هبوط الليرة التركية يهدد الرهان على السندات في الأسواق الناشئة

أزمة الليرة تنعكس على سوق السندات التركية
أزمة الليرة تنعكس على سوق السندات التركية
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يهدد تراجع الليرة التركية خلال شهر أكتوبر الجاري، بعرقلة صعود سندات الشركات التركية التي قدمت للمستثمرين بعضاً من أعلى العوائد بالأسواق الناشئة.

جاءت سندات الشركات التركية التي تقدم عوائد بنسبة 4.4% منذ بداية عام 2021، في المرتبة الثانية من حيث الأداء الأسوأ بالدول النامية، بعد أن أقال الرئيس رجب طيب أردوغان ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى بالبنك المركزي الأسبوع الماضي.

مع انخفاض الليرة، ارتفع متوسط العائد على سندات الشركات التركية إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 4.82%.

آسيا والمحيط الهادئ - عائدات السندات الحكومية 10 سنوات

أزمة "إيفرغراند"

قبل ذلك الحين، قاومت تكاليف اقتراض الشركات التركية إلى حد كبير تأثير أزمة مجموعة إيفرغراند في الصين، والمخاوف المتزايدة بشأن بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إجراءات خفض التسهيل الكمي، مما حد من الشهية على نطاق أوسع لشراء الأصول ذات المخاطر العالية بالأسواق الناشئة.

اقرأ أيضاً: مصير الليرة التركية في يد المستثمرين المحليين

حققت سوق سندات الشركات التركية التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار عوائد للمستثمرين المغامرين هذا العام وسط تفاؤل بشأن ازدهار الصادرات وعودة السياح وإعادة فتح الأسواق الأوروبية. في غضون ذلك، فقد ائتمان الأسواق الناشئة 2.5% من إجمالي العوائد منذ بداية 2021.

قال حاملو السندات حالياً إن انخفاض قيمة الليرة شديد للغاية، بحيث يصعب أن يترك ديون الشركات كما هي.

قالت أوموتوند لاوال رئيس قسم ديون الشركات في الأسواق الناشئة في "بارينجز": "كلما كان الحجم أكبر وحدوثه أسرع، زادت إمكانية إلحاق الضرر بالشركات"، مشيرة إلى انخفاض الليرة التركية.

أضافت أنه بينما قامت بعض الشركات بالتحوط من مخاطر العملة، لم يتوقع أي منها سعر العملة التركية عند 9 ليرات مقابل الدولار. "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن الشركات من زيادة الأسعار لتعويض تأثير انخفاض سعر العملة".

اقرأ المزيد: صناديق تحوط تحذر: اضطرابات بورصة تركيا قد تُصيب الأسواق الناشئة

هل هناك تخفيضات مرتقبة لأسعار الفائدة على الليرة التركية؟

من المتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة يوم الخميس المقبل بعد إقالة نائبي المحافظ سميح تومين وأوجور ناميك كوجوك، إلى جانب عضو لجنة السياسة النقدية عبد الله يافاس، الذين يُنظر إليهم على أنهم معارضون لتطبيق سياسة نقدية أكثر تيسيرية. جاءت الإطاحة بالمسؤولين في أعقاب اجتماع بين الرئيس التركي ومحافظ البنك المركزي شهاب قاوجي أوغلو مساء الأربعاء الماضي.

انخفضت الليرة إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى استمرار انخفاض قيمتها بأكثر من 20% منذ بداية 2021، وهو الانخفاض الأسوأ بين عملات الأسواق الناشئة.

اقرأ أيضا: "جيه بي مورغان": تقلبات الليرة التركية أبرز عقبة أمام المستثمرين

قال أردوغان - الذي استند حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه لعقود من الزمن في نجاحه بالانتخابات على تحقيق مستويات النمو الاقتصادي السريعة – إن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي في الواقع إلى ارتفاع الأسعار بدلا من وجهة النظر التقليدية القائلة باحتواء التضخم.

صدمات السوق

سعى المقترضون والبنوك الدولية إلى التكيف مع صدمات السوق التركية في الماضي.

قامت بنوك مثل مصرف "أكبانك" (Akbank TAS) و"بنك زراعات" ( Ziraat Bankasi AS)، التي تستفيد من السوق مرتين على الأقل كل عام لإعادة التمويل، بتحسين الأسعار على قروضها الخارجية في مارس، حيث تراجعت الليرة بعد الإقالة المفاجئة للمحافظ الأسبق للمركزي التركي.

يتواجد مصرف "أكبانك" و"بنك ائتمان الصادرات التركي" حالياً في السوق لإعادة التمويل، ومن المتوقع أن تقوم ثلاث جهات إصدار أخرى على الأقل باستبدال أوضاعها السابقة.

رفض "أكبانك" التعليق، ولم يرد "بنك ائتمان الصادرات" على مكالمة هاتفية ورسالة بريد إلكتروني لطلب التعليق.

أزمة سيولة

قال أوكان أكين، محلل الائتمان في "أليانس بيرنشتاين" بلندن: "الانخفاض الشديد في قيمة العملة سيضر بالثقة، وقد تواجه تركيا أزمة سيولة في العملات الأجنبية، ما يمثل خطراً مهما للغاية عندما يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي يخفض التسهيل الكمي، وحدوث خفض كبير لقيمة العملة من شأنه أن يضعف نسب رأس مال البنوك ويحفز عمليات بيع للسندات المصرفية".

قفزت سندات شركة مشغلة الهواتف المحمولة في البلاد، "توركسل للاتصالات" (Turkcell Iletisim Hizmetleri AS )، البالغة 500 مليون دولار المستحقة في أبريل 2028 خمس نقاط أساس إلى 4.84% يوم الخميس، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

بالمثل، قفزت سندات بقيمة 700 مليون دولار لشركة صناعة الزجاج (Turkiye Sise ve Cam Fabrikalari) و سندات بقيمة 650 مليون دولار لشركة تصنيع البسكويت والشوكولاتة والحلويات "أولكر بيسكوفي سانايي" (Ulker Biskuvi Sanayi AS) المستحقة في أكتوبر 2025 إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر تقريباً.