر فيه الناس جزءاً كبيراً من ثروتهم في شراء العقارات. هبطت أسهم قطاع الشركات العقارية في البر الرئيسي الصيني على إثر هذا التقرير.

آسيا والمحيط الهادئ

اقرأ أيضاً: "إيفرغراند".. واحدة من نقاط الصين العمياء

أعمال البناء

يتعرض مشترو المنازل فعلياً لمخاطر تراجع الأسعار في أعقاب سنوات من الصعود. هبطت مؤشرات نمو الأسعار وتراجعت المنازل التي بدأت فيها أعمال البناء والمبيعات على نحو كبير خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما جاء في تقرير صدر حديثاً لشركة "موديز أنالاتيكس" (Moody’s Analytics).

ربما هبطت مبيعات شركة "إيفرغراند" بمفردها بنسبة 93% في شهر سبتمبر الماضي بالمقارنة بالعام السابق، بحسب تقرير صادر عن شركة "سيتي غروب إنك" يقوم على بيانات تعود لشركة "تشاينا ريل استيت انفورميشن كورب" (hina Real Estate Information Corp.)، من المنتظر إعلان الصين عن البيانات الخاصة بأسعار العقارات السكنية عبر 70 مدينة كبرى يوم الأربعاء المقبل.

خرج البنك المركزي الصيني عن صمته فيما يتعلق بأزمة شركة "إيفرغراند" الأسبوع الماضي عندما قال إن المخاطر التي تواجه النظام المالي والناجمة عن الصعوبات التي تتعرض لها شركة التطوير العقاري "قابلة للسيطرة" ومن غير المرجح أن تتفشى لدى غيرها. خلال اجتماع عبر الإنترنت لـ "مجموعة الثلاثين" يوم الأحد، أوضح رئيس بنك الشعب في الصين يي غانغ أن التزامات الديون لدى شركة "إيفرغراند" موزعة على "مئات" الكيانات عبر النظام المالي، ولهذا السبب "ليس هناك نقاط تركيز كبيرة".

اقرأ المزيد: أزمة "إيفرغراند" اختبار إجهاد ماليّ لا يتمناه أحد

الديون المفرطة

تسعى الحكومة الصينية إلى القضاء على الديون المفرطة عبر قطاع العقارات، على أساس مفهوم يقضي بأن العقارات السكنية مخصصة لغرض المعيشة وليس لغرض الدخول في مضاربة. على الرغم من ذلك، فإن القيام بهذه المهمة يعتبر نوعاً من الممارسة الخطيرة في بلد يمثل فيه قطاع العقارات الأوسع نطاقاً حوالي 23% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب تقديرات "غولدمان ساكس غروب إنك".

شرعت السلطات التنظيمية في تخفيف قيود قروض الإسكان، وهو تحرك يمكن أن يقدم المساعدة لأولئك الذين يشترون منزلا للمرة الأولى ويزيد من حجم المعاملات بعد وضع حد أقصى غير مسبوق لتعرض البنوك للاستثمار في القطاع العقاري.

أفادت وكالة بلومبرغ خلال الأسبوع الماضي بأن المسؤولين أخبروا عدداً من البنوك الكبرى خلال الشهر الماضي بأن عليهم الإسراع باعتماد قروض الرهون العقارية خلال الربع الأخير من العام الجاري.

واجهت شركات التطوير العقاري الصينية موجة من عمليات تخفيض التصنيف الائتماني؛ حيث يبلغ نصيبها من الديون المتعثرة على مستوى العالم مقدار النصف، بحسب بيانات جمعتها وكالة بلومبرغ. زادت حدة الخوف من حدوث تفشٍ للأزمة في الأسبوعين الماضيين في أعقاب التعثر المفاجئ الذي حدث لشركة "فانتازيا هولدينغز غروب" وصدور تحذير من شركة "سينيك هودلينغز غروب كو" (Sinic Holdings Group Co) من أنها على وشك أن تتعثر في سداد ديونها المستحقة.