الجفاف يضرب العراق مبرزاً تهديد تغير المناخ للغذاء

أرض متشققة بسبب الجفاف
أرض متشققة بسبب الجفاف المصدر: غيتي ايمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أرغمت العراق ثالثة سنين الجفاف التي أتته تباعاً على خفض مساحة زراعته إلى النصف، ليضاف ذلك على أمثلة تهديد الطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ للأمن الغذائي حول العالم.

أعلن وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي في مقابلة تلفزيونية الجمعة أن العراق يتوقع حصاد ما أقصاه 2.5 مليون طن من القمح العام المقبل، مبيّناً أنه يناط بوزارة التجارة دراسة أثر ذلك على برنامج الغذاء العراقي المدعوم والحاجة لتأمين إمدادات إضافية.

أضر تردي الطقس بالمحاصيل من أمريكا الشمالية إلى البحر الأسود، ما ساعد على ارتفاع أسعار عقود القمح المستقبلية القياسية الى مستويات هي الأعلى منذ أعوام.

نقص الإمدادات يضرب زيت الطعام الأكثر استهلاكاً في العالم

فيما أن العراق ليس من بين أكبر المشترين، فإن الشرق الأوسط هو أكبر منطقة مستوردة، وقد ظهرت تركيا وإيران المجاورتان، اللتان يعتمد عليهما العراق في إمدادات مياه الأنهار، كمشترين رئيسيين هذا الموسم بعد الجفاف.

يحتاج العراق الغني بالنفط لحوالي 4 ملايين إلى 4.5 مليون طن سنوياً من القمح لدعم الخبز لشعبه، رغم أن استهلاكه الإجمالي أعلى حيث يمكن للقطاع الخاص الشراء من الخارج.

عجز الري

بلغ إنتاج العراق من القمح لهذا العام 3.5 مليون طن، حسب المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف. بينما تجاوز الإنتاج 5 ملايين طن العام الماضي.

قال النايف في اتصال هاتفي: "تفاجأنا بموافقة وزارة الموارد المائية على نصف خطتنا المقترحة فقط، قائلة إنها لا تملك احتياطيات مياه كافية للأراضي المقترحة". تتضمن خطة الزراعة الشتوية مناطق للقمح والشعير والمحاصيل الأخرى.

ارتفاع تكلفة الغذاء ظاهرة تجتاح العالم.. كيف ذلك؟

يبذر مزارعو القمح عبر النصف الشمالي من الكرة الأرضية حبوب الشتاء ليحصدوها الصيف المقبل. يُتوقع أن يستمر الجفاف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى نهاية الشهر، مما يعيق تبكير البذر، وفقاً لما قالته "كوموديتي ويذر غروب" (Commodity Weather Group) الجمعة.

بيّن وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، أن قلة الأمطار أثرت أيضاً على تركيا وسوريا وإيران. يشكل هذا مشكلةً، لأن العراق عادة ما يستخدم مياه الأنهار من تركيا وبعض الأنهار الفرعية من إيران للري. قال الحمداني إنه بينما تستجيب تركيا لطلبات المزيد من إمدادات المياه، قلصت إيران الكمية التي تتدفق تجاه جارتها، ولذا تخطط وزارة الخارجية العراقية لتقديم شكوى دولية بشأن هذه القضية.