النفط يتخطى 86 دولاراً بعد دعوة السعودية لتوخي الحذر بشأن الإمدادات

منصات نفطية في بحر الشمال، المصدر الرئيسي لمزيج خام برنت
منصات نفطية في بحر الشمال، المصدر الرئيسي لمزيج خام برنت المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفع النفط فوق 86 دولاراً للبرميل بعد أن قالت المملكة العربية السعودية، إنَّ تحالف "أوبك+" يجب أن يحافظ على نهجه الحذر لإدارة إمدادات الخام العالمية، نظراً للتهديدات التي يمثلها الوباء على الطلب.

وصعد خام برنت القياسي العالمي بنسبة 0.8%، معززاً مكاسبه للأسبوع السابع على التوالي، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى منذ 2014.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لتلفزيون بلومبرغ في نهاية الأسبوع، إنَّ المنتجين يجب ألا يأخذوا الارتفاع في الأسعار كأمر مسلم به. وهو موقف محافظ ردَّدته نيجيريا وأذربيجان.

قفزت أسعار النفط أكثر من الضعف خلال الـ12 شهراً الماضية، مما أثار مخاوف التضخم، مع انتعاش الاقتصاد العالمي من الاضطراب الناجم عن وباء كورونا. و في حين ارتفع الاستهلاك؛ كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها مقيدين في تخفيف التخفيضات الصارمة للإمدادات المفروضة في 2020 لإنقاذ الأسعار. أدى ذلك إلى ارتفاع خام برنت إلى أعلى مستوياته منذ عام 2018 مع انخفاض المخزونات.

وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في" آي إن جي غروب" (ING Group) في سنغافورة: "تعزز التعليقات السعودية وجهة النظر القائلة بأنَّ (أوبك+) ستلتزم بنهجها الحذر. ومع ظهور الطلب بشكل أفضل؛ فإنَّ هذا يعني أنَّ السوق ستستمر في التضييق لبقية العام. لذا؛ فإنَّ المزيد من التشديد يترك بالتأكيد احتمال حدوث مزيد من التقلبات".

يُشار إلى أنَّ المكاسب في النفط الخام كانت مدعومة بارتفاع قوي في الغاز الطبيعي، مما عزز الطلب على المنتجات النفطية كبديل. إذ قال الأمير عبد العزيز، إنَّ الاستهلاك قد يزيد ما بين 500 ألف إلى 600 ألف برميل يومياً إذا كان الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أبرد من المعتاد، وتحولت الشركات من الغاز إلى النفط الخام. كما حذر أيضاً من أنَّ المزيد من الخام من (أوبك+) لن يفعل الكثير للحد من تكاليف الغاز في أوروبا وآسيا، أو البنزين في الولايات المتحدة.

من جانبها، قدَّمت مجموعة "غولدمان ساكس" التي تراهن على صعود النفط نظرة إيجابية أخرى، قائلة إنَّ التحول من الغاز إلى النفط قد يضيف مليون برميل يومياً إلى الطلب العالمي. وتوقعت في مذكرة بتاريخ 24 أكتوبر "أن يظل الطلب بالقرب من مستويات ما قبل كوفيد هذا الشتاء حتى في ظل متوسط ​​درجات الحرارة في الشتاء".

الأسعار

ارتفعت عقود برنت تسليم شهر ديسمبر 0.8% إلى 86.22 دولاراً للبرميل في بورصة "إنتركونتيننتال" للعقود الآجلة في أوروبا في الساعة 6:20 صباحاً في لندن. كما ارتفعت عقود ديسمبر لخام غرب تكساس الوسيط 0.9% إلى 84.53 دولاراً أمريكياً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية.

في وقت سابق، بلغ السعر 84.76 دولاراً، وهو أعلى سعر منذ أكتوبر 2014.

بالرغم من ذلك؛ وفي إشارة إلى أنَّ الجائحة ما تزال تمثل تحدياً، تتعامل الصين مع تفشي سلاسلة "دلتا" المتحولة عن كوفيد-19 القادمة من الخارج؛ فقد قال مي فنغ المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية في إفادة صحفية، إنَّ موجة من الإصابات انتشرت في 11 مقاطعة في الأسبوع الذي بدأ في 17 أكتوبر.

في الوقت الحالي، يرفع تحالف "أوبك+" الإنتاج اليومي بمقدار 400 ألف برميل شهرياً، ويقاوم الضغط لإنتاج المزيد. وقد تفاقمت حدة التوتر بسبب فشل بعض الأعضاء في الوصول إلى حصصهم. سيجتمع التحالف لاحقاً في 4 نوفمبر.

مع انخفاض المخزونات، أصبحت السوق تميل بقوة نحو زيادة الطلب على عقود الخام قصيرة الأجل، مما يرفع أسعارها بالمقارنة مع العقود طويلة الأجل، وهي حالة تعرف بـالـ"باكوارديشن". تضخمت الفجوة بين عقود خام غرب تكساس الوسيط لشهر ديسمبر من هذا العام، والشهر نفسه من عام 2022 إلى حوالي 12 دولاراً للبرميل. كذلك ارتفع الفارق بين أقرب عقدين، والمعروف باسم الفارق الفوري، إلى 1.38 دولاراً للبرميل من 75 سنتاً قبل أسبوع.

تعليقاً على الموضوع، قال باترسون: "يدفع خام غرب تكساس الوسيط خام برنت صعوداً، وهناك مخاوف واضحة بشأن مستويات مخزون كوشينج، وهو ما ينعكس كثيراً في الفارق الفوري لغرب تكساس الوسيط".

أحداث ذات صلة

• مشترو النفط في آسيا الذين يواجهون أزمة طاقة عالمية، وانتعاش الطلب، قد يختارون تجنب شحنات بحر الشمال والولايات المتحدة.

• لا يبدو أنَّ منتجي النفط في الولايات المتحدة يستجيبون لإشارة الأسعار من السوق، على الأقل هذا ما تشير إليه بيانات منصة الحفر.

• هناك ظاهرة مناخية تؤدي عادة إلى فصول شتاء أشد قسوة قادمة، ومن المتوقَّع أن تزيد من أزمة الطاقة في آسيا.

• رفعت بعض أكبر مكاتب السلع في "وول ستريت" توقُّعاتها للأسعار على المدى الطويل، غالباً بمقدار 10 دولارات أو أكثر.

نفط