جيل الألفية في الهند يخرج صناعة التشفير إلى النور

المصدر: غيتي إيمجز
Andy Mukherjee
Andy Mukherjee

Andy Mukherjee is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies and financial services. He previously was a columnist for Reuters Breakingviews. He has also worked for the Straits Times, ET NOW and Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في مئات المدن والبلدات الصغيرة الهندية، يتجه جيل لم يكن لديه أي خبرة في الأسهم والسندات مباشرة إلى "بتكوين"، و"إيثريوم"، و"كاردانو"، و"سولانا". يبلغ متوسط ​​عمر 11 مليون مستخدم لتطبيق "كوين سويتش كوبير" (CoinSwitch Kuber)، تطبيق تداول العملات المشفَّرة الذي لم يكن موجوداً منذ 18 شهراً، نحو 25 عاماً، علماً أنَّ نحو 55% منهم من خارج المدن الكبرى، مثل: نيودلهي أو مومباي.

اقرأ المزيد: ازدهار مرتقب لسوق الأسهم الهندية بسبب الخصخصة وحملة الصين

يساعد القبول الواسع للرموز الرقمية من قبل جيل الألفية، والجيل (زد) الصناعة على الخروج إلى النور، في مشهد يبعد كل البعد عمّّا حدث في العام 2018 عندما بقي المؤسسون المشاركون في بورصة العملات المشفَّرة في عهدة الشرطة لفترة وجيزة، وذلك بسبب إقدامهم على نصب كشك في مركز تسوق بمدينة بنغالور؛ مكَّن الأشخاص من مبادلة عملة "بتكوين" لديهم بالمال. أصبح التداول الآن أمراً منتشراً للغاية، ومرئياً جداً. قامت "كوين سويتش كوبير" بتوقيع عقد مع أحد النجوم الشباب في "بوليوود" لحملة إعلانية تحمل شعار "Kucch toh badlega"، التي تعني أنَّ

"شيئاً ما سوف يتغيّر".

رفع الحظر

بالفعل، تغيَّر شيء ما بالنسبة إلى "كوين سويتش" التي بدأت كشركة لتجميع أفضل أسعار الأصول الرقمية في الوقت الفعلي حول العالم. في العام 2018، لم يتمكَّن المشروع الوليد من ممارسة أعماله في وطنه، لأنَّ السلطة النقدية الهندية أصدرت تعليمات للبنوك بعدم قبول العملاء الذين يتعاملون بالعملة الافتراضية. ولم تُبطل المحكمة العليا هذا الحظر إلا في شهر مارس من العام الماضي. اكتسب تطبيق "كوين سويتش"، الذي تم إصداره في شهر يونيو، نحو 11 مليوناً من العملاء في 16 شهراً، ولاحظ المستثمرون الشركة الناشئة التي أصبحت مؤخراً أول شركة في البلاد تجمع الأموال من شركة رأس المال المغامر في وادي السيليكون، "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz)، بقيمة 1.9 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: موكيش أمباني يشتري حصة في علامة تجارية لصناعة أزياء نجوم "بوليوود"

بعد أن أصبحت هذه الصناعة رئيسية في مثل هذا الوقت القصير؛ تطالب الصناعة نفسها بإخضاعها إلى التنظيم. يقول آشيش سينغال، أحد مؤسسي "كوين سويتش" الثلاثة: "لقد قررنا الظهور علانية. حتى لو أضر التنظيم بأعمالنا على المدى القصير، فهو أفضل من إجبارنا على العمل في منطقة رمادية بقدر قليل من اليقين دون مساحة كبيرة للنمو".

اقرأ المزيد: رئيس مجموعة ماهندرا الهندية: ثقتي كبيرة بجيل الألفية لإحداث التغيير

تزايدت المخاوف من كونها شركات خارجة عن القانون منذ صدور أمر المحكمة العام الماضي الذي منح حياة جديدة للصناعة المحتضرة. لكنَّ هذا الخطر يتراجع الآن. وفي حين أعلنت بكين الشهر الماضي، وبأكثر العبارات وضوحاً، عزمها على اجتثاث كل المعاملات بالعملات الافتراضية، يظن الرأي العام أنَّ نيودلهي ستتردد في اتخاذ مثل هذه الخطوة المتطرفة. ويعود هذا جزئياً إلى اختلاف العلاقة بين الأعمال الخاصة والدولة الهندية، إذ يحتاج السياسيون إلى تبرُّعات الشركات لخوض الانتخابات باهظة الثمن، ولا يحب المواطنون أن تخبرهم الحكومة ما إذا كانت الدروس الخصوصية، أو الألعاب الإلكترونية، أو امتلاك أصول التشفير، أمراً سيئاً لهم.

تزايد الثقة

إلا أنَّ ثقة الصناعة تنبع جزئياً من الاعتقاد بأنَّ صانعي السياسات قد تمَّ إقناعهم بالفوائد التي تعود على الاقتصاد من الابتكار القائم على تقنية "بلوكتشين". وتنصح "آي سبريت" (iSPIRT)، المؤسسة الفكرية المؤثرة، ومقرّها بنغالور، الهند باحتضان المجال المتنامي للتمويل اللامركزي، وذلك لسدِّ فجوة تمويل قيمتها 250 مليار دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وبناء "وول ستريت" إلكترونية للجميع، مثلما وصفها سابقاً بالاجي سرينيفاسان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في "كوين بيس غلوبال"، أكبر بورصة تشفير، ومقرُّها الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: أكثر من 6 آلاف من عملاء "كوين بيس" تعرّضوا لهجوم احتيالي في 2021

ويقول سينغال: "لقد خسرت الدولة الإنترنت 1.0، فلقد قدَّمنا ​​مواهب عالمية المستوى إلى "غوغل"، و"مايكروسوفت"، فضلاً عن الرؤساء التنفيذيين الحاليين، لكنَّنا لم نخلق هؤلاء العمالقة. يمكننا بناء بعض الشركات العالمية العملاقة من خلال استخدام تقنية ’بلوكتشين’".

مع ذلك؛ ما يزال الاعتماد الجماعي لتداول العملات المشفَّرة يجعل السلطات،

لاسيَّما البنك المركزي، غير مرتاحة. فلم تكن "كوين سويتش" الوحيدة التي استخدمت دعم المشاهير في حشد الأعمال قبل عيد "ديوالي"، المعروف بأنَّه موسم شراء الذهب التقليدي. التقى المسؤولون مؤخراً مع النجم البوليوودي أميتاب باتشان، لإبلاغه عن مخاوفهم بشأن صفقته لتمثيل العلامة التجارية، "كوين دي سي إكس" (CoinDCX)، بورصة التشفير الهندية الأخرى.

قد تستخدم حماسة التخمين الحالية بعض التدليس، برغم أنَّ الوقت قد فات لتجربة أي شيء أكثر قسوة، ولن يكون وضع فئة أصول كاملة خارج الحدود عادلاً بالنسبة إلى مستثمري الجيل (زد). يقول شاران ناير، كبير مسؤولي الأعمال في "كوين سويتش"، إنَّهم "ترعرعوا على الإنترنت. كثير من التقنيين مثلنا يرغبون في حل مشكلات عالم التشفير من خلال المساهمة في التعليمات البرمجية. ماذا يمكنهم أن يفعلوا كمساهمين في بنك لا يُعجبهم موقعه الإلكتروني؟".

يدرك نحو 83% من الهنود في المناطق الحضرية ماهية العملات الرقمية، في حين يمتلكها 16% فعلياً، وفقاً لمسح أجرته شركة تحليلات البيانات "كانتار" (Kantar). ويرغب الكثيرون في امتلاكها بعد أن أصبحت جاذبية العملة المشفَّرة حالياً تضاهي نصف قوة الصناديق المشتركة، وهو المنتج الذي تعرف الأجيال الأكبر سناً عنه معلومات أعمق بكثير. يقدم ذلك لمحة عمَّا سيبدو عليه مستقبل محافظ المستثمرين، الذي سيتكوَّن من مزيج من الأصول الرقمية، والمنتجات المالية التقليدية. حتى من دون الاستعانة ببريق نجوم بوليوود؛ فإنَّ صناعة التشفير الهندية لن تعيش في الظلام مرة أخرى.