تعرّف على المرأة التي تسعى لتغيير مستقبل "كاديلاك" في سباقات السيارات

لورا كلاوزر من "كاديلاك رايسينغ" في حلبة سباق "لونغ بيتش غراند" في كاليفورنيا
لورا كلاوزر من "كاديلاك رايسينغ" في حلبة سباق "لونغ بيتش غراند" في كاليفورنيا المصدر: إريك كلاوزر
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المنتظر أن تقود لورا كلاوزر فريق "كاديلاك" خلال سباق "لو مان 24 ساعة" العريق في عام 2023، وذلك بعد قرار العلامة التجارية المفاجئ أن تشارك في السباق للمرة الأولى منذ 20 عاماً.

تشغل كلاوزر منصب مديرة برنامج سباقات السيارات الرياضية في الشركة، وهذا ما يعني أنَّها "المسؤولة عما يجري" في هذا الإطار، لكن المهندسة الميكانيكية تقول، إنَّها استطاعت في السنوات الأخيرة فقط أن تشعر بالثقة الكافية حتى تظهر لزملائها الذين يتسمون بالصرامة الفائقة، الجانب الأكثر لطفاً من شخصيتها. قالت كلاوزر خلال مقابلة عبر الهاتف، في 12 أكتوبر:

حلوى البراونيز أكسبتني علاقات بشكل لا يمكن تصديقه.

عملت كلاوزر، وهي من ولاية ماريلاند، لصالح شركة "جنرال موتورز" لمدة 13 عاماً، وتقول: "عندما كنت أصغر سناً، فعلت كل ما بوسعي لأبعد عن أي شيء يُنظر إليه على أنَّه أنثوي، لم أكن أريد أن أظهر "أنثوية" جداً".

بدأت كلاوزر عملها كمهندسة مبتدئة، ثم أصبحت تشغل منصب مهندسة تكامل النظم، وتعمل على معالجة مشاكل توليد الطاقة في المحركات. ثم تولت لاحقاً إدارة فرق عمل العلامتين التجاريتين، "كاديلاك"، و"كامارو"، وقد شاركتا في سباقات السيارات، (وحققتا الربح في كثير من الأحيان)، مثل سلسلة سباقات "رولكس 24 ساعة"، و "تحدي ميشلان بايلوت" التابع للاتحاد الدولي لرياضة السيارات (IMSA).

عودة مسابقة الأناقة في "بيبل بيتش" بأروع السيارات

تقام هذه السباقات تحت إشراف الهيئة المسؤولة عن فرض العقوبات التابعة للاتحاد الدولي لرياضة السيارات، التي هي جزء من "ناسكار".

القيادة الأنثوية

ظهر الجانب "الأكثر لطفاً" الذي تمتلكه كلاوزر عن طريق الحلويات التي كانت تعدها بالمنزل، وتوزِّعها كمكافآت لأعضاء الفريق والموظفين أثناء إدارتها لبرامج السباق الذي يتبع شركة "جنرال موتورز". لم يُقلل ذلك من السُلطة التي تحوزها بين موظفيها، ومعظمهم من الرجال، لأنَّ حلوى الفوز جعلتها تصبح محبوبة لديهم بشكل أكبر، على حدِّ قولها.

تقول كلاوزر: "عندما كنت أصغر سناً، تعمَّقت جداً في مساحة الرجال. لكنَّني أدركت بعد ذلك أنَّ الصفات التي نصنِّفها باعتبارها أنثوية، لديها فوائد كثيرة". وتوضح أن من بين "هذه الفوائد: تخصيص الوقت للتعرف على الأشخاص الذين تعمل معهم، والاهتمام بهم كأفراد، وبمن يحبون. وكذلك القدرة على جمع الأشخاص الذين يمتلكون الأهداف نفسها مع بعضهم، إذ يصبح بإمكانهم تحقيق الأهداف بشكل أسرع من خلال العمل سوياً، وهذا أمر كنت جيدة به دائماً".

كيف غيرت جائحة كورونا علاقة البشر بالسيارات؟

من المؤكَّد أنَّ كلاوزر بحاجة لتستخدم كل ما تعلمته أثناء خبرتها في "جنرال موتورز" لتتمكَّن من قيادة "كاديلاك" نحو الفوز في سباق "لو مان" الذي سيتم في عام 2023، إذ ستواجه السيارة أساطير السباقات الأجنبية، بما فيها سيارات: "أكيورا"، و"أودي"، و "بي إم دبليو"، و"بورشه".

"جنرال موتورز": سياراتنا الكهربائية ستغير العالم

هذا السباق الذي يُقام بشكل سنوي منذ عام 1923 بالقرب من مدينة لومان الفرنسية، يعدُّ أقدم حدث في العالم في سباقات التحمل، ويعتبر إلى جانب سباق "إنديانابولس 500"، و سباق"موناكو غراند بريكس"، أحد السباقات الثلاثة التي تعرف باسم "التاج الثلاثي للسيارات الرياضية".

والسيارة التي تفوز بسباق "لو مان" هي تلك التي تقطع أكبر مسافة على مسار السباق الذي يبلغ طوله 8.5 ميل (1 ميل = 1,6 كم) خلال 24 ساعة، وعادة ما يسجل معظم السائقين أكثر من 5000 كيلومتر.

ومن المقرر أن يشكل حدث 2023 الذكرى المئوية لسباق السيارات الأكثر شهرة وصعوبة في العالم، والذي سُلط الضوء عليه في الفيلم الأمريكي "فورد ضد فيراري". وعبر تاريخ السباق؛ استطاعت "بورشه" تحقيق أكبر عدد من الانتصارات برصيد يبلغ 19 انتصاراً، في حين حققت "أودي" 13 انتصاراً، و "فيراري" 9 انتصارات فورية.

%80 من سيارات بورشه كهربائية في 2030

منافسة محتدمة

تتنافس سيارات السباق التي تعتمد التكنولوجيا الهجينة في سباق "لو مان" منذ عقود، وبالتالي؛ فإنَّ مشاركة النموذج الأولي الهجين من "كاديلاك" لا يعد أمراً ثورياً، على الرغم من أنَّه سيجذب الأنظار إليه بشكل كبير.

في عام 2002، أنهى فريق "كاديلاك" السباق في المركزين التاسع والثاني عشر بشكل خيَّب الآمال، وكانت تلك هي آخر مرة شاركت بها "كاديلاك" في السباق، قبلها كانت العلامة التجارية قد حققت نهاية أخرى مخيبة للآمال أيضاً في سباق عام 1950، حين احتلت المركزين العاشر والحادي عشر، وهما المشاركتان الوحيدتان لـ"كاديلاك" في سباق "لو مان". (غالباً ما تشارك الفرق في هذا النوع من سباقات السيارات بسيارتين في السباق الواحد).

أفضل ما شاهدت من سيارات في معرض ميونيخ

تقول كلاوزر: "لسوء الحظ، التحدي الذي نواجهه هو الافتقار إلى الخبرة فيما يتعلق بسباقات الاتحاد الدولي للسيارات". وأضافت: "في ظل إدارتي السابقة لكل برامج السيارات الرياضية في الماضي، فنحن نستطيع نقل الكثير من المعرفة، وبالتالي؛ فإنَّ هذه أنباء جيدة. لكن حتى نبلغ هذه النقطة، ونجرب ذلك بشكل فعلي؛ فإنَّه ليس من المؤكد ما علينا توقعه".

رفضت كلاوزر التعليق على أسماء السائقين الذين سيشاركون في موسم 2023 من سباق "لو مان".

ولكن العلامة التجارية كانت قد حددت فريقها لسباقات العام المقبل، والذي سيضم: الهولندي: رينجر فان دير زاندي، والفرنسي: سيباستيان بود، والنيوزلندي: إيرل بامبر، والإنجليزي: أليكس لين.

في غضون ذلك، تعمل كلاوزر مع فريقها لتطوير السيارة التي ستشارك في السباق (ما تزال في شكل نموذج أولي)، ووضع الأسس اللازمة للمشاركة في موسم 2023 من السباق، إذ تعمل على تحديد الميزانيات، والموارد، والأهداف، و خلق الوعي المطلوب لدى الفريق. كما أنَّها تكون موجودة كثيراً في مضمار السباق أيضاَ.

"كاديلاك" في حلبات السباق

توجد علامات مُبشرة بالخير بالنسبة لمستقبل "كاديلاك"، فقد التزم صانع هياكل سيارات السباق "دالارا" (Dallara) ببناء هيكل النموذج الأولي الهجين لسيارة "كاديلاك" الجديدة التي ستشارك في سباق "لو مان". يذكر أيضاً أنَّ "دالارا" كانت قد صنعت السيارة التي ربحت من خلالها "كاديلاك" للمرة الرابعة على التوالي في سباق "رولكس 24" في العام الماضي، والذي كان في حلبة دايتونا.

علاوة على ذلك، تتزامن مشاركة النموذج الأولي الهجين في سباق 2023 مع إطلاق السيارة الكهربائية "كاديلاك ليريك"، التي تم بيعها في غضون 19 دقيقة بمجرد طرحها للبيع في 18 سبتمبر الماضي. كذلك، تقول كلاوزر، إنَّ هذا الزخم الكهربائي يبشر بالخير؛ لأنَّه مؤشر على المستقبل.

توضح كلاوزر: "نسعى إلى مستقبل كهربائي. وكاديلاك تقود الطريق في ذلك لصالح "جنرال موتورز" ". وتضيف: "القدرة على التحول إلى سيارات كهربائية بالكامل في سباقات التحمل المثيرة مثل "لو مان"، لم تصل إلى المستوى المطلوب بعد؛ لكن السباقات الهجينة هي الخطوة التالية لدمج الطاقة الكهربائية في إنتاج الطاقة".

ختاماً، في حال ربحت السيارة النموذجية من "كاديلاك" في سباق لو مان؛ فإنَّ كلاوزر تخطط لصنع "كعكة عملاقة متعددة الطبقات" للاحتفال بالنصر.