بعد نجاتها من الإفلاس.. "هيرتز" تطلب 100 ألف سيارة "تسلا"

 "هيرتز غلوبال هولدينغز إنك" تدشن خطة لكهربة أسطول السيارات المستأجرة
"هيرتز غلوبال هولدينغز إنك" تدشن خطة لكهربة أسطول السيارات المستأجرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد نجاتها من حافة الإفلاس قبل أربعة أشهر تقريباً، طلبت شركة "هيرتز غلوبال هولدينغز إنك" 100 ألف سيارة "تسلا" في أول خطوة من خطة طموحة لكهربة أسطول السيارات المستأجرة.

من المقرر أن تُسلم السيارات خلال الـ14 شهراً المقبلة، وستكون سيارة "تسلا" طراز "3" متاحة للإيجار من مقرات "هيرتز" في الأسواق الأمريكية الرئيسية وأجزاء من أوروبا اعتباراً من أوائل نوفمبر، حسبما قالت الشركة في بيان، وسيتمكن العملاء من الوصول إلى شبكة الشحن الفائق الخاصة بـ"تسلا"، كما تبني "هيرتز" أيضا بنية تحتية خاصة بها للشحن.

اقرأ أيضاً: "تسلا" تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط فيض من الأخبار الإيجابية

"مورغان ستانلي" يرفع تقييمه لـ"تسلا" بسبب مبيعاتها "الاستثنائية"

أكبر طلبية

قال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لسرية المعلومات، إن تلك هي أكبر طلبية شراء فردية على الإطلاق للمركبات الكهربائية، وستقدم حوالي 4.2 مليار دولار من الإيرادات لـ"تسلا"، رغم أن شركات تأجير السيارات تطلب عادة خصومات كبيرة من شركات السيارات، فإن حجم الطلبية ينطوي على أن "هيرتز" تدفع ثمناً قريباً لأسعار التجزئة.

اقرأ المزيد: "تسلا" تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط فيض من الأخبار الإيجابية

قال مارك فيلدز، الذي انضم لـ"هيرتز" كمدير تنفيذي مؤقت في 6 أكتوبر الجاري، في مقابلة: "كيف نجعل الوصول إلى المركبات الكهربائية ديمقراطياً، "تسلا" هي الصانعة الوحيدة التي يمكنها إنتاج السيارات الكهربائية على نطاق واسع".

خطة كهربة الأسطول، التي ستشمل في النهاية كافة مركبات "هيرتز" تقريباً والبالغ عددها نصف مليون سيارة وشاحنة عالمياً، هي أول مبادرة كبيرة للشركة منذ خروجها من حالة الإفلاس في يونيو، وتشير إلى أن مالكي "هيرتز" الجدد، وهم "نايتهيد كابيتال مانجمنت" (Knighthead Capital Management)، و"سيرتاريز مانجمنت" (Certares Management)، عازمين على زلزلة القطاع الذي يهيمن عليه عدد يعد على الأصابع من اللاعبين الكبار الذين يتغيرون ببطء عادة.

طالع أيضاً: تسليمات "تسلا" تتجاوز التوقعات وتحقق 241 ألف سيارة بالربع الثالث

أسهم تسلا ترتفع

ارتفعت أسهم "تسلا" بنسبة 4.8% في تداولات ما قبل افتتاح السوق في نيويورك، ما قرّب صانعة السيارات أكثر إلى تقييم التريليون دولار، ولم تشهد أسهم "هيرتز" أي تحركات، والتي يتم تداولها حالياً خارج البورصة قبل إعادة إدراجها في سوق "ناسداك" للأسهم.

من خلال حجز الكثير من إنتاج "تسلا" - الطلبية تعادل حوالي عُشر ما يمكن أن تنتجه صانعة السيارات حالياً خلال عام - قد تحول "هيرتز" دون تقليد المنافسين للاستراتيجية، كما تكسر "هيرتز" التقاليد من خلال دفع السعر الكامل للسيارات المجهزة جيداً بدلاً من الطراز الأساسي النموذجي أي سيارات السيدان ذات الخصومات الكبيرة التي تهيمن على قطاع التأجير.

طالع المزيد: "هيرتز" لتأجير السيارات تقبل عرضا ثلاثيا ينقذها من الإفلاس

لم تستجب "تسلا"، الواقعة في بالو ألتو بكاليفورنيا، والتي تنقل مقراتها إلى تكساس، لطلبات التعليق.

في 2020، كانت "جنرال موتورز كو" هي أكبر مورد للسيارات والشاحنات لـ"هيرتز"، وتلتها "نيسان موتور كو" و"فورد موتور كو".

صديقة للبيئة

ومن المتوقع أن تستقطب سيارات "تسلا"، ذات الانبعاثات الصفرية من أنبوب العادم، عملاء التأجير الذين يريدون خياراً صديقاً للبيئة أو أولئك الذين يتوقون إلى تجربة سيارة تعمل بالبطارية، وقالت هيرتز إنها استعانت بتوم برادي، لاعب الوسط الحائز على لقب سوبر بول سبع مرات، ليروج لسيارات "تسلا" الجديدة في إعلاناتها، كما أنشأت موقعاً إلكترونياً مخصصاً للمركبات الكهربائية يقدم شحناً مجانياً حتى نهاية شهر يناير.

تحت قيادة فيلدز، الذي كان المدير التنفيذي لشركة "فورد" لما يقرب من ثلاث سنوات حتى مايو 2017، تتطلع الشركة إلى المركبات الكهربائية كجزء من التزامها بالطاقة النظيفة، أيضاً تعتبر سيارات "تسلا" أقل تكلفة فيما يتعلق بالصيانة والتزود بالوقود مقارنة بالمركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي، وعادة لا تفقد نفس القيمة في سوق إعادة البيع.

اقرأ المزيد: شركات "الزومبي" تتحدى الإفلاس في ظل انتعاش أسهم "الميم"

إلى جانب طرح سيارات "تسلا" في أسطولها، شرعت "هيرتز"، أكبر شركة تأجير سيارات في الولايات المتحدة بعد "إنتربرايز هولدينغز إنك" (Enterprise Holdings Inc)، في تجديد أوسع لأعمالها المتعلقة بالتنقل والرقمنة، وأحد عناصر هذا التجديد هو حجوزات الإيجار العاجلة على تطبيق "هيرتز".

رحلة جامحة

كهربة الأسطول، هي أحدث منعطف في رحلة هيرتز الجامحة عبر وباء كوفيد 19، وعندما انهار الطلب على تأجير السيارات في أوائل 2020، اضطرت الشركة، التي تشمل علاماتها التجارية أيضاً "دولار" (Dollar)، و"ثريفتي" (Thrifty)، و"وفايرفلاي" (Firefly)، إلى إعلان إفلاسها وبدأت في تصفية أسطولها.

والآن، بعد 17 شهراً، تزدهر "هيرتز"، ومقرها إستيرو بولاية فلوريدا، بفضل الانتعاش الحاد في السفر والنقص العالمي في السيارات الجديدة، وتعامل المتداولين الأفراد مع سهمها على أنه سهم ميم.

في 30 يونيو، كانت تمتلك "هيرتز" 1.8 مليار دولار من النقدية، وتحسنت نسبة الدين إلى حقوق الملكية، وهو مقياس رئيسي للصحة المالية، إلى 2.4 من حوالي 10 في نهاية عام 2019، وفقاً لبيان مقدم للجهات التنظيمية في 15 أكتوبر.

وفاز "نايتهيد"، وهو صندوق تحوط متخصص في الديون المتعثرة، وشركة "سيرتاريز"، وهي شركة ملكية خاصة متخصصة في السفر، في مزاد إفلاس شركة "هيرتز" في مايو الماضي من خلال عطاء قيمته ستة مليارات دولار، وكانت تلك بالفعل صفقة جيدة، إذ تبلغ القيمة السوقية للشركة 11.6 مليار دولار في التداول خارج البورصة.