بواسطة: إريك روتسون
لا أزعم أنَّ الفاشلين تماماً لن يطلعوا على هذا المقال فقط؛ ولكنَّ الكثيرين حذّروني من ذلك. وإذا واصلت القراءة، ستكتشف أني وحدي من يمكنه حمايتك من المجموعات الغامضة التي تنسج الأكاذيب، لكي تتحكَّم بأطفالك.
إذا بدت هذه الرسالة مألوفة لك، فهذا لأنَّها تحتوي على بعض التقنيات الأكثر شيوعاً التي يستخدمها الحكام المستبدّون، والنصّابون، وأرباب العمل، والشخصيات الثقافية المشبوهة المحيطة بنا. فمن دونالد ترمب، إلى رجب طيب أردوغان، مروراً بمؤسس "بارستول سبورتس" (Barstool Sports) دايف بورتنوي، وإيلون ماسك، وغوانيث بالترو.. جميعهم استخدموا -ولو عن غير قصد- بعض هذه التقنيات.
اقرأ أيضاً: ترمب يطلب إصدار أمر قضائي بإعادة حسابه على "تويتر"
(إنَّها على التوالي: أحكام مسبقة، تكتيكات إشاعة الخوف، حميمية مزيفة).
صُمِّمت "الدعاية"، أو "البروباغاندا"، كوسيلة تواصل تهدف إلى التحكم بالفكر والسلوك، وهي عكس "الإقناع". اليوم، تنتشر الدعاية مثل النار في الهشيم، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، والشعور بالسرور الذي تخلقه، واشتراكات تلفزيون "الكيبل"، وبالطبع؛ بفضل الإعلانات. فسواء استُخدمت بحذر من قبل مشاهير يحاولون تلميع الحقيقة، أو من قبل "ديماغوجيين" خطرين يسعون إلى تدمير الديمقراطية؛ فإنَّ هذه الأدوات البلاغية ما هي إلا مجموعة حيل لغسل الدماغ. إذ يعطّل القادة قدرة أتباعهم على التفكير بشكل منطقي، ويلعبون على مشاعرهم، في حين يقدِّمون البريء ككبش فداء، وبالتالي؛ يفرضون هوية جماعية، ويشككون بالآخر من دون دعم ذلك بالأدلة.
قالت أستاذة التواصل في جامعة "تكساس إيه آند إم" جنيفر ميرشييكا، إنَّ "هذه الاستراتيجيات مصممة لتؤثر فيك من دون موافقتك". وأضافت ميرشييكا التي تعمل حالياً على تأليف كتاب عن الدعاية السياسية بعد كتابها: "2020 ديماغوجي لمنصب الرئيس" (2020 Demagogue for President) الذي تناولت فيه الاستراتيجيات البلاغية التي اعتمدها ترمب، قائلة: "تأخذ سردية قذرة، وتنقيها من خلال تغريدات ترمب على موقع (تويتر)، فتبدو أنظف بكثير".
اقرأ المزيد: إيلون ماسك: الرئيس الأمريكي وإدارته متحيزون ضد "تسلا"
بحسب ميرشييكا؛ فإنَّ هذه التكتيكات يمكن أن تشكِّل كتيب إرشادات حول السيطرة على العقول. وفي هذا السياق، قام خبراء متخصصون في مجال الدعاية، بإجراء تحليل مفصّل لهذه الهجمات التسللية الخطرة، التي عند اكتشفاها، يصبح من الأسهل مواجهتها.
خلال موجة الصقيع التي ضربت تكساس في فبراير الماضي؛ أصدرت مؤسسة السياسات العامة في تكساس، التي كانت قد تلقت تمويلاً من كوتش، بياناً صحفياً حمّلت فيه زوراً قطاع طاقة الرياح الضخم في الولاية مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين السكان. ولكن قبل يوم من ذلك؛ كان مسؤول في شركة تشغيل شبكة الطاقة قد أعلن أنَّ المسبّب الأساسي لانقطاع الكهرباء، هو النقص في إمدادات الغاز الطبيعي، والفحم، والطاقة النووية.
حصل مؤخراً: تحوَّلت غوانيث بالترو من نجمة سينما محبوبة تُعرف بأدوارها البريئة، إلى قطب في عالم اللياقة البدنية، إلا أنَّ امبراطورتيها "غوب" (Goop) التي تقدَّر قيمتها بنحو 250 مليون دولار، بالإضافة إلى أتباعها المتفانين، سلكوا مساراً أثيرت حوله شكوك عملية. ففي حين بدت "اللصقات الشافية"، و"التبخير المهبلي" من ضروب الاحتيال؛ فإنَّ "حجر الكوارتز البيضوي للمهبل" البالغ سعره 66 دولاراً، التي تمَّ الترويج لها على أنَّها تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وغيرها من الأمور، أدت إلى إصدار أمر قضائي في كاليفورنيا عام 2018، "واتفاق تسوية" يمنع الشركة من القيام بمزاعم صحية لا تستند إلى أسس علمية.
حصل مؤخراً: "فزنا في الانتخابات، وقد فزنا بفارق كبير" –دونالد ترمب، 6 يناير 2021.
فهذه الحسابات تقلِّد أعضاء مجموعات اجتماعية تعرَّضت تاريخياً للتمييز، وتبث معلومات مغلوطة، وشعارات خاطئة، فيما تخلق انقساماً في النقاش ضمن مجتمع الإنترنت.
تم تسجيل استخدام هذه التقنية للمرة الأولى في عام 2013، فقد حاول مؤيدوها اعتمادها في إطار وسم "#التضامن من أجل النساء البيض" (SolidarityIsForWhiteWomen#) الذي راج على "تويتر"، وتم تناوله بشكل واسع في وسائل الإعلام.