تطبيق "تشيفو" الحكومي في السلفادور يشدد قيود تداول "بتكوين" للحدّ من المضاربة

ماكينة صراف آلي لتحويل عملة "بتكوين" تابعة لتطبيق "تشيفو" الحكومي في السلفادور  وهي أول دولة في العالم تتبنى رسمياً العملة المشفرة
ماكينة صراف آلي لتحويل عملة "بتكوين" تابعة لتطبيق "تشيفو" الحكومي في السلفادور وهي أول دولة في العالم تتبنى رسمياً العملة المشفرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أزالت محفظة "بتكوين" الرقمية في السلفادور "تشيفو"، خاصية تسعير سمحت للمستخدمين بتحقيق أرباح سريعة من التداولات، في ظل تكثيف الجهود للقضاء على المضاربة في تداولات أكبر عملة مشفرة بالعالم.

أصبحت الدولة الأمريكية اللاتينية الشهر الماضي أول دولة في العالم تتبنى عملة "بتكوين" رسمياً، وجذبت محفظة "تشيفو" التابعة للحكومة سيلاً من التداولات اليومية مع شراء المواطنين في أوقات الانخفاض، والبيع في أوقات الارتفاع.

تجميد السعر

وقالت "تشيفو"، الأسبوع الماضي، إنها ستزيل خاصية تجميد سعر "بتكوين" لمدة دقيقة واحدة قبل تأكيد أمر التداول، ما يمنح المستخدمين وقتاً للتحقق من الأسعار في بورصات العملات المشفرة الأخرى، وتحديد ما إذا كانوا يريدون الشراء أو البيع، وهي ظاهرة تعرف باسم "تجارة المضاربة" والتي تقارن الفجوات السعرية الصغيرة الناتجة عن فرق السعر بين العرض والطلب.

بعد العمل بها رسمياً في السلفادور.. "بتكوين" تواجه أكبر اختبار في تاريخها

وقالت "تشيفو" على "تويتر": "للأسف العديد من مستخدمينا استخدموا الخاصية لممارسة المضاربة والتي هي مشروعة، لكن بدون خيار تجميد السعر.. وممارستها مع سعر مجمد ومقارنة الأسعار مع البورصات الأخرى في الوقت الفعلي هو نوع من الاحتيال".

وقال رئيس البنك المركزي السلفادوري، دوغلاس رودريغز، في مقابلة الأسبوع الماضي، إنه يتوقع أن تخسر "بتكوين" سمعتها كأصل مضاربة وتثبت نفعها كوسيلة دفع مشروعة مدعومة من "تشيفو".

ومن جانبهم، قال المستخدمون إنهم لاحظوا مجموعة من القيود والتكاليف الجديدة لتداول بتكوين عبر التطبيق.

وتحد المحفظة التداول حالياً إلى معاملة واحدة كل ثلاث دقائق، حسبما قال المستخدمون الذين أكدوا أن السعر الذي يبيعون به العملة المشفرة ليس هو السعر الذي يحصلون عليه عند الموافقة على المعاملة.

"فولاريس" السلفادورية أول شركة طيران في العالم تقبل الدفع بـ"بتكوين"

مكاسب "بتكوين"

وقفزت "بتكوين" إلى مستوى قياسي بلغ 67 ألف دولار يوم الأربعاء الماضي بعد الظهور الأول لصندوق أمريكي متداول في البورصة مرتبط بالعملات المشفرة، لكنها تراجعت منذ ذلك الوقت إلى دون 60 ألف دولار خلال نهاية الأسبوع، قبل أن تعوض بعض المكاسب.

وقال أليكساندر سيرمينو، متداول تجزئة ومستشار في عاصمة الدولة سان سلفادور: "أصبح التداول والتحويل وحتى ضمان أموالك بالدولار صعباً حقاً".

وفي أحدث معاملة له، حاول سيرمينو بيع ما يعادل 108 دولارات من "بتكوين"، وانتظر 15 دقيقة للحصول على الموافقة، وانتهى به الأمر بالحصول على 105.80 دولار في خانة الدولار في حساب "تشيفو"، وقال إنه سمع عن فروقات وصلت إلى 70 دولاراً في بعض الحالات، وقال: "بدأ الأمر الأسبوع الماضي بعد التغييرات التي استحدثوها لمنع المضاربة".

لم تستجب "تشيفو" أو حكومة السلفادور لطلبات التعليق.

زيادة الشكاوى

ويقول ماريو غوميز، المبرمج السلفادوري الذي تتبع إجراءات "تشيفو" عن كثب، إنه من غير الواضح ما إذا كان فرق السعر هو رسوم استخدام المحفظة، أم فارق سعر تفرضه "تشيفو"، أم نتيجة لتقلبات الأسعار خلال تأخير التنفيذ لمدة ثلاث دقائق، لكن الشكاوى تتراكم.

وقال غوميز إن الشرطة اعتقلته في وقتٍ سابق من العام الجاري واحتجزته لمدة ست ساعات بسبب حادث سيارة مزعوم، قال إنه لم يحدث قط، وجاء الاعتقال بعد أن انتقد "تشيفو" علانية.

وقالت شرطة السلفادور في ذلك الوقت، إن التحقيق مع غوميز كان "بتهمة الاحتيال المالي"، ولم ترد الشرطة على طلب للتعليق.

وقال غوميز: "الناس منزعجة لأنها من المفترض أن تكون وسيلة للتحويل إلى دولارات، ومن المفترض أنه بمجرد التحويل لست مضطراً لأن تتحمل تأثيرات التقلب.. وينظر الكثير من الناس إلى الأمر على أنه رسوم، لأن التطبيق يظهر لهم مبلغ ثم بعد ثلاث دقائق يرون أن لديهم مبلغاً أقل".

هذه التغييرات هي الأحدث في سلسلة من المشكلات المتعلقة بمحفظة "تشيفو" والتي تتراوح من الهويات المسروقة إلى أجهزة الصراف الآلي المعطلة التي لا تصدر نقوداً بعد الموافقة على المعاملة.

وجمعت منظمة "كريستوسال"، لحقوق الإنسان السلفادورية، أكثر من 700 شكوى ضد "تشيفو"، وتقول "تراكودا"، وهي مجموعة مراقبة، إن هناك ما لا يقل عن ألفي حالة سرقة للهوية عبر التطبيق.

سرقة الهويات

وتشترط "تشيفو" رقم هوية سلفادوري للتسجيل، ووجد بعض المستخدمين أن رقم هويتهم كان قيد الاستخدام بالفعل عندما حاولوا فتح حساب.

وقال غوميز إنه في حالات أخرى، قام المستخدمون بتنزيل "تشيفو"، التي تأتي برصيد مسبق قيمته 30 دولاراً من بتكوين، ليجدوا أن لديهم ملايين الدولارات في محفظتهم.

وقال: "إنها نوع من الكوميديا التراجيدية... التطبيق مليء بالأخطاء".

أسفرت رسالة مرسلة عبر البريد إلكتروني إلى مركز خدمة العملاء في "تشيفو" عن رد مفاده أنهم يتلقون كميات كبيرة من الطلبات وسيكون الرد بطيئاً.

ورغم أن حكومة السلفادور قد تكون عازمة على رؤية "بتكوين" أكثر كوسيلة لشراء السلع والخدمات وليست أداة مضاربة في التداول، فإن قائد الحكومة ليس محصناً ضد مفهوم الشراء أثناء التراجع.

إذ قال الرئيس، نجيب بوكيلي، وهو مؤيد متحمس لعملة "بتكوين"، إن الحكومة اشترت 700 "بتكوين" وسأل على تويتر يوم السبت، "هل يجب أن نشتري أثناء التراجع؟ أم أن التراجع صغير جداً؟ هيا يا رفاق، نحن بحاجة إلى خصم أفضل هنا!".