بعد طفرة العام الماضي.. كيف سيكون أداء شركات التكنولوجيا في 2021؟

إريك يوان أمام شعار شركته زووم بعد إدراجها في ناسداك
إريك يوان أمام شعار شركته زووم بعد إدراجها في ناسداك المصدر: بلومبرغ
 Tae Kim
Tae Kim

Tae Kim is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Barron's, following an earlier career as an equity analyst.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تصدرت شركات "زووم لاتصالات الفيديو" و"شوبيفاي" و"نفيديا" قائمة أفضل شركات التكنولوجيا أداءً خلال العام 2020، والتي تراوحت ارتفاعاتها بين 100% – 400%.

وتجمع تلك الشركات باقة من الخصائص المشتركة إلى جانب أنها الأفضل أداءً خلال العام، حيث تعتبر شركات رائدة في السوق، كما أنها استفادت من اتجاهات العمل التي تسببت فيها الجائحة. سواء كان ذلك التحول إلى العمل عن بُعد، أو الانتقال إلى الاعتماد على برامج الحوسبة السحابية، وازدهار ألعاب الفيديو، وزيادة مبيعات التجارة الإلكترونية.

والأهم من ذلك، أن تلك الشركات كانت جميعها جاهزة في المكان والوقت المناسب لجني الأرباح.

ومع نهاية العام، يبقى السؤال الأهم، هل تستمر الاتجاهات التي ازدهرت في 2020 خلال الاثنى عشر شهراً القادمة؟. فالإجابة على ذلك السؤال تحدد من سيكون بقائمة أكبر الفائزين في العام 2021 ولكنها تحتاج إلى مراجعة كل حالة على حدة.

برامج الحوسبة السحابية

زادت الشركات من ميزانيات الإنفاق على الحلول التكنولوجية في السنوات الأخيرة، وجاءت الجائحة لتدفع نحو المزيد من الإنفاق، حيث تحولت الشركات إلى الإنفاق بشكل أكبر على برامج الحوسبة السحابية الأكثر مرونة في العمل معتمدة في ذلك على مزودي خدمات مثل "أمازون ويب سيرفيس" التابعة لشركة أمازون وكذلك شركة "مايكروسوفت آزور">

وكانت زووم من أكبر المستفيدين أيضاً في ظل ما شهده العام من إغلاق لمكاتب العمل وتسابق الشركات إلى تمكين مكاتب العمل الافتراضية وبيئة العمل عن بعد لموظفيها معتمدةً على ما تقدمه زووم من أدوات لعقد الاجتماعات عبر الفيديو والتي أصبحت معياراً لنجاح تلك الصناعة بفضل سهولة استخدامها وجودة الخدمة التي تقدمها.

ومع بدء عملية التحول إلى الحوسبة السحابية، فلن تكون هناك عودة للوراء بعدما اعتاد المسؤولون التنفيذيون على تلك البرامج المرنة والتي تساهم في توفير الوقت والجهد بما تحققه من سرعة وسهولة في العمل، ما يعني أن هناك دفعة أخرى للتسريع بعملية الانتقال خلال الفترة المقبلة.

ومازال السوق بعيداً عن مرحلة التشبع، حيث أظهرت بيانات مسح أجرته شركة "كوين للأبحاث" أن نحو نصف الشركات التي تشتري تلك التكنولوجيا أكدت أنها في "المراحل الأولى" من تحول أعمالها إلى الاعتماد على الحوسبة السحابية، وأن خطط النمو في ذلك الاتجاه تعتمد على جدول زمني يقاس بالسنوات وليس بالأشهر. وهو ما قد يمثل رؤية مستقبلية إيجابية لشركة مثل "أوكتا".

وتعد أوكتا الشركة الرائدة في مصادقة استخدام خدمات الحوسبة السحابية، وقد انعكس ذلك الزخم على أداء سهم الشركة خلال العام الماضي. ويوفر البرنامج الذي تقدمه الشركة للموظفين القدرة على تسجيل الدخول والوصول إلى عشرات التطبيقات الخاصة بالحوسبة السحابية المختلفة، لذلك، سيبقى الطلب عليه قوياً لفترة طويلة.

ألعاب الفيديو

ازدهرت ألعاب الفيديو كأحد الخيارات الرئيسية للترفيه داخل المنزل بالتزامن مع جائحة كورونا وقضاء معظم الوقت مع الأسرة. وساعد على ذلك الازدهار توقيت وتصميم الإصدارات الرئيسية من الألعاب خلال العام. فعلى سبيل المثال، لعبة محاكاة الحياة الافتراضية “Animal Crossing: New Horizons" التي أصدرتها شركة "ننتندو" في فصل الربيع، حيث خلقت منفذاً للهروب من عمليات الإغلاق التي تم فرضها في كافة أنحاء الولايات المتحدة.

وفي فصل الصيف، أصدرت شركة نفيديا أحدث إصداراتها من برامج تصميم الجرافيك التي ساعدت مستخدمي الكمبيوتر الشخصي على إجراء تحسين كبير للتصميمات الخاصة بألعابهم. وفي الخريف، أطلقت كل من سوني ومايكروسوفت جيلاً جديداً من أجهزة التحكم في الألعاب يُمثل أول تحسين لذلك النوع من الأجهزة منذ سبع سنوات.

وبحلول العام 2021، تبقى آفاق صناعة ألعاب الفيديو مشرقة، خاصة مع تطوير اللاعبين وسائل تواصل اجتماعي جديدة عبر الإنترنت من شأنها أن تزيد معدلات المشاركة في المستقبل. كما أنه قد بدأ إطلاق العديد من سلاسل الإصدارات الجديدة، حيث تبقى شركتا سوني ونفيديا في وضع أفضل من غيرهما في العام الجديد، بفضل إصداراتهما الجديدة إذ أطلقت سوني إصدار بلاي ستيشن 5 كما أصدرت نفيديا سلسلة GeForce RTX 30.

وتشهد الإصدارات الجديدة إقبالاً ملحوظاً، حيث يتم بيع كافة الأجهزة على الفور بمجرد عرضها للبيع. وقابل زخم الطلب قدرة الشركات على إنتاج المزيد من الإصدارات لسد الطلب المتزايد، وتعتزم سوني إطلاق مجموعة طال انتظارها من البرامج الحصرية في وقت قريب، كذلك تستعد نفيديا لإطلاق إصدارات جديدة بأسعار أرخص.

التجارة الإلكترونية

مع انتشار العدوى وخوف المستهلكين من التسوق بالذهاب للمتاجر وتفضيل الشراء باستخدام هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ازدهرت المبيعات عبر الإنترنت بشكل متزايد. وقد امتد ذلك الزخم إلى تجار التجزئة التقليديين مثل "تارجت" و"بيست باي" حيث شهدت مبيعاتهم عبر الإنترنت نمواً كبيرا بمعدل من ثلاثة أرقام بفضل العروض التسويقية التي حظت بشعبية كبيرة مثل عروض التسليم في نفس اليوم والاستلام من على الرصيف.

لكن الرؤية الخاصة باستمرار الزخم تبقى غير واضحة، حيث هناك بعض المزايا لتسوق منتجات مثل الملابس والمجوهرات والتي يفضل المشترون تجربة المنتجات ولمسها بأنفسهم. كما أن المستهلكين قد يكونون أنفقوا ميزانيتهم لتناول الطعام بالخارج والتنزه في التسوق عبر الإنترنت، وهي الاتجاهات التي قد تنعكس خلال العام الجديد في ظل توفر اللقاحات على نطاق واسع.

وتظهر بيانات الإنفاق باستخدام البطاقات الائتمانية أن نمو التجارة الإلكترونية قد بلغ ذروته بالفعل. حيث تباطأت المبيعات عبر الإنترنت خلال الأسابيع القليلة الماضية. قد يرجع ذلك إلى التوقف عن الشراء خلال فترة العطلة للاستفادة من العروض الترويجية، ولكنها تبقى بيانات مثيرة للقلق حيث يمثل استمرار ذلك التباطؤ تحدياً للشركات الرائدة في القطاع مثل شوبيفاي وأمازون، كما أنه قد يهدد ثقة المستثمرين أيضاً.

ولا يعني ذلك أن التجارة الإلكترونية سوف تتوقف عن الصعود، ولكن معدلات النمو لن تكون مثل الحوسبة السحابية وألعاب الفيديو، حيث يُرجح عدم تحقق التوقعات المتفائلة في العام الجديد. وبالتالي، ستكون شركات أوكتا وسوني ونفيديا أفضل الرهانات التي يُتوقع أن تواصل الازدهار خلال العام 2021.