تكاد أكبر شركات النفط في العالم الغربي تجني أكبر كمٍّ من المال منذ الركود العظيم، كما أنَّ المستثمرين على وشك معرفة ماذا ستفعل به.
يُتوقع أن تفصح الشركات الكبرى الخمس مجتمعة، استهلالاً بإعلانات نتائج "رويال داتش شل" و"توتال انرجيز" الخميس، عن حوالي 29 مليار دولار من التدفقات المالية الحرة في الربع الثالث، وفقاً لتقديرات محللين جمعتها بلومبرغ. سيكون هذا الرقم الأكبر منذ بداية 2008، ومن المرجح أن تكون المحركات الرئيسية هي الطلب القوي على الخام، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكيماويات، وتعافي أعمال التكرير.
ارتفاع الطاقة يدفع صندوق الثروة الروسي إلى تحقيق مستويات قياسية
ستساعد مجموعة النتائج المتفائلة على ترسيخ تحول الاتجاه بعد سنة 2020 الشديدة، حين اضطرت شركات النفط الكبرى لخفض التكاليف، والوظائف، وتأجيل خطط الإنفاق والاقتراض. كما لجأت "شل" و"بريتيش بتروليوم" إلى خفض توزيعات الأرباح التي عادة ما تكون جديرة بالتباهي. يعتري المساهمون الفضول لرؤية ما إذا كانت الشركات ستسخِّر وفرة المكاسب لتوزيعات أرباح أعلى، أم لإعادة شراء أسهم، أم ستستخدمها لإنتاج المزيد من النفط والغاز.
قال نواه باريت، وهو محلل من دنفر لدى "جانوس هندرسون انفستورز" (Janus Henderson Investors)، التي تدير أصولاً بقيمة 428 مليار دولار: "نتوقَّع نتائج قوية للغاية فيما يتعلق بجانب التدفقات النقدية الحرة... لكن في مكالمات نتائج الأعمال نحتاج التأكيد على ما إذا كانت هذه المكاسب مستدامة، أم أنَّ شركات النفط الكبرى تحرم أعمالها الأساسية من رأس المال".
تفصح "إكسون موبيل"، و"شيفرون" عن أرباحهما يوم الجمعة، أما نتائج "بريتيش بتروليوم" فستعلن في 2 نوفمبر.
رئيس "إكسون" يلمح بزيادة الرواتب تصدياً لتسرب كبير في الموظفين
حرص المديرون التنفيذيون في شركات النفط المدرجة فيما مرَّ من العام على تعزيز التزامهم بضبط الإنفاق، حتى برغم الأسعار المرتفعة للسلع التي كان من شأنها أن تؤدي إلى زيادة في الإنفاق على المشاريع العملاقة الجديدة، مثل ما كان في دورات الازدهار السابقة. لكنَّهم يركِّزون على سداد الديون، وتوزيع الأرباح على المساهمين بعد عقد من الأداء المالي الضعيف حتى قبل الوباء، بالإضافة إلى التعامل مع المخاطر الناشئة الناتجة عن انتقال الطاقة.
لذلك سيركِّز مستثمرو "إكسون" على "المسار إلى الأمام لتحقيق عوائد متزايدة للمساهمين" في الربع الجاري، بحسب مذكرة من محللي "غولدمان ساكس". لدى "شيفرون" أيضاً القدرة على زيادة عمليات إعادة شراء الأسهم، بحسب "مورغان ستانلي". كتب جياكومو روميو، المحلل لدى "جيفريز" في ورقة بحثية أنَّ شركة "بريتيش بتروليوم" يمكن أن تعلن عن عمليات إعادة شراء إضافية بقيمة 600 مليون دولار في الربع الثالث. قد تؤجل "شل" مزيداً من توزيعات الأرباح للربع الأخير من العام، أما "توتال إنرجيز" الفرنسية، فقد تعهدت بإعادة شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في الربع الرابع.
أوروبا تحت رحمة "الغاز الروسي" وموسكو لن تنقذها من برودة الشتاء
مع ذلك؛ فإنَّ عمليات إعادة الشراء وتوزيعات الأرباح ليست الخيار الوحيد لكل هذه الأموال. في ظل نقص الغاز في أوروبا وآسيا، ودعوة الولايات المتحدة والهند "أوبك+" لإنتاج المزيد من النفط؛ يتزايد الحافز المدفوع بالأرباح للتنقيب عن مزيد من الوقود الأحفوري، في حين تخطط الشركات الكبرى ميزانياتها الرأسمالية عام 2022، ويجب على المديرين التنفيذيين توخي الحذر بالإفراط في الالتزام بتوزيعات الأرباح على المساهمين، لأنَّ الأوقات الجيدة قد لا تدوم، وفقاً لـ"إتش إس بي سي".
قال المحلل غوردن غراي من لندن في مذكرة، مستشهداً باستمرار الرياح المعاكسة للتقييمات بجانب مخاطر انتقال الطاقة: "بقدر قوة الآفاق المالية قصيرة الأجل للقطاع، نحن غير مقتنعين بأنَّ أسعار النفط والغاز التي تقود الصعود الأحدث مستدامة".
طفرة الغاز:
تعافي نشاط التكرير:
قوة في سوق الكيماويات:
التداول:
النفط: