الأمم المتحدة: العالم يتجه نحو مستويات كارثية من الاحتباس الحراري

العالم يواجه مخاطر مناخية غير مسبوقة
العالم يواجه مخاطر مناخية غير مسبوقة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة إن العالم لا يزال متجهاً نحو مستويات كارثية من الاحتباس الحراري، رغم سلسلة التعهدات الوطنية الجديدة بشأن المناخ.

وذكر التقرير الصادر اليوم، قبل انعقاد قمة جلاسكو، أنه إذا لم تضع البلدان أهدافاً أقوى لخفض الانبعاثات على المدى القصير، فسيكون العالم على المسار نحو احترار عالمي ﯾﺒﻠﻎ 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100. وستتجاوز الزيادة في درجات الحرارة الهدف المتمثل في إبقاء الاحترار أقل من 2 درجة مئوية، ويفضل أن يكون عند مستوى 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس لعام 2015 التي وقعتها جميع البلدان.

سيمثل الاحترار العالمي بمقدار 2.7 درجة مئوية إعادة تشكيل كارثية للكوكب. فعند درجتين مئويتين فقط، من المتوقع أن يزداد حدوث موجة حر شديدة تحصل مرتين فقط كل قرن ليصل معدل حصولها إلى 14 مرة تقريباً، وسيحدث الجفاف الزراعي مرات أكثر بحوالي 2.4 مرة، وفقاً لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي صدر في أغسطس، كما سيستمر ارتفاع مستوى سطح البحر في التعدي على المدن الساحلية في العالم.

اقرأ أيضا: قمة الأزمات و"الوقت الضائع"..هل تنجح "جلاسكو" في إنقاذ كوكبا من الانهيار المناخي؟

بموجب إطار عمل الأمم المتحدة المنصوص عليه في اتفاقية باريس، يتعين على جميع الموقعين الإبلاغ عما يفعلونه لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030. ويلخص التقرير التجميعي للمساهمات المحددة وطنياً بموجب اتفاقية باريس تلك التخفيضات، ويقارن النتيجة بالمسار الذي ينبغي أن يسلكه العالم لتحقيق أهداف درجة حرارة اتفاقية باريس. ولم تتغير التوقعات عن آخر تحديث للأمم المتحدة أصدرته في سبتمبر.

في تحليل منفصل، نظرت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق في التعهدات الصادرة حتى عام 2060. وخلُصت إلى أن الوفاء بهذه التعهدات سيضع الأرض على المسار الصحيح لارتفاع درجة حرارة بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول عام 2100. وتفترض هذه الحسابات أن الدول ستخفض الانبعاثات على المدى القصير في طريقهم إلى طموحات طويلة المدى.

يظهر التقرير الفجوة التي يجب سدّها، في الوقت الذي يصل فيه أكثر من 120 من قادة دول العالم إلى جلاسكو الأسبوع المقبل لحضور "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021"، وهو اجتماع يتم الرهان عليه كثيراً، حيث سيحاول هؤلاء القادة التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعيد العالم إلى المسار الصحيح.

اقرأ أيضا: خطة بميزانية 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة تغير المناخ

من المتوقع أن تكون المحادثات صعبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتخلص التدريجي من استخدام الفحم والاتفاق على قواعد سوق الكربون العالمية. وقالت الأمم المتحدة اليوم أيضاً إن الدول الغنية فشلت في الوفاء بتعهدها بالمساهمة بمبلغ 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة التي تواجه تغير المناخ، مما يشكل نقطة توتر أخرى، إذ كانت الدول النامية مثل الهند والبرازيل مترددة في رفع أهدافها لخفض الانبعاثات دون مزيد من الدعم المالي.