نجاح "لعبة الحبار" على "نتفلكس" ينعش الأسهم الكورية

المسلسل التلفزيوني "لعبة الحبار" لشركة "نتفلكس" على جهاز كمبيوتر محمول. صعد مؤشر كوسداك لشركات الترفيه والأنشطة الثقافية بإجمالي 23% منذ بدء بث مسلسل "لعبة الحبار"، ليتفوق المؤشر بسلاسة على النطاق الأوسع للسوق.
المسلسل التلفزيوني "لعبة الحبار" لشركة "نتفلكس" على جهاز كمبيوتر محمول. صعد مؤشر كوسداك لشركات الترفيه والأنشطة الثقافية بإجمالي 23% منذ بدء بث مسلسل "لعبة الحبار"، ليتفوق المؤشر بسلاسة على النطاق الأوسع للسوق. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انعكس وقع النجاح المفاجئ لمسلسل "لعبة الحبار" على "نتفلكس" على أداء سوق المال في كوريا الجنوبية بنفس الوتيرة.

على الرغم من هبوط مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد بحوالي 4% منذ بدء بث المسلسل الدرامي في منتصف شهر سبتمبر الماضي، إلا أن نشاط العشرات من أسهم قطاع الترفيه الحيوي، الذي يمتد من فرق الموسيقي الشعبية الكورية الجنوبية وصولاً إلى السينما، قد تجاوز الحدود.

تعرف كوريا الجنوبية لدى المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا بهواتفها الذكية من إنتاج "سامسونغ" والسيارات من إنتاج "هيونداي". ولكن لديها قوة مؤثرة، نتيجة قربها أكثر من محيط موطنها في آسيا، فهي مركز لتصدير الأنشطة الثقافية مثل الأفلام والموسيقى. تطمح سيول في أن يسهم نجاح مسلسل "لعبة الحبار" في أخذ تلك الصناعة إلى العالمية.

نجاح مسلسل "لعبة الحبار" يقفز بعدد مشتركي "نتفلكس"

قال لي سانغ-هون، كبير المحللين في شركة "إتش آي إنفسمنت آند سيكيوريتيز" في سيول: "تمت تهيئة خشبة المسرح لتعزيز الإنتاج الدرامي الكوري الجنوبي بجانب المحتوى وحتى زيادة الوصول إلى جمهور يمتد على نطاق أوسع". تابع: "يعبر أداء أسهم الشركات داخل هذا المجال عن هذه الآمال، سواء كانت شركات كبيرة أو حتى صغيرة".

صعدت أسهم شركة "بوكيت ستوديو"، المالكة لحصة في وكالة تُمثل الممثل الأساسي "لي جونغ جي" بنسبة 35% تقريباً منذ بدء بث المسلسل في 17 سبتمبر الماضي. أما شركة "سيرين بيكيتشرز" المنتجة للمسلسل، فهي غير مدرجة بالبورصة.

قفزت أسهم "ستوديو سانتا كلوز إنترتينمينت" التي أنتجت مسلسل الجريمة "اسمي" أو (My Name)، بنحو 50%، بعد أن أضافت 30% في يوم كان فيه التداول نشطاً بطريقة خاصة.

تتضمن قائمة الأسهم الأخرى المتوقع لها أن تستفيد من الموجة الحالية: "أستوري كو" التي انتجت سلسلة أفلام زومبي المثيرة للرعب "المملكة" أو (Kingdom) التابعة لـ "نتفلكس"، وشركة "ديكستير ستوديوز" المتخصصة في إنتاج المؤثرات المرئية، وشركة "شوبوكس كورب" للإنتاج الفني، وشركة "سي جيه إي إن أم" (CJ ENM) الكبيرة المتخصصة في الترفيه المحلي، التي تدير أيضاً شركة "ستوديو دراغون" وشركة "جيه كونتينتري كورب" (Jcontentree Corp)، التي وقعت عقد محتوى مع "ديزني بلس" للبث عبر الإنترنت.

مسلسل "سكويد غيم" الشهير على "نتفلكس" يشعل أسهم شركات الإعلام الكورية

ساهم ذلك في صعود مؤشر كوسداك لشركات الترفيه والأنشطة الثقافية بإجمالي 23% منذ بدء بث مسلسل "لعبة الحبار"، ليتفوق المؤشر بسلاسة على النطاق الأوسع للسوق.

ضخت صناديق الاستثمار العالمية حوالي 106 مليارات وون كوري جنوبي (90 مليون دولار) في الأسهم في مؤشر كوسداك الثقافي الفرعي، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ حتى تاريخ 22 أكتوبر. بلغت المشتريات الصافية للمستثمرين الأفراد المحليين 257 مليار وون كوري جنوبي، بحسب ما ورد في البيانات.

قال شين سو يون، المحلل في شركة "شينيونغ سيكيوريتيز": "ساهمت العديد من الأشياء لتحقيق نجاح مسلسل لعبة الحبار". تابع: "لا يمكننا تجاهل التأثير الفعال لمجموعات مثل فرقة "بي تي أس" و"بلاك بينك" - وهي فرق غناء شعبية لعبت دوراً بارزاً في إثارة فضول التعرف على الثقافة الكورية الجنوبية".

تعود بكل تأكيد القوة الحالية التي يتمتع بها القطاع إلى زمن بعيد، بداية من تولي كيم داي جونغ منصب الرئيس في أواخر تسعينات القرن الماضي على الأقل، حيث استوعب صانعو السياسات بعد ذلك ما يمتلكه قطاع الترفيه من إمكانات وأدخلوا لوائح وحوافز ضريبية لتدعيم المحتوى على الصعيد المحلي.

سريعاً، تعلَّم أيضاً صانعو الأفلام وأصحاب استوديوهات التسجيل أنهم بحاجة إلى الاستثمار في المحتوى من الأغاني والأفلام والمسلسلات الدرامية من النوع الذي حقق رواجاً على المستوى الخارجي، خاصة إذا كانوا يسعون للنجاح دون الاعتماد على الجماهير الضخمة في اليابان والصين. على حد قول كيم دو هون، الكاتب السينمائي المقيم في مدينة سيول.