قبيل نتائج الأعمال.. صناديق التحوّط تبتعد عن الخمسة الكبار في وول ستريت

شعار "فيسبوك" على هاتف ذكي في ليتل فولز، نيو جيرسي، الولايات المتحدة. هبط عدد عقود الخيارات المفتوحة على الخمسة الكبار من العمالقة الأمريكيين إلى أدنى مستوى في 14 شهراً
شعار "فيسبوك" على هاتف ذكي في ليتل فولز، نيو جيرسي، الولايات المتحدة. هبط عدد عقود الخيارات المفتوحة على الخمسة الكبار من العمالقة الأمريكيين إلى أدنى مستوى في 14 شهراً المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت صناديق التحوط، التي عادة ما تراهن على أداء الأسهم صعوداً وهبوطاً، في التشكك تجاه أكبر الشركات التكنولوجية، من أمثال "فيسبوك" و"أبل"، قبيل أيام من الإعلان عن نتائج أعمالها.

تراجع تعرض صناديق التحوط لأكبر خمس شركات أمريكية خلال الشهر الماضي لأدنى مستوى في أكثر من عامين، وفقاً لذراع التداول الأساسي في "غولدمان ساكس غروب"، وفي الوقت نفسه، يتراجع متداولو عقود الخيارات - الذين سبق أن تدافعوا للرهان على المكاسب السريعة في 2020 - كما هبط عدد عقود الخيارات المفتوحة على تلك المجموعة من العمالقة الأمريكيين إلى أدنى مستوى في 14 شهر، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".

المستثمرون الكمِّيون في وول ستريت يبيعون كل الأصول المالية على المكشوف

ومن المتوقع أن تعلن المجموعة المعروفة بـ"Faangs"، والتي تتضمن أيضاً، بجانب "فيسبوك" و"أبل"، شركات"أمازون" و"مايكروسوفت"، و"ألفابيت"، عن 67 مليار دولار من الأرباح مجتمعة خلال الربع الثالث، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس"، بإرتفاع بنسبة 30% عن نفس الفترة من العام الماضي وتتماشى تقريباً مع مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

التقييم

وتفقد المجموعة ميزة النمو بينما تلحق بها بقية السوق، فبعد أن كانت عمالقة التكنولوجيا بمثابة الحصن الآمن خلال الوباء، تقع الآن ضحايا لمشاكل إعادة فتح الاقتصاد مثل عقبات سلسلة التوريد ونقص العمال.

أثار تحذير "سناب" بشأن الإنفاق على الإعلانات موجات بيع في أسهم الشركات التي تعتمد على الإعلانات مثل "فيسبوك" و"ألفابيت" يوم الجمعة.

وأدت تلك العوامل إلى تصاعد القلق حول علاوة مكررات ربحية المجموعة والبالغة 40%، في وقت يعزز فيه ارتفاع عائدات الخزانة التحول بعيداً عن الأسهم عالية القيمة.

مع اقتراب موسم نتائج الأعمال.. إلى أي مدى ستستمر صحوة أسهم البنوك الأمريكية؟

قال بيتر إيسلي، مدير محفظة في "كومونويلث فاينانشال نتورك": "يبدو أن تفضيل صناديق التحوط لأسهم التكنولوجية بدأ في الفتور نوعا ما.. كما أن بعض من تلك الأسماء باتت الأعلى تقييماً في السوق. وبالتالي، ربما يبحث الناس عن مخرج مبكر، مما قد يسبب بعض الألم مستقبلاً، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة لأعلى".

تبادل الأدوار

وبعد أن تفوقت على السوق خلال وباء 2020، بدت على أسهم مجموعة "Faang" علامات على الإرهاق، وفقدوا مجتمعين تريليون دولار تقريباً من قيمتهم السوقية أثناء موجة الهبوط في سبتمبر، وحتى بعد تعافيهم، لا يزالوا دون الذروة. وعلى النقيض، يقترب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" من أعلى مستوياته على الإطلاق.

ومن المرجح أن يرجع ضعف التفاؤل الحالي للتحول تجاه أسهم القيمة في الشركات التي تراجعت بشدة أثناء الإغلاقات وتبدو الآن كصفقات رابحة مع إعادة فتح الاقتصاد، وفقاً لفانس هوارد، المدير التنفيذي في "هوارد كابيتال مانجمنت"، ورغم أن هذا التحول منطقي، فلا تزال شركته متمسكة بأسهم شركات "Faang".

وأوضح هوارد: "أنهم من أكبر الفائزين الذين يجب أن تقدمهم السوق.. إذ إن لديهم الكثير من الابتكار، والمال، ولا نعلم ماذا يمكنهم فعله به، إنه أمر مثير".

لكن في الوقت الحالي، تواجه أرباح تلك الشركات بعض العقبات، ومن المتوقع أن يُجبر نقص الرقائق "أبل" على تقليص مستهدفات إنتاج "أيفون"، وفي نفس الوقت، خفضت "مورغان ستانلي" الشهر الماضي السعر المستهدف لـ"أمازون" بسبب احتمالية تعرض أرباح بائعة التجزئة عبر الإنترنت لضغوط نتيجة زيادة عدد الموظفين وارتفاع الأجور.

نقص أجهزة "أبل" يُهدد أرقام المبيعات القياسية في موسم الأعياد

توقعات أرباح باهتة

تواجه العوامل السابق الإشارة إليها ضربة جديدة إلى "Faangs"، كما بدأت معنويات الأرباح في التراجع بالفعل، وخفض المحللون تقديراتهم لأرباح "فيسبوك" و"أمازون" و"ألفابيت" على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، بينما تو رفع توقعات "أبل" و"مايكروسوفت"، لكن بوتيرة أقل من توقعات شركات "ستاندرد آند بورز 500".

من المتوقع أن يواصل نمو أرباح "Faangs" تخلفه عن السوق الواسع في الأرباع المقبلة وحتى يونيو 2022، وستصل الفجوة إلى 11% في الربع الحالي – لتعد بذلك الفجوة الأسوأ منذ خمس سنوات تقريباً، حسب تقديرات المحللين.

قال مات فوريستر، مدير الاستثمار في "لوكوود أدفايزرز" التابعة لـ"بي إن واي ميلون بيرشينغ": "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لي هو ما إذا كانت هذه الشركات ستكون قادرة على الحفاظ على هوامش الأرباح القياسية تلك أم لا.. وتقلق الأسواق من نسب خفض التقديرات لتلك الشركات عالية النمو ومضاعفات أرباحها، وما إذا كانت قادرة على الحفاظ على الأرباح والنمو أم لا".